نجحت الإمارات، الاثنين، بتدبير انقلاب في محافظة المهرة، اقصى شرق اليمن، وذلك في اول رد على انتشار العسكرية الأولى بضوء سعودي. ونشرت وسائل اعلام إماراتية في وقت سابق صورة تجمع رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، ونائبه ابوزرعة المحرمي يتوسطهما محافظ المؤتمر في المهرة محمد علي ياسر.
ويظهر الثلاثة وهم يرتدون ملابس إماراتية. وبن ياسر ظل خلال السنوات الماضية رافضا لتمدد الانتقالي ضمن تحالف مع الإصلاح. والصورة تعد الأولى منذ استدعاء بن ياسر قبل أسابيع.
وتوقيت نشرها يشير إلى انها تحمل رسالة بسقوط المحافظة وتعد بمثابة رد على الحملة التي أعلنتها قوات المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على الإصلاح وشملت تعزيز انتشارها من اقصى الحدود الشرقية للمهرة وحتى معاقلها في وادي حضرموت.
ويأتي سقوط المهرة في وقت بلغت فيه الخلافات داخل سلطة المرتزقة الموالية لتحالف العدوان ذروتها مع إعادة الانتقالي تفعيل الإدارة الذاتية في عدن وترتيبات العليمي للدر بإعلان استقلال حضرموت وتسليمه للإصلاح. وسيشكل سقوط المهرة معضلة امام مساعي الرياض فصل حضرموت عن مناطق سيطرة اتباع الامارات جنوب اليمن.
خلافات أمريكية – سعودية تعرقل اعلان حضرموت
على سياق اخر، اجهضت الولايات المتحدة، ترتيبات سعودية كانت مرتقبة لإعلان استقلال حضرموت، الثرية بالنفط شرقي اليمن.
وكشفت مصادر في وزارة خارجية حكومة المرتزقة بأن خلافات مع الولايات المتحدة حول مصير المحافظة كان سبب تأجيل اعلان المحافظة إقليم مستقل، موضحة بان السعودية طلبت من وزير خارجية حكومة المرتزقة، احمد عوض بن مبارك، احراج وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته الأخيرة للرياض، عبر ترتيب لقاء يجمعه بوفد حضرموت المتواجد حاليا في الرياض والمدعوم سعوديا، لكن الوزير الأمريكي رفض باعتبار ان البرتوكولات لا تسمح بلقاء مع مكونات سياسية .
وتحاول السعودية من خلال اللقاء شرعنة الإعلان المرتقب والضغط به في وجه قوى المرتزقة الموالية لها والرافضة لانفصال حضرموت. وتحشد السعودية منذ اشهر للدفع باتجاه انفصال حضرموت وبما يبقيها تحت وصايتها مستقبلا مستغلة حالة الصراع بين القوى الموالية لها هناك والاستقطابات الإقليمية والدولية.
وبحسب المصادر فإن الولايات المتحدة ترى في اعلان حضرموت توسيع لمبدأ الصراع في اليمن ويحد من الجهود التي تقودها وتهدف من خلالها لإبقاء حضرموت ضمن خارطة جنوب اليمن بقيادة الانتقالي، المدعوم اماراتيا.
وكانت الولايات المتحدة دفعت مؤخرا باتجاه مفاوضات بين الانتقالي و “صنعاء” باعتبارهما سلطات امر واقع شمال وجنوب اليمن وهو ما ترفضه السعودية التي تحاول إبقاء المفاوضات تحت شعار “الشرعية” بغية الخروج من المستنقع وعدم تنفيذ استحقاقات ما بعد الحرب من إعادة الاعمار وتعويض المتضررين.