مقالات مشابهة

الانتقالي يفشل عن اقالة “معين” وحملة سعودية للإنقلاب على الزييدي

خسرت سلطة المجلس الانتقالي في عدن، جنوبي اليمن، الاحد، معركة الكهرباء التي تخوضها مع معين عبدالملك منذ أيام. يتزامن ذلك مع تراجع المجلس عن المطالبة بتغيير حكومته وسط ارتفاع وتيرة تسريب فساد قياداته. واقر محافظ الانتقالي في عدن، احمد لملس، شراء وقود إسعافي لمحطات كهرباء عدن بعد أن ظل خلال الايام الماضية يرفض ذلك بحجة انها من اختصاص حكومة معين.

وأفادت مؤسسة كهرباء عدن بان قرار المحافظ شراء وقود اسعافي، لم تحدد كميته، جاء في اعقاب رفض حكومة المرتزقة والمجلس الرئاسي التجاوب مع مناشدتها للحيلولة دون خروج الكهرباء عن الخدمة في المدينة.

وتأتي خطوة لملس الذي يخوض صراع مع معين على الإيرادات وصلت حد التهديد بإنهاء الاتفاقيات مع شركات بيع الطاقة والتي يملك معين اكثر من نصف أسهمها ونشر ملفات فساد ابرزها الحديث عن منح سلطته 6 ملايين دولار لشراء الطاقة من معين، وسط تصاعد الاحتقان الشعبي، إضافة إلى تسريب ملفات لملس في قطاع الطاقة واخرها نشر وثيقة تدين لملس بالاستحواذ على 100 مليون دولار سحبها تحت مسمى شراء طاقة لعدن بقيمة 12 ميغاوات ولم تنفذ.

ويعد رضوخ لملس هزيمة قاسية للانتقالي في معركته ضد حكومة المرتزقة، وقد القت بظلالها على مطالب المجلس بتغيير الحكومة، حيث كشف القيادي في المجلس علي بن شنظور، تراجع المجلس عن المطالبة بإقالة معين وتغيير حكومته مع أنها كانت ابرز مطالب الزبيدي منذ مؤتمر الجمعية الوطنية في حضرموت. قلل بن شنظور من أهمية تشكيل حكومة جديدة في تأكيد على تراجعهم بمطلب تغيير معين.

ولم يتضح دوافع تراجع الانتقالي الأخيرة في هذا التوقيت الذي وصل فيه الاحتقان في صفوف أنصاره ذروته وسط تدهور الخدمات في عدن تحديدا وما اذا كانت لترتيبات أخرى، لكن تزامنها مع استمرار معين تسريب ملفات فساد واخرها مطالب الانتقالي بصرف نصف مليار ريال لحسن الجابري حليفه في حضرموت كنثريات لفعاليات مناهضة لحكومة المرتزقة مؤشر على مخاوف قيادات المجلس من بروز فضائح كبيرة قد تضع قيادات الانتقالي في مواجهة مع أنصارها.

حملة سعودية للإنقلاب على الزييدي

على سياق اخر، تصاعدت حدة الازمة في صفوف المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، مع بروز دعوات للانقلاب على قياداته تغذيها اطراف إقليمية. يتزامن ذلك مع تدهور الوضع في مدينة عدن، احد ابرز معاقله، وسط مؤشرات على انهيار كلي في ظل صمت مطبق لقيادات المجلس، المدعوم اماراتيا.

ودعت قيادات وناشطين في المجلس ابوزرعة المحرمي، الرجل الثاني في الانتقالي، لأخذ زمام المبادرة وقيادة المرحلة في مطالبة غير مباشرة بالانقلاب على الزبيدي. واعتبر هؤلاء في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي المحرمي الأكثر نفوذا وتأثيرا من الزبيدي والقادر على مواجهة التحديات بخلفيته الدينية.

ويقود الحملة ناصر الخبجي، رئيس وفد المفاوضات والمحسوب على السعودية والذي كان هاجم في وقت سابق اعتماد الزبيدي على الدعم الاماراتي وطالب بفك الارتباط معها. والدعوات الجديدة تعد امتداد لهجمات مستمرة على الزبيدي وقيادة الانتقالي منذ أيام.

ومع أن هذه المطالب تعد انعكاس طبيعي للوضع الذي تعيشه عدن مع انهيار منظومة الكهرباء والعملة وتوقف الخدمات وصرف المرتبات وارتفاع الأسعار وتفشى الفقر والمجاعة، الأ ان توقيتها يشير إلى محاولة السعودية التي رفضت دعم حكومة المرتزقة اجراء تغييرات داخل الانتقالي. والمحرمي من القيادات الجنوبية التي حرصت السعودية على تصديرها إلى المشهد بموازاة الزبيدي وتسوقه كبديل له.

وتزامن الحملة مع بدء فصائل جنوبية سلفية كانت جزء من العمالقة التي يقودها المحرمي قبل تغيير اسمها إلى “درع الوطن” اسقاط معسكرات الانتقالي في عدن مؤشر على ترتيبات سعودي لقلب الوضع في عدن.