تواصل مخلفات العدوان، خطف أرواح المدنيين اليمنيين على مدى أكثر من ثمانية أعوام، وسط صمت أممي وتجاهل من قبل المنظمات الدولية.
حيث أعلن مركز التعامل مع الألغام في صنعاء، اليوم الأربعاء، مقتل امرأة وطفل 12 عام وإصابة طفل آخر 10 سنوات، “جراء انفجار قذيفة من مخلفات قوى التحالف في قرية المسنى بمديرية الحالي في محافظة الحديدة” غرب اليمن .
وجدد المركز استنكار تجاهل الأمم المتحدة لاحتياجات نزع مخلفات التحالف وعدم ادخال الأجهزة الخاصة لإنقاذ حياة المواطنين في المناطق الموبوءة.
وكان مركز الألغام في صنعاء قد كشف الاثنين الماضي، في بيان له ،عن سقوط 19 مدنيا بين قتيل وجريح منهم 10 قتلى و9 جرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء نتيجة انفجارات أجسام مخلفات التحالف خلال مايو المنصرم، مشيرا إلى أن عدد الضحايا في صفوف المدنيين نتيجة مخلفات التحالف منذ بداية العام الجاري تجاوز 118 ضحية بينهم 50 قتيل و68 جريح منهم 31 طفل و10 نساء.
وقال المركز : ” أن نسبة إيقاف الدعم الأممي للأنشطة الأعمال المتعلقة بالألغام وصلت إلى نسبة 95% من الأنشطة والأعمال منذ بداية العام”، لافتا إلى أن التحالف من خلال منع دخول أجهزة كشف الألغام يتعمد إلحاق الضرر بآلاف الأطفال والنساء وحرمان النازحين من العودة إلى قراهم، داعيا كل الجهات الأممية والإنسانية العاملة في اليمن إلى تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية وحماية المواطنين في اليمن من مخلفات الحرب.
يشار إلى أن حصيلة ضحايا الألغام والقنابل العنقودية في اليمن منذ العام 2015م بلغت ، (8104) ضحية بين قتيل ومصاب في مختلف المحافظات ، أعلن عنها رئيس المركز علي صفره خلال المؤتمر الاول للشراكة في الاعمال المتعلقة بالألغام الذي تم تنظيمه في صنعاء أواخر فبراير الماضي.
وكانت مديرة دائرة الأعمال المتعلقة بنزع الألغام التابع للأمم المتحدة، إيلين كوهن، قد أعلنت خلال زيارتها لليمن في ديسمبر العام الماضي، أن ” اليمن تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول الموبوئة بالمخلفات المتفجرة” ،مضيفة أن التأثير المباشر للألغام والقنابل العنقودية قد خلف أثاراً سلبية على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني الذي يمثل أهم مصادر تعزيز العيش للمواطن اليمني.
بينما أوضح مدير مركز التعامل مع الألغام، علي صفرة، في فبراير الماضي، أن الأراضي الزراعية التي تضررت بشكل مباشر بلغت 783 ألفا و690 مزرعة إضافة إلى 132 ومائة هكتار، والتي تحتاج إلى تدخل من المركز التنفيذي بحسب طلب وزارة الزراعة والسلطات المحلية ومناشدات المواطنين، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالقطاع الحيواني والتي تصل إلى ثلاثة ملايين و500 ألف رأس من الثروة الحيوانية بحسب احصائيات وزارة الزراعة.
وكشف صفرة عن أجهزة ومعدات خاصة بالألغام لازالت محتجزة في جيبوتي، وتحتاج إلى المناصرة من المنظمات الأممية والدولية لإدخال هذه الأجهزة” التي يمنع التحالف دخولها بشكل متعمد .. لافتا إلى أن المركز أمام كارثة نتيجة وجود أنواع متعددة من مخلفات الغارات الجوية والقنابل العنقودية على مستوى جميع المحافظات، حيث تم رصد حوالي عشرين نوعا من القنابل العنقودية.