قال موقع “غلوب يو نيوز” الأخباري الأمريكي إن حرب اليمن، التي بدأت في عام 2015، كانت واحدة من أكثر الصراعات دموية في التاريخ الحديث، إذ تسببت في مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين.. حيث قادت السعودية والإمارات تحالفا عسكرياً ضد اليمن.
وأكد أن التحالف فشل في تحقيق أهدافه، وتصاعدت الحرب إلى حرب شاملة.. في حين تشير التطورات الأخيرة إلى أن نهاية حرب اليمن قد تكون في متناول اليد.. ومع ذلك سنذكر العوامل التي ساهمت في هذا التحول ونبحث آفاق سلام دائم في اليمن.
وذكر أنه من أجل فهم الوضع الحالي في اليمن، من المهم مراجعة الأحداث التي أدت إلى اندلاع الحرب.. لليمن تاريخ طويل من عدم الاستقرار، مع الانقسامات القبلية التي ابتليت بها البلاد لعقود.. وفي عام 2011، أدت انتفاضة شعبية ضد الحكومة إلى الإطاحة بـ علي عبد الله صالح. وأضاف أن الحكومة الانتقالية التي تلت ذلك أي “حكومة هادي” كانت ضعيفة وغير قادرة على معالجة مشاكل البلاد العديدة، بما في ذلك الفقر والفساد والإرهاب.
وأورد أن حرب اليمن كانت مدمرة للسكان المدنيين في البلاد.. أدت الحرب إلى انتشار الجوع والمرض والنزوح.. وقد تفاقم الوضع بسبب الحصار الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية، ومنع دخول السلع والمساعدات الإنسانية إلى البلاد..وعلى الرغم من العنف المستمر، أثارت التطورات الأخيرة آمال في أن حرب اليمن قد تقترب من نهايتها.
وتابع الموقع أنه في فبراير 2021، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنهي دعمها للعمليات الهجومية في اليمن ولن تقدم بعد الآن أسلحة أو دعما لوجستياً للتحالف السعودي.. كان هذا القرار مهما لأن الولايات المتحدة كانت المورد الرئيسي للتحالف بالأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى. ورأى أنه كانت هناك جهود في الآوانة الأخيرة لاستئناف محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة.. في حين أن المحادثات لم تحرز أي اتفاق سلام على الفور.. لكن كان ينظر إليها على أنها خطوة إيجابية نحو إنهاء الحرب.
وأوضح أن التطور المهم الآخر قد كان هو إعلان التحالف الذي تقوده السعودية في مارس 2021 أنه يطلق مبادرة سلام جديدة لليمن.. وشملت المبادرة وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وإعادة فتح مطار صنعاء، واستئناف المفاوضات بين الأطراف المتحاربة. وأشار إلى أنه على الرغم من هذه التطورات الإيجابية، لا يزال الطريق إلى السلام في اليمن محفوفا بالتحديات.. إذ تتمثل إحدى العقبات الرئيسية في استمرار وجود القوات الأجنبية في البلاد.. لدى كل من السعودية والإمارات وحدات عسكرية كبيرة في اليمن.. ونتيجة لذلك أدت مشاركة هذه الجهات الفاعلة الخارجية إلى تعقيد الجهود الرامية إلى إيجاد حل للحرب.
ومع ذلك، هناك أسباب تدعو إلى التفاؤل بشأن آفاق السلام في اليمن.. حيث تشير التطورات الأخيرة الى أن هناك توافقا دوليا متزايدا في الآراء على أن حرب اليمن استمرت لفترة طويلة جدا وأن التسوية التفاوضية هي أفضل طريقة لإنهاء الحرب. وأضاف: ينعكس هذا الإجماع في الجهود الدبلوماسية المتجددة الرامية إلى جلب الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات.. علاوة على ذلك هناك اعتراف متزايد بأن الأزمة الإنسانية في اليمن هي المحرك الرئيسي للحرب وأن تلبية احتياجات الشعب اليمني ضرورية لتحقيق سلام دائم.
وقال الموقع إن مشاركة الأطراف الأجنبية في الحرب، وانعدام الثقة بين الأطراف المتحاربة، والأزمة الإنسانية كلها عقبات كبيرة يجب التغلب عليها.. لكن هناك أسبابا للتفاؤل الحذر بشأن آفاق السلام في اليمن. وإذا استطاع المجتمع الدولي أن يقوم بدعم التسوية التفاوضية وتلبية احتياجات الشعب اليمني، فهناك أمل في إنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة من السلام والازدهار لليمن.