اتسعت رقعة الأزمة في صفوف المرتزقة الموالية لتحالف العدوان جنوب اليمن، مع قرار استبعاد اهم القوى المشكلة لسلطته من المشهد وسط ترتيبات متسارعة لوادها. وشن رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح، عدنان العديني، هجوم غير مسبوق على رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي، الذي يشكل الإصلاح جزء من منظومته. وألمح العديني إلى نية الحزب الانسحاب من سلطة العليمي متهما إياه بالتفريط بالوحدة والوطن.
ومع أن العديني الذي يعد من قيادات الصف الأول في الإصلاح حاول تغليف هجومه الجديد بخبر نشرته وكالة الانباء الرسمية في حكومة معين حول لقاء جمع العليمي بأمين عام التعاون الخليجي وتم اسقاط منه مصطلح “الوحدة اليمنية” إلا أن تزامن التصريحات مع تلويح الحزب بالحرب عبر استعراض ذراع “المقاومة الشعبية” في مأرب وتعز وتعزيز قواته في وادي حضرموت، تعكس حالة احتقان في صفوف قياداته.
خصوصا وأن هذه التطورات تتزامن مع كشف السعودية والامارات اتفاق لإنهاء نفوذ الحزب في اخر معاقله بحضرموت وقرعهما طبول الحرب عليه في مأرب والمهرة، ناهيك عن الانباء التي تتحدث عن اصدار العليمي قرار بخروج المنطقة العسكرية الأولى من آخر مناطق تمركزها بوادي وصحراء حضرموت.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت تهديدات الإصلاح تعكس قناعة لديه بضرورة تدارك الموقف ولو بمواجهة أم مجرد مناورة لتحسين شروط استبعاده من المشهد، لكن تزامن التحركات مع تعزيز تقاربه من صنعاء تشير أيضا إلى ترتيب وضعه تحسبا للخطوات التي يتم طباختها في كواليس التحالف.
تسليم صنعاء خطط دخول مأرب
على سياق اخر، اتهم صغير بن عزيز، رئيس أركان المرتزقة، حزب الإصلاح بتسليم “صنعاء” خطط دخول مدينة مأرب، آخر معاقله شمال اليمن. يتزامن ذلك مع إبرام الحزب صفقة جديدة مع صنعاء.
وكشف ناشطون وخبراء عسكريين مرتزقة مقربين من بن عزيز قيام الحزب عبر قيادات فيه بتسليم وثائق سرية ومهمة عن خارطة انتشار فصائل المرتزقة الموالية لتحالف العدوان ومناطق تمركزها إضافة إلى الخطوط التي تسمح بدخول المدينة دون قتال. وكان هؤلاء يعلقون على انضمام قائد عسكري رفيع في قوات حزب الإصلاح بالجوف بمعية قواته إلى صنعاء قبل أيام.
في المقابل، واصلت قيادات في حزب الإصلاح رسم خطط على مواقع التواصل الاجتماعي في خطوة.. وكتب القيادي في الحزب والخبير العسكري علي الذهب معلومات حول منطقة الجدافر بالجوف والتي تسيطر عليها قوات صنعاء وحجم المسافة التي تفصلها عن مطار مأرب الجديد وسط المدينة.
ومع أن قيادات الحزب تحاول إبراز تلك المعلومات على أنها تحذير، يرى خصومهم بانها محاولة لكشف الطرق القريبة إلى وسط المدينة. ومع أنه لم يتضح بعد دوافع الإصلاح من التقارب الأخير مع صنعاء وما إذا كانت ضمن مساعي تطبيع العلاقة بين الطرفين. خصوصا وان التحرك الأخير تزامن مع إبرام الطرفين صفقة لتبادل 52 جثة، أم ضمن مناورته بالتلويح بتسليم مأرب لصنعاء، لكن توقيت التحرك يشير إلى أن الحزب في مأزق في ظل الضغوط عليه لتسليم المدينة لخصومه بقيادة طارق صالح واخرها المعارك في وادي عبيدة.