وصف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، اقتراح امريكا بضم أوكرانيا إلى حلف “الناتو”، الذي تسبب في اندلاع الحرب بين روسيا و اوكرانيا، بأنه “خطأ فادح”؟.
كيسنجر الذي أكمل عامه المائة السبت، اكد ان “دعوة كييف لحلف شمال الأطلسي، هي التي أدت إلى اندلاع النزاع المسلح، وان توسع الحلف كان يجب أن يتوقف في بولندا، حيث كان من الضروري أخذ المخاوف الأمنية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجدية”.
وتابع كيسنجر، “بالنسبة لروسيا، فإن خسارة سيفاستوبول، التي كانت دائما وتاريخيا غير أوكرانية، ستكون بمثابة سقوط، بحيث يصبح تماسك الدولة في خطر”.
اللافت ورغم اعترافات كيسنجر بهذه الحقائق، الا انه أيد تسليح امريكا لاوكرانيا، وضغطها على باقي الدول الاوروبية والغربية من اجل مد كييف بالسلاح المتطور، وقال إن “أوكرانيا حاليا أفضل دولة أوروبية تسليحا”.
ما صرح به كيسنجر، يعتبر شهادة دامغة على ان امريكا على استعداد ان تحرق حتى حلفائها في اوروبا من اجل تحقيق اهدافها، فهي تعلم جيدا ان محاولاتها توريط اوروبا في مخططاتها الرامية الى اضعاف روسيا ومحاصرتها بالناتو، امر سترفضه روسيا بالتأكيد ولن تقبل به، وهو ما اكده كيسنجر عندما قال انه “لم تعد هناك مناطق محايدة بين الناتو وروسيا، وإذا انتصرت روسيا، فإن المفهوم الكامل لوجود الناتو سيتحول إلى غبار”.
ما يمكن ان نستخلصه من كلام كيسنجر، ان امريكا ادخلت اوروبا في ورطة كبيرة، وباتت الحرب بين الناتو وروسيا في القارة الاوروبية، مسألة وجود للطرفين، فلا روسيا تقبل بالامر الواقع الذي تريد امريكا فرضه عليها، ولا الناتو يقبل برفع الراية البيضاء امام روسيا، بينما امريكا اكتفت بلعب دور المتفرج على اقتتال الاوروبيين بعضهم لبعض، دون ان يلوح في الافق القريب اي أمل لوقف الحرب التي اشعلتها امريكا.