عرض المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، اليوم السبت، مفاوضات مع “صنعاء” مبدئا استعداده تقديم تنازلات كبيرة. وقال رئيس الجمعية الوطنية للانتقالي، احمد بن بريك، خلال مقابلة مع قناة “الغد المشرق” أن المجلس، سلطة الامر الواقع جنوب اليمن، لا يمانع من الجلوس على طاولة المفاوضات مع صنعاء.
وعبر بن بريك استعداد المجلس تسليم مدينة مأرب وحل الرئاسي، مشيرا إلى أن تاريخ الجزيرة العربية يشير إلى دولتين في جنوبها هما “حضرموت” في إشارة إلى مناطق الانتقالي حاليا و “يمن” في إشارة إلى صنعاء. واستبعد بن بريك البقاء في سلطة الرئاسي، متهما رشاد العليمي رئيس المجلس بالمناورة من ضعف، ومتوقعا انقلابه عليهم في اية لحظة.
وتصريحات بن بريك تعد امتدادا لمواقف سابقة ابداها رئيس المجلس عيدروس الزبيدي من حضرموت والمح فيها إلى ترتيب الانتقالي للانسحاب من الرئاسي.. كما أن تزامن حديث بن بريك عن تسليم مأرب في ظل احتدام المواجهة هناك والتي يقودها ذياب بن معيلي المدعوم اماراتيا ضد قبيلة العرادة مؤشر على ترتيبات لفرض واقع جديد يتم بموجبه المفاوضات على ارض الواقع.
ووصفت تصريحات بن بريك حول مأرب بانها تعكس توجه اماراتي، وفق ما علق عليها سيف الحاضري المستشار الإعلامي لعلي محسن، ابرز مراكز النفوذ في مأرب ونائب ما كانت تعرف بـ”الشرعية”. وتلقي الامارات حاليا بكل ثقلها لتثبيت الفصائل الموالية لها جنوب اليمن على الأرض، لكنها لا تزال تواجه صعوبات مع استمرار خصومها المدعومين سعوديا المناورة في وجهها وتحديدا في حضرموت.
الإصلاح يستنفر الذراع السري بوجه الانتقالي
هذا واستنفر حزب الإصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، السبت، جناحه السري وسط تصاعد المخاوف من ترتيبات إقليمية ودولية لاجتثاثه. ونظم الحزب فعاليات شعبية بتعز ومأرب والجوف تحت مسمى “المقاومة الشعبية”. في تعز اخرج الحزب عشرات الالاف من أنصاره في تظاهرة حملت شعار “الوحدة اليمنية” على الرغم من تجاهل الحزب ذكرها التي مرت قبل أيام.
وحاول الحزب خلال التظاهرة التي جابت شارع جمال ابراز شعارات “المقاومة الشعبية” إضافة إلى التلويح بالحرب في وجه الانتقالي او من وصفهم بيان حمود المخلافي بـ”الانفصاليين”. وتظاهرة تعز تزامنت أيضا مع فعالية للحزب في مأرب تحت مسمى “المقاومة في مأرب والجوف”.
وهذه المرة الأولى التي يقيم فيها الحزب فعاليات من هذا النوع بذكرى الوحدة وتحت شعار “المقاومة” التي تعد الذراع العسكري الأهم للحزب، على الرغم من خضوع تلك المحافظات لسلطاته.
ويشير توقيت الفعاليات إلى محاولة الحزب الاستعراض بفصائله الموازية لتلك القوات المعروفة بـ”الجيش الوطني” والتي تم تفكيكها على مدى السنوات الماضية وانهاء نفوذه عليها خصوصا وأن الاستعراض جاء في اعقاب تصريحات لرئيس الجمعية الوطنية للانتقالي، احمد بن بريك، كشف فيها توجه جديد يقضي بضم مأرب إلى صنعاء وطرد ما تبقى للإصلاح من قوات بوادي وصحراء حضرموت.
في السياق، كشف سيف الحاضري، المستشار الإعلامي لعلي محسن، نائب رئيس ما كانت تعرف بـ”شرعية الفنادق” تصاعد المخاوف في صفوف الحزب من ما وصفها بمخططات تحاك ضد اخر معاقله، معتبرا تصريحات بن بريك الأخيرة بأنها تعكس ذلك التوجه. ودعا الحاضري في منشور على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي إلى النفير لمواجهة ما وصفها بـ”المؤمرة”.