كشف فيلم وثائقي السيطرة عن مشاهد ووثائق تعرض للمرة الأولى عن طبيعة النشاط العسكري والاستخباراتي الأمريكي في اليمن مطلع الألفية الثالثة. فيلم “السيطرة” تطرق إلى مرحلة التغول الأمريكي في اليمن من بوابة تدريب الجيش اليمني وإرسال شحنات من المعدات والأسلحة تبين لاحقا أنها معدات لإنشاء محطة لـCIA في اليمن.
وثيقة سرية صادرة عن سفارة اليمن بواشنطن مطلع 2002 كشفت عن لقاء في مقر وكالة المخابرات الأميركية CIA جمع مدير دائرة الشرق الأوسط في الوكالة جيم هيوز وسفير اليمن في واشنطن عبد الوهاب الحجري أبلغ فيه هيوز الحجري أن الـCIA تعد خطة للنشاط في اليمن وستقدم المعدات والمعلومات الاستخباراتية لاتخاذ الخطوات التنفيذية وأن التشاور حول الخطة جرى بين وزارة الخارجية والدفاع ومجلس الامن القومي والقيادة المركزية والتحقيقات الفيدرالية وبالتنسيق مع السفير الأمريكي ومدير محطة الـ CIA في صنعاء، وأضاف أن الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح خلال لقائه بمدير الـCIA وجه بتقديم كافة التسهيلات لمدير محطة الـ CIA في اليمن مباشرة.
وفي سياق الخطوات التنفيذية لإنشاء محطة الـCIA في صنعاء تكشف وثيقة أخرى صادرة عن وزارة الداخلية عام 2002 تفيد باجتماع وزير الداخلية الأسبق رشاد العليمي والسفير الأمريكي الأسبق ادموند هول الذي أكد أن بناء غرفة عمليات للمخابرات الأمريكية يتطلب نقل معدات الكترونية عبر سلسلة رحلات متعاقبة دون أن تخضع لأي إجراءات في المطار نظرا لسرية وحداثة التكنولوجيا المستخدمة وفق وثيقة أخرى صادرة عن الخارجية اليمنية عام 2002.
وفي حادثة لافتة كشفت وثيقة صادرة عن دائرة الاستخبارات العسكرية العامة بوزارة الدفاع عام 2002 عن وصول شحنة من المعدات والأجهزة دون إشعار مسبق على متن طائرة قائد العمليات في القوات الخاصة الأمريكية ألبرت كالند الذي ضلل إدارة المطار بالادعاء أنها شحنة مساعدات للقوات الخاصة اليمنية ليتبين لاحقا أنها ذهبت للسفارة الأمريكية في صنعاء.
ووفق مدير مطار صنعاء الدولي الأسبق اللواء أحمد معياد فإن الطائرات العسكرية الأمريكية ترددت على اليمن بشكل مكثف بعد 2002، كاشفا عن وصول عناصر صهيونية بجوازات أمريكية وأوروبية، لافتا إلى أن العناصر تلك كانت تصل المطار دون الالتزام بالإجراءات الرسمية.
وفي شهر مارس من العام 2003 أفادت وثيقة صادرة عن الخارجية اليمنية أن تقريرا أعده القنصل الفخري لليمن في ميشغن عن ازدياد حالات التجنيد بين أوساط الجالية من قبل أجهزة الأمن والدفاع الأمريكية وأنه يفرض على العناصر المجندة التنازل عن جنسيتهم ليتم إرسالهم إلى اليمن والدول المجاورة للقيام بأنشطة محددة بما يتيح للولايات المتحدة المطالبة بهم في حالة اعتقالهم باعتبارهم مواطنين أمريكيين.
وعن النشاط الاستخباراتي الأمريكي في اليمن أفادت وثيقة صادرة عن دائرة الاستخبارات العسكرية تحت وسم سري جدا في سبتمبر من العام 2002 عن رصد تحركات لعناصر أمريكية في العاصمة صنعاء وبعض المدن الرئيسية دون أي اشعار مسبق، كاشفة أنه تم رصد تواجد عناصر امريكية في مسارح بعض الحوادث الأمنية والانفجارات في العاصمة صنعاء.
وعن النشاط الأمريكي في السواحل اليمنية كشف الفيلم عن تسجيلات حصرية لتدريبات ضباط من البحرية الأمريكية قوات يمنية خاصة بحضور قائد القوات الامريكية في “القرن الأفريقي” ماستين روبسون، كما عرض الفيلم مناورة بإشراف أمريكي في الساحل الغربي.
ووفق شهادة مدير المعهد البحري العميد الركن عبد الواحد الميدان فإن الاستهداف الأمريكي طال القدرات التسليحية في القوات البحرية والدفاع الساحلي، واستحداث شرطة خفر السواحل كبديل للقوات البحرية، كما أكد وكيل جهاز الأمن القومي سابقا الفريق الركن جلال الرويشان أن عدم السماح لليمن وغيرها من دول البحر الأحمر من بناء قوات بحرية يرتبط أمريكيا بالحفاظ على أمن الكيان الصهيوني.
وثائقي السيطرة عرض تسجيلات حصرية لجولة عسكريين أمريكيين في معسكر الحـرس الجمهوري جنوب العاصمة صنعاء لمعرفة التشكيلات والأسلحة العسكرية بحضور عسكريين ومخبرين أمريكيين بينهم السفير الأسبق في اليمن ادموند هول وقائد العمليات الخاصة الأمريكية غاري لين هاريل، وخلص الفيلم إلى أن معسكرات القوات الخاصة التابعة لنجل رئيس السلطة الأسبق أحمد علي عبدالله صالح كانت مركز النشاط العسكري الأمريكي في العاصمة صنعاء.