مقالات مشابهة

ما وراءَ مناورة “الوفاء للشهيد القائد”؟ العين العسكرية لا تنام وحالة اللاسلم واللاحرب شارفت على الإنتهاء

تواصلُ القواتُ المسلحة اليمنية تطويرَ عملياتها القتالية والتكتيكية، وترقُبُ عن كثبٍ مجملَ التطورات السياسية ومدى مراوغة العدوان الأمريكي السعوديّ وجنوحه للسلام؛ لتؤكّـد بأنها جاهزة لكل الاحتمالات مهما كانت في حال عادت الحرب أَو عاد العدوان للتصعيد.

وللتأكيد على مدى جاهزية أبطال القوات المسلحة، فقد نفذت المنطقة العسكرية الرابعة مؤخّراً مناورة “الوقاء للشهيد القائد”، بمشاركة مختلف الوحدات العسكرية، وفي عملية هجومية حاكت السيطرة على مواقع تابعة للعدوَّينِ الأمريكي والصهيوني، في رسائل حملت الكثير من الدلالات والأبعاد، وجاءت في توقيت مناسب؛ لتضع السعوديّة والمرتزِقة أمام الاختيار الحقيقي: إما بالجنوح للسلام بدون مواربة، أَو عودة التصعيد الكبير وعليهم أن يتحملوا النتائج.

واقعياً، لم تلتزم قوى العدوان بما تم الاتّفاق عليه مؤخّراً من فتح لمطار صنعاء الدولي وفتح كامل لميناء الحديدة، ودفع رواتب الموظفين، ودفع التعويضات، بل واصلت المراوغة والادِّعاء بأنها “وسيط”، وعادت للاستماع للأمريكيين، وتنفيذ أجندتهم، من خلال رمي العراقيل أمام جهود السلام، بالإضافة إلى دعم المرتزِقة في المحافظات المحتلّة وتغذية النزعات الانفصالية ومحاولة تقسيم وتفكيك اليمن.

وأمام كُـلّ هذه الأحداث جاءت مناورة “الوفاء للشهيد القائد”؛ لتوصل رسائل للعدوان وجميع أطراف المرتزِقة، بأن الشعب اليمني بات يعي جيِّدًا كُـلّ هذه الألاعيب، وأنه صبره بدأ ينفد.

وفي هذا الشأن يقول الكاتب والمحلل السياسي زيد الغرسي: إن “المناورة بحد ذاتها جاءت لتؤكّـد التطور النوعي والتكتيكي للجيش اليمني بعد 8 سنوات من العدوان عليه وتدمير مقدراته، وبعد خوض معاركَ شرسةٍ ومتنوعة ومواجهة أكبر تحالف عالمي يمتلك القدرات المادية والخبرات العسكرية من مختلف أنحاء العالم”.

ويؤكّـد الغرسي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “المناورة تحمل العديد من الرسائل الهامة؛ فالانتظار إلى ما لا نهاية فيما يتعلق بحلحلة المِلف الإنساني وفي الهُدنة، هذا ليس واردًا، وأن الجيشَ مستعدٌّ لخوض الحرب؛ حتى يحقِّقَ مطالِبَ الشعب اليمني وأهداف الشعب اليمني، متمثلة: في وقف العدوان الأمريكي السعوديّ ورفع الحصار وإخراج الاحتلال”.

ويضيف: “كذلك هي رسالة لدول العدوان بأن مماطلاتهم وسعيهم لتفريغ أية اتّفاقيات من محتواها ومضمونها، لن يقف اليمنيون أمامها متفرجين وأن الجيش اليمني حاضر لتأديب دول العدوان وتعريفهم أن اليمن لا يمكن أن ينصاع ولا يمكن أَيْـضاً أن يتم خداعُه في المفاوضات”، منوِّهًا إلى أن “تصريحات قائد الثورة وَالرئيس المشاط وَوزير الدفاع وَغيره من القيادات تؤكّـد أن كُـلّ شبر من الأراضي اليمنية، سواءٌ أكان في الجنوب، أَو في تعز، أَو في شرق اليمن حرة وسيتم تطهيرها بالكامل”.

ويواصل حديثه بالقول: “من ناحية أُخرى، هناك مسألة الزمن والتوقيت، نلاحظ أنها جاءت بعد فترة من المفاوضات، وبعد فترة من عرقلة أمريكا للمفاوضات، وبالتالي اختيار توقيت إجراء هذه المناورة هو رسالة لقوى العدوان الأمريكي السعوديّ تؤكّـد بأننا قد أصبحنا جاهزين ولن يطول الوقت وأننا حاضرون إذَا لم يتم ووقف العدوان ورفع الحصار وخروجكم من كُـلّ شبر من اليمن”.

قواتنا المسلحة جاهزة:

بدوره يقول الخبير في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: “إن مناورة “الوفاء للشهيد القائد” التي نفذتها وحدات قواتنا العسكرية في المنطقة الرابعة تعتبر المناورةَ الثانية التي تم تنفيذها خلال هذا العام، وهي مسار يتم من خلاله قياس مستوى الجاهزية القتالية والأداء العملياتي لمختلف التشكيلات وتنفيذ محاكاة لمعارك هجومية ذات أبعاد تكتيكية معقدة وفي ظروف وتضاريس جغرافية متنوعة منها جبلية وصحراوية”.

ويوضح عثمان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أنه من خلال هذه المناورة الكبرى قدمت قواتنا المسلحة -بفضل الله تعالى وعونه- أداءً عسكريا متميزا، وكان أكثر من ظهر فيها، كما أنها أجريت على مساحة واسعة تقدر بـ 100كم مربع ومحاكاة عمليات هجومية واقتحاميه ضد معسكرات ومواقع وتحصينات افتراضية لقوى العدوان الأمريكي الإسرائيلي وَالسعوديّ والإماراتي ومرتزِقته.

ويشير إلى أن “هناك جانبًا متميزًا في الأداء والتنظيم بين الوحدات والتشكيلات القتالية وتنسيق عملياتي دقيق فيما بينها، خُصُوصاً بين القوى الضاربة على الأرض، وَمنها قوات المشاة والقوات المدرعة ووحدات الإسناد المدفعي والهندسة ومشاركة الإسناد الجوي، ومنها الصاروخية وسلاح الجو المسير الذي شارك بفاعلية في تشكيل مسارات إسناد ودعم ناري دقيق في تمشيط مرابض ومعسكرات العدوّ الافتراضية”.

ويؤكّـد أنه بفضل الله تعالى وتسديده “أصبحت قواتُنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها ووحداتها القتالية جاهزة عمليًّا لخوض أكبر التصعيدات والمعارك المعقدة ضد قوى العدوان ومرتزِقته وعلى جاهزية عالية لتنفيذ عملية هجومية كبرى؛ لحسم وتحرير ما تبقى من الجبهات والمناطق التي تحتلها قوى العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ومرتزِقته”.

ويصف محللون توقيت هذه المناورة بـ “الدقيق”؛ رداً على حالة اللاسلم واللاحرب المُستمرّة منذ فشل جهود التجديد للهُدنة؛ وتوازياً مع الحصار القائم على بلادنا، بالتوازي مع التحَرّكات الأمريكية المكثّـفة في المحافظات المحتلّة ومحاولة إقامة قواعدَ عسكرية مجهزة بأحداث تقنيات المراقبة والتجسس والاستطلاع.

وأمام كُـلّ هذه المتغيرات، تدركُ القوات المسلحة حجمَ الخطر الذي يهدّد البلاد؛ جراء هذا التلاعب الأمريكي السعوديّ؛ ولهذا فَــإنَّها تعمل بكل جهد واقتدار على الإعداد والتجهيزات، ومراقبة كُـلّ التحَرّكات، كما لمح لذلك رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، اللواء أبو علي الحاكم، حين أكّـد أن كُـلّ تحَرّكات المرتزِقة والعدوان في المحافظات المحتلّة مرصودة؛ وهو ما يؤكّـد أن العين العسكرية لا تنام، وأنها تتعاطى مع تحَرّكات العدوان خلال الفترة الماضية من الحرص واليقظة والاستعداد لأسوأ الاحتمالات.

وأجرت القواتُ المسلحةُ مناورةً عسكريةً كُبرى تحملُ اسم “الوفاء للشهيد القائد” في المنطقة العسكرية الرابعة، وتُعد واحدةً من أكبر التمرينات التي تجريها القوات المسلحة اليمنية، وقد شاركت خلالها وحداتٌ قتاليةٌ من مختلف التشكيلات، كما أجريت على مساحة 100 كلم مربع، وحاكت طابعاً هجومياً على مواقعَ ومعسكرات مفترضة للقوات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، وتهدفُ لرفع حالة الجاهزية وتحاكي الاستعداد القتالي بتنفيذ عمليات هجومية مفترضة ضد مواقع العدوّ.

صحيفة المسيرة