الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الصحافي عودة وشيكة للحرب في اليمن.. واشنطن تنجح في فرملة خطوات السعودية نحو...

عودة وشيكة للحرب في اليمن.. واشنطن تنجح في فرملة خطوات السعودية نحو السلام

نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في فرملة الخطوات السعودية نحو عقد اتفاق سلام مع صنعاء، بعد أن كانت هذه المفاوضات قد خلقت بما حققته من تقدم نسبي أجواء إيجابية. وقال مصدر سياسي في صنعاء على الرغم من الحديث عن جولة جديدة من المفاوضات في صنعاء، إلا أن السعودية استجابت للضغوط الأمريكية، وتنصلت عن الالتزامت التي كانت قد قطعتها الشهر الماضي.

فرملة الخطوات السعودية من قبل واشنطن جاء عن طريق الالتزام للرياض بدعمها لاستمرار الحرب وطرح رؤية جديدة للحل في اليمن، تقتضي ربط الملف الإنساني بحدوث انفراج سياسي بين الأطراف اليمنية، وتنأى بالسعودية عن تحمل أي التزامات أو مسؤوليات نتيجة الحرب التي قادتها بدعم أمريكي مباشر، وبالتوازي مع هذه الرؤية عادت السعودية لتقديم نفسها بدور الوسيط، حيث قال السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر إن الرياض تعتبر نفسها أكثر من وسيط يحاول تسهيل اتفاق بين الحوثيين والحكومة، بل ذهب آل جابر أبعد من ذلك وزعم أن لدى بلاده علاقة مع جميع اليمنيين بمن فيهم الحوثيين وأنها ستستخدم نفوذها لإقناع جميع اليمنيين بالجلوس إلى الطاولة.

ولأن آل جابر يدرك أن لعب السعودية لهذا الدور غير مقبول، ألقى باللوم على الطرفين اليمنيين، قائلا إنهم “يرفضان الجلوس معًا” في الوقت الراهن، على الرغم من إعلان رشاد العليمي الذي تم تعيينه من قبل الرياض في أبريل العام الماضي رئيسا لمجلس القيادة دعا صنعاء للقبول بوساطة السعودية والموافقة على مقترحاتها، كما أن العليمي لا يملك ترف الخيارات أو يملك القرار أصلا كي يوافق أو يرفض على ما تطرحه السعودية.

تعتبر صنعاء أن من السذاجة إعفاء التحالف من تبعات الحرب، عبر السماح بلعب السعودية دور الوسيط، وسبق أن أعلن قائد حركة أنصار عبدالملك الحوثي في خطاب عام أنه :”لا يمكن أن يتحول دور من قدم نفسه منذ بداية العدوان بصفة قائد للحرب ومنفذ للعمليات الهجومية على بلدنا إلى مجرد #وسيط “

وقال الحوثي: لسنا سذجا أو أغبياء ولا يمكن أن نعفي تحالف العدوان من التزامات هي عليه أساسا وهي استحقاقات مشروعة لشعبنا.

تنطلق الرؤية السعودية الجديدة من الرؤية الأمريكية التي سبق وأن أعلنها المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ في أكثر من موقف وآخر ذلك في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط أن قضية دفع المرتبات وباقي القضايا لا يمكن حلها إلا من خلال حوار سياسي يمني-يمني. وقالت مجلة ذا انترسبت إن قضية دفع المرتبات كانت قضية شائكة ليس للسعودية فحسب ولكن للولايات المتحدة أيضا، مشيرة إلى تصريح ليندركينغ أن مطالب الحوثيين بدفع المرتبات مستحيلة.

ونشرت المجلة وثائق مسربة عن البنتاغون تكشف قلق واشنطن من مفاوضات صنعاء -الرياض، ونوهت إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين هرعوا إلى السعودية لتأكيد الدعم الأمريكي لاستمرار الحرب. بالإضافة إلى ذلك واصلت الولايات المتحدة تحريض السعودية على العودة إلى الحرب، عبر إثارة مخاوفها من هجمات للحوثيين واستمرار ما زعمت أنه “دعم إيراني”.

زعم تيم ليندركينغ في تصريح لوكالة رويترز يوم الخميس أن إيران رغم اتفاقها مع السعودية “تواصل تسليح الحوثيين وتجهيزهم لتنفيذ هجمات ضد المملكة”.

ومنذ الحديث عن مفاوضات ثنائية بين صنعاء والرياض في أكتوبر العام الماضي، زعمت القوات الأمريكية بشكل متكرر عن ضبط أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين، وهي مزاعم رفضتها إيران، واعتبرها مراقبون ضمن منع أي تقدم نحو حل الأزمة السياسية في اليمن لا يضمن المصالح الأمريكية. من الواضح أن واشنطن تخشى فقدان نفوذها في اليمن والمنطقة بشكل عام وقد أرسلت كبار دبلوماسييها مطلع الأسبوع الجاري إلى الرياض لمناقشة ملف المفاوضات.

قال فارع المسلمي، الباحث في تشاتام هاوس، الذي شارك مؤخرًا في اجتماعات مع مسؤولي مجلس التعاون السعودي والخليجي، وله علاقة بعدد من مسؤولي الخارجية الأمريكية، إن التطورات الأخيرة في رمضان يمكن تفسيرها على أنها دليل على أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تفقدان نفوذهما في اليمن. وأشار المسلمي إلى أنه: “، تم إبلاغ الأمريكيين قبل يوم واحد”، أما البريطانيين فلم يكونوا يعلموا على الإطلاق”.

في العام 2019م قال السفير الأمريكي السابق إلى اليمن جيرالد فيرستاين إنه لا يمكن أن تنتهي الحرب في اليمن بدون أن يكون هناك حكومة في صنعاء تعمل مع الولايات المتحدة وتحقق مصالحها في المنطقة. وأخفقت الولايات المتحدة في تحقيق هذا الهدف عسكريا، وتعمل في الوقت الحالي على دعم فصائل موالية لها، ذات دوافع انفصالية.

بحسب وثيقة تم تسريبها من وزارة العدل الأمريكية تم توقيع عقد بين شركة الدعاية الأمريكية”Hyperfocal Communications” من أجل حملة ضغط لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي في الوسط السياسي الأمريكي، بهدف دعم توجه الانتقالي نحو الانفصال.

قال مدير الشركة تايم فيليبس في مقابلة إن تبني حملة الانتقالي هو من أجل أن يكون صديقا للولايات المتحدة لأن أي مفاوضات سلام تفضي إلى إيجاد حكومة مركزية موحدة تحكم البلاد مع بقاء الحوثيين في موقع مهيمن سيكون ضد مصلحة الولايات المتحدة.

تحذير أخير للتحالف

مع استمرار مماطلة التحالف والتحركات الأمريكية الرافضة للسلام تؤكد صنعاء رفضها لبقاء حالة اللاحرب واللاسلم، كما ترفض تعلل السعودية بالضغوط الأمريكية، وتؤكد عزمها على اتخاذ الخيارات التي تجبر الطرف على الآخر على السلام العادل.

قال رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط في لقاءه مع المبعوث الأممي هانس غرودنبرغ إن أمريكا وبريطانيا اللتان تعيقان السلام في اليمن، لن تكونا بعيدتان عن التصعيد إذا عادت الحرب، فيما أكد وزير الدفاع في صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الخميس، أن “ما لم يتحقق للشعب اليمني في استعادة حقوقه المنهوبة بالحل السياسي، سيتحقق بطرق أخرى تتلاءم مع غطرسة العدو وغيه ومماطلته وتلكؤه”،

وأشار الوزير العاطفي خلال ترؤسه اجتماع موسع ضم قيادات وضباط القوات البحرية والدفاع الساحلي في قوات صنعاء: إذا عادت الحرب فإنها لن تبقى في اليمن، بل ستنتقل إلى عمق دول التحالف، مشيرا إلى أن التحالف ما يزال يماطل ويكذب على الشعب اليمني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زكربا الشرعبي

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version