في استمرار للضغط على المعتقلين لأسباب دينية وسياسية في البحرين، كشفت ابتسام الصايغ، إحدى ناشطات حقوق الإنسان البحرينية، أن إدارة السجن المركزي “جو” تعمدت إهانة المعتقلين المعارضين وإهمالهم. وكشفت في تغريدة أن إدارة السجون فرضت دمج السجناء من جنسيات مختلفة من ذوي إدانات جنائية تختلف عاداتها وتقاليدها ودياناتها عن عادات وتقاليد المعتقلين السياسيين البحرينيين.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها السجناء السياسيون والدينيون في البحرين لضغوط وسلوك مناهض لحقوق الإنسان. لدى البحرين سجل مفصل في انتهاك حقوق السجناء السياسيين، وخلال العقد الماضي، إلى جانب حركة الحرية في البلاد، تضاعف الضغط على السجناء السياسيين.
البحرين صاحبة الرقم القياسي في السجون السياسية
تمتلك البحرين أكبر عدد من السجناء السياسيين في الدول العربية، وفي العام الماضي، أعلن مركز البحرين لحقوق الإنسان أن البحرين أصبحت أول دولة عربية لديها أكبر عدد من السجناء السياسيين في السنوات الأخيرة.
أكد المركز البحريني لحقوق الإنسان في تقرير له أنه خلال العقد الماضي تم نشر العديد من التقارير حول الوضع المؤسف لسجون آل خليفة. وقد أدى ذلك إلى مطالبة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بتحسين أوضاع السجون ووقف التعذيب وسوء معاملة السجناء السياسيين.
كما تشير تقارير حقوقية إلى أنه في العقد الماضي، احتجزت البحرين حوالي 15 ألف شخص بسبب الآراء السياسية، وبذلك أصبحت الدولة الأولى عربياً بأكبر عدد من السجناء في السنوات الأخيرة، حيث يعيش حوالي 4500 معتقل سياسي تحت حكمهم.
السجناء السياسيون تحت التعذيب
يتعرض السجناء السياسيون في البحرين للتعذيب والاضطهاد، إذ يُسكت نظام آل خليفة أي صوت معارض بالاعتقال والتعذيب والإعدام. شاركت البحرين فيما تُسمى موجة الصحوة الإسلامية منذ عام 2011. واحتج أبناء هذا البلد على تصرفات آل خليفة الاستبدادية، لكن نتيجة هذه العملية كانت اعتقال وسجن وتعذيب وإعدام المطالبين بالحرية الذين ما زالوا موجودين في ساحة المعركة. كما قام نظام آل خليفة بتجريد مئات الأشخاص من جنسيتهم.
تسببت الظروف غير الملائمة للسجون البحرينية من انتشار الأمراض بين المعتقلين وعدم توفير الرعاية الطبية الكافية لهم ومشكلة الاكتظاظ بوفاة عدد منهم. في نوفمبر 2015، تم تسجيل حوالي 2500 سجين في سجن جو، الذي كان فيه طبيبان فقط، واحد لكل وردية.
كما أشار أحد مراكز حقوق الإنسان إلى أخذ الاعتراف من السجناء تحت التعذيب الجسدي والنفسي الشديد. في صيف العام الماضي، أعلن “جلال فيروز”، النائب السابق في برلمان البحرين، أن أكثر من 3500 من معارضي نظام آل خليفة يتعرضون لأقسى أشكال التعذيب في سجون هذا النظام.
في وقت سابق، أعلن مركز البحرين لحقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان ومنظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في تقرير مشترك بعنوان “أوضاع السجون في البحرين” أن أوجه القصور الشديدة في ضمانات المحاكمة العادلة. على الرغم من أن النظام البحريني متهم بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان وتعذيب السجناء وإساءة معاملتهم، تستخدم سلطات السجون البحرينية أي إجراءات قمعية بحق المعتقلين السياسيين، وبغض النظر عن انتشار الأمراض المعدية في سجون هذا البلد، فإنها تحبس المعتقلين الأصحاء في زنازين السجناء المرضى.
غرفة تعذيب وليس سجن
في الشتاء الماضي، قبل حوالي ستة أشهر، اشتكى 162 معتقلاً سياسياً في البحرين في رسالة وجهها إلى سلطات هذا البلد من الظروف المؤسفة التي تعيشها سجون آل خليفة والتعذيب وما إلى ذلك، وطالبوا بتوفير “ظروف إنسانية” في هذه السجون.
وفي رسالة موجهة إلى سلطات هذا البلد من سجن “جو” المركزي، اشتكى هؤلاء السجناء من الأوضاع المزرية في سجون آل خليفة وطالبوا بتهيئة الظروف الإنسانية في هذه السجون. وكان من بين طلبات السجناء الحصول على رعاية صحية مناسبة، والسماح لهم بأداء الشعائر الدينية، والتواصل مع عائلاتهم، والحد من التعذيب وإلغاء الحبس الانفرادي.
تحذير من وضع المعارضين السياسيين المسجونين
من ناحية أخرى، انتقد المعتقلون السياسيون في البحرين مؤخرًا أداء نظام آل خليفة في التعامل مع المعتقلين السياسيين، مؤكدين أن حالة الشخصيات المعروفة المسجونين في هذا البلد أسوأ مما يُقال عنه في الخارج. وحسب تقرير موقع مرآة البحرين فإن سجناء سجن “جو” المركزي بالبحرين أكدوا أن ما يدور خارج السجن عن حالة سجناء معروفين في هذا البلد أسوأ بكثير مما تردد.
وحذر المعتقلون في رسالة صوتية من داخل السجن من العواقب الخطيرة المترتبة على تعمد حرمان سجين الرأي عبد الوهاب حسين من العلاج والرعاية الطبية، وأكدوا أن هذا الوضع تسبب في تدهور خطير في صحته ويعتبر من الأمور الخطيرة التي تهدد حياة هذه الشخصية السياسية المعروفة.
جاء في هذه الرسالة الصوتية الموجهة إلى شعب البحرين: ” لا هوادة في مشروع نظام آل خليفة الإجرامي الخطير للقضاء على الرموز السياسية للمعارضة، إذ تهدف سياستهم للقضاء عليهم تدريجياً من خلال الإهمال الطبي المتعمد والحرمان من العلاج وإلغاء مواعيد الفحوصات. وجاء في هذه الرسالة الصوتية أن بعض المعتقلين السياسيين والشخصيات المعروفة في سجن نظام آل خليفة يواجهون أمراضًا خطيرة، ورغم ذلك فقد أهملهم الأطباء.