سلطت صحيفة سويسرية الضوء على حجم المعاناة التي تسبب بها العدوان السعودي الأمريكي على اليمن وما خلفه من كوارث إنسانية طالت معظم مناحي الحياة في اليمن.
وقالت صحيفة (Bon pour la tete) أنه ومنذ بدء التدخل العسكري لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أواخر مارس من العام 2015، دمرت المئات من الطرق الحيوية، مما منع السكان المدنيين من الفرار من العمليات القتالية بسرعة كافية أو إجلاء الجرحى.
وذكرت أنه تم قصف العديد من المدارس والأسواق والمتاجر والمستشفيات، مما أثار سلباً على قطاع رعاية المرضى والجرحى الذين أصبحوا في حاجة ماسة لتلقي الرعاية الطبية الكافية، كما لم تكن آبار المياه في مأمن من وحشية هذه الغارات، مما أدى إلى حرمان ما يقرب من 16 مليون شخص من مياه الشرب النظيفة.
وقالت إن 14 مليون شخص – أي ما يقرب من نصف عدد السكان – مهددون بخطر الموت جوعا، ناهيك عن معاناة 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، واضطر حوالي 4 ملايين شخص إلى هجر منازلهم ولقي مئات الآلاف حتفهم جراء احتدام العمليات القتالية أو الهجمات.
ولفتت إلى أن التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، تشير إلى وقوع 540 ألف فتاة وصبي دون سن الخامسة في شرك سوء التغذية الحاد، مما يعرض حياتهم للخطر، وبسبب ضعف أجهزتهم المناعية، أصبح الأطفال لقمة صائغة لوباء الكوليرا في كثير من الأحيان، ووجدت أيضا الحصبة والدفتيريا وحمى الضنك في هذا الجزء من العالم بيئة خصبة ومواتية للانتشار، كما تسبب الجوع والمرض بالفعل في حصد ارواح الآلاف منهم.
وكشفت أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تحتاج لتمويل الغذاء والماء والدواء وغيرها من المساعدات لحوالي 17 مليون شخص، إلى 4.3 مليار يورو هذا العام وحده، ومع ذلك، في مؤتمر المانحين الذي عقد في فبراير المنصرم، لم تتمكن المنظمة الأممية من جمع سوى 1.2 مليار دولار فقط.
وذكرت أن منظمات الإغاثة وموقع التحقيقات الاستقصائية الفرنسي “ديسكلوز” Disclose- تتحدث عن استراتيجية مستهدفة، وأن المملكة العربية السعودية وحلفاؤها عملت على تجويع السكان المدنيين، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها من أسمتهم “الحوثيون” وأن، 30٪ من الهجمات الجوية استهدفت بوضوح الأهداف المدنية والبنية التحتية الحيوية.
وقالت إنه وبحسب المعلومات الصادرة عن “Arte ” بين مارس 2015 وفبراير 2019 فقط، تم تنفيذ حوالي 19 ألف هجوم من قبل الجيش السعودي على تلك المناطق، كما تم اسقاط أكثر من 11 ألف قنبلة على مراكز إنتاج الأغذية الزراعية، وفي الشمال الغربي من البلد، وهي المنطقة الوسطى ايضاً، استهدف التحالف العربي 660 مزرعة، كانت بمثابة مصدر رزق للسكان.
بالإضافة إلى ذلك، قصفت الطائرات الحربية التابعة لقوات التحالف العربي المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية خزانات ومرافق معالجة مياه الشرب، وبالتالي فإن حوالي 16 مليون شخص لم يعد بإمكانهم الحصول على مياه شرب مأمنه ونظيفة.
كما أوضحت أن هذا الوضع تسبب في انتشار واسع لفيروس الكوليرا المدمر الذي أصاب ما لا يقل عن مليون يمني منذ أبريل 2014.
وكشفت أن في موانئ البحر الأحمر، تم تدمير مئات قوارب الصيد وهي أيضا مورد غذائي مهم، حيث تم قصف القوارب والأسواق المحلية، بما في ذلك أسواق السمك، سواءً من قبل الغارات الجوية أو من خلال السفن الحربية، ونتيجة لذلك، انهارت الإمدادات الغذائية تقريبا وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 150٪.
وذكرت أن التحالف ، ومن خلال فرض حصار بحري على منطقة البحر الأحمر، سعى إلى منع تسليم الأسلحة إلى “الحوثيين”، لكنه منع أيضا المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية وشحنات الغذاء، ومع تدمير الموانئ والمطارات أو إغلاقها، كانت الشحنات الغذائية والإنسانية غير كافية تقريبا.
وفيما يتعلق بمشاركة السلاح الأوروبي في العدوان على اليمن، قالت إنه وعلى الرغم من كل الكوارث التي تسبب بها الحرب، فقد تم إرسال الأسلحة والمكونات المنتجة في ألمانيا للطائرات المقاتلة ونظام القتال الجوي إلى السعودية.
وذكرت أن في العام 2018 وحده، سمحت الحكومة الألمانية بأكثر من 200 عملية تصدير بقيمة 400 مليون يورو إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأن على مدى العامين الماضيين، زودت أيضا دولا أخرى في التحالف بالأسلحة مثل مصر والسودان والكويت والبحرين وقطر.
وبحسب التقرير الصادر عن موقع التحقيقات الاستقصائية ” “Disclose، قامت فرنسا أيضا بتزويد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالأسلحة، وهكذا، تم نشر 48 قطعة مدفعية متحركة على الحدود السعودية مع اليمن، وورد أن المنطقة التي يقطنها أكثر من 400 ألف شخص تعرضت للقصف بالمدفعية.
وكشفت أن 70 دبابة فرنسية شاركت في عدة هجمات على الساحل الغربي لليمن، بالإضافة إلى ذلك، أنتجت فرنسا أنظمة تحكم للصواريخ الموجهة في الطائرات المقاتلة الأمريكية، والتي تم بيعها للسعوديين، كما شاركت فرقاطة فرنسية في حصار بحري.