أفادت مصادر سياسية مطلعة أن صنعاء ترتب لعمليات عسكرية نوعية وحاسمة وموجعة جداً ترى بأنها ضرورية لترجيح كفة الحرب ودفع دول العدوان إلى النزول عند مطالب الشعب اليمني العادلة والمحقة.
وأضافت المصادر أن المعلومات تؤكد بأن هناك محاولة لنقل الحل بشأن الملف الإنساني إلى تفاصيل فنية مغرقة ومؤجلة لأي حلول.
وكان وصل المبعوث الأممي هانس بروندبرغ الى صنعاء مرسلا من الأمريكيين قبيل موعد العودة المرتقبة للوفدين العماني والسعودي إلى صنعاء، وذلك لاستكمال النقاشات التي بدأت أواخر شهر رمضان وقطعت بضغوط أمريكية على السعوديين تسببت في تأجيلها إلى ما بعد إجازة عيد الفطر.
وأكدت المصادر أن المبعوث الأممي لم يأت بجديد، لا رسائل لحساب جهة ما، ولا مقترحات للحلول، بل جاء مرسلا من الأمريكيين تحديداً هذه المرة ليستطلع حقيقة الموقف في صنعاء، ويستطلع أجواء ما بعد مشاورات رمضان.
عودة المفاوضات
وأشارت المصادر الى أن المبعوث الأممي سيغادر صنعاء إلى الرياض، ليبلغ المبعوث الأمريكي ليندر كينغ ما سمعه من الرئيس المشاط في القصر الجمهوري بوضوح.
وكان التقى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندر كينغ في الرياض، وتم مناقشة مستجدات الأزمة اليمنية وبحث سبل التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن “الإعلام السعودي”.
ولفتت المصادر الى أن الوفد السعودي سيعود إلى صنعاء مع الوفد العماني خلال الأيام القادمة، بشأن استكمال مفاوضات إنهاء حرب اليمن، وذلك بعد أن يستمع السعودي للمبعوث للأمريكي في الرياض.
النار لن تكون محصورة في اليمن
بدوره، حذر نائب رئيس حكومة الإنقاذ لـ”شؤون الدفاع والأمن” الفريق جلال الرويشان، إن رسالة مهدي المشاط تؤكد أن النار لن تكون محصورة في اليمن إذا جرى الدفع نحو التصعيد.
وأشار الرويشان إلى أن “رئيس المجلس السياسي الأعلى” أبلغ الممثل الأممي أن على الأطراف الأخرى قراءة الرسالة اليمنية كيفما أرادت نصحًا أو تهديدًا، مضيفا أن “دول التحالف في الإقليم ربما أدركت متأخرة بانها تورطت في العدوان وتريد مراجعة حساباتها”.
وأكد أن الراعي الأمريكي والبريطاني منزعج من أي تقارب، لافتا إلى أنه “لم تكن المصلحة السعودية في شن العدوان على اليمن، وهي الآن تقف في مفترق طرق بأن تحسم قرارها ووجهتها”.
وأضاف نائب رئيس حكومة الإنقاذ لـ”شؤون الدفاع والأمن” جلال الرويشان : “ليس من المنطق أن تتحدث دول التحالف عن تعرضها لضغوط فهي أمام حقوق للشعب اليمني”، موضحا أن “التوافقات على طاولة التفاوض فيما يخص الملف الإنساني لاتزال في الجانب النظري”.
المشاط يحذر من سعي أمريكا وبريطانيا للتصعيد
وقال المشاط خلال لقاءه المبعوث الأممي أمس: “كلما تم الوصول إلى تفاهمات تسارع أمريكا إلى أرسال مبعوثها المشؤوم إلى المنطقة وتفشل كل الجهود”، مضيفا: “دور أمريكا في العدوان والحصار، وقطع للمرتبات، وصولا إلى مساعي إفشال جهود السلام يؤكد أنها وراء المعاناة”.
وحذر رئيس مجلس صنعاء السياسي، من سعي أمريكا وبريطانيا للدفع باتجاه التصعيد، مؤكدا أن “العالم كله سيتضرر إذا عاد التصعيد في اليمن”، مشددا على أن صنعاء لن تقبل “أن يدخل اليمن في تصعيد جديد وتخرج أمريكا وبريطانيا بسلام”.
وجدد مهدي المشاط، خلال استقباله المبعوث الأممي، جاهزية صنعاء “للسلام بمثل جاهزيتنا للحرب وليختار العدوان الطريق الذي يريده فنحن في موقف الدفاع المشروع عن بلدنا وحريتنا واستقلالنا”.