أعلنت وزارة الأسرى والمحررين بغزة، فجر اليوم الثلاثاء، استشهاد الأسير القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خضر عدنان بعد ٨٦ يوماً على إضرابه المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله التعسفي.
ويأتي استشهاد خضر عدنان، المضرب عن الطعام منذ نحو 3 أشهر احتجاجاً على اعتقاله، بعد يومين من رفض المحكمة الإسرائيلية العسكرية في سجن عوفر الإفراج عنه، على الرغم من حالته الصحية التي وصلت إلى مرحلة حرجة جداً في حينها.
مقاتل المعدة الفارغة
وفي سياق متصل، تحدث الإعلام الإسرائيلي عن الشهيد الأسير خضر عدنان، قائلاً إنّ “عدنان، من مسؤولي الجهاد الإسلامي في الضفة، وُجد فجر اليوم الثلاثاء، غائباً عن الوعي في زنزانته في معتقل نيتسان، وبعدها نُقل إلى مستشفى أساف هاروفِه ضمن إجراء عمليات إنعاش، لكن هناك تم تأكيد وفاته”.
وأضاف موقع “واي نت” أنّ عدنان “معروف بأنّه من زرع في السجناء الأسرى الأمنيين مبدأ الإضراب عن الطعام في السجن الإسرائيلي من أجل التحرر أو قبول طلباته، وهو يُعدّ بطلاً في عيون الفلسطينيين إذ يسمّونه مقاتل المعدة الفارغة”. وأشار إلى أنّ عدنان “بدأ في سنة 2005 إضراباً عن الطعام استمر 12 يوماً في أعقاب عزله في السجن الإسرائيلي، ولم يوقف إضرابه إلى أن استجابت إدارة السجن لمطلبه ونقله إلى الأقسام العادية في السجن”.
وتابع أنّ الرجل، الذي يُعتبر “دماغاً” لتخطيط أنشطة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، أضرب عن الطعام 56 يوماً في سنة 2015. كذلك، قال موقع “القناة 12″، إنّ عدنان “اعتاد على مر السنين الإضراب عن الطعام في السجن الإسرائيلي، ففي سنة 2015، أضرب عن الطعام 55 يوماً وأصبح رمزاً فلسطينياً”.
شهادة الأسير عدنان عنوان لمسيرة شعبنا ولن نغادر طريق المقاومة
قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، اليوم الثلاثاء، إنّ أبناء الحركة اختارت طريق الشهادة بإرادتها وأنّ الأسير خضر عدنان خير من مثّل هذا الخيار. وأكد النخالة أنّ شهادة خضر عدنان هي عنوان لمسيرة شعبنا الشجاع والعنيد، مؤكداً أنّه لو لم يكن لدى الشعب الفلسطيني “أمثال خضر عدنان لذهبت قضيتنا أدراج الرياح”.
وأشار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إلى أنّ “كل يوم يمّر في تاريخ الشعب الفلسطيني يؤكد أنّ الانتصار قادم بإذن الله”. واعتبر النخالة أنّ الإرادة التي جسدها الشهيد عدنان في معركته الطويلة واشتباكه المباشر مع العدو هي “وسام شرف على صدر الشعب الفلسطيني الشجاع”، مشدداً على أنّ خضر عدنان سيبقى رمزاً كبيراً من رموز الشعب الفلسطيني ورموز مقاتلي الحرية في العالم وراية عالية في المسيرة نحو القدس.
وتابع بالقول إنّ “وفاؤنا اليوم للشهداء جميعاً وللأسير خضر عدنان أننا لن نُغادر طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير أرضنا من القتلة والمجرمين”، مضيفاً “فلنكن على قدر المسؤولية التي أوكلنا الله بها لتحرير القدس وفلسطين وطرد الغزاة القتلة من بلادنا وأرضنا”. إلى ذلك أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الإضراب العام في الضفة الغربية وقطاع غزة عقب استشهاد الأسير خضر عدنان في سجون العدو.
جريمة لن تمر دون رد
على ذات السياق، أكدت الفصائل الفلسطينية أن جريمة الاحتلال بحق الأسير القيادي خضر عدنان لن تمر من دون رد، وتدعو إلى التصعيد ونصرة الأسرى في سجون الاحتلال. وقال مكتب إعلام الأسرى: “ما حدث مع الأسير الشيخ خضر عدنان هي عملية اغتيال متعمدة من قبل إدارة سجون العدو التي تركته في زنزانته وأهملته طبيًا”.
وأكدت حركة “حماس”، أنّ “جريمة اغتيال خضر عدنان تمت عن سبق إصرار وبدم بارد”، وأنّ “حكومة الاحتلال المجرمة ستدفع الثمن عن جريمة اغتيال عدنان برفضها الإفراج عنه وإهماله طبياً”. وذكرت أنّ “هذه الجريمة تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال وإرهابه بحق أسرانا الأبطال وشعبنا، ولا بد من ملاحقته”، مشددةً على أنّ “الشعب الفلسطيني بكل قواه وفصائله سيُصَعِّد بكل الوسائل والأدوات”.
وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم للميادين إنّ “الأسير خضر عدنان هو أحد رموز الشعب الفلسطيني الذين حملوا لواء المقاومة”، مضيفاً أنّ “الثورة الفلسطينية اكتسبت اليوم زخماً جديداً ووقوداً وشعبنا لن يدع هذه الجريمة تمر من دون عقاب”. وتابع: “طريق الثورة والمقاومة سيتصاعد في كل أرجاء فلسطين رداً على هذه الجريمة وكل جرائم الاحتلال”، مشيراً إلى أنّ “هذه الجريمة تفضح كل المؤسسات الدولية التي تدعي أنها تقف إلى جانب حقوق الإنسان، وتؤكد أن هذا العالم الظالم يقف متفرجاً وعاجزاً عن نصرة أسرانا”.
كذلك، قال القيادي في حركة “حماس” إسماعيل رضوان، إنّ “جريمة الاحتلال لن تمر دون حساب وستبقى المقاومة هي الدرع والسيف المدافع عن أسرانا”. وأضاف أنّ “البطل الشهيد خضر عدنان سطّر أسطورة للنضال والمواجهة رفضاً للاعتقال التعسفي والاداري داخل سجون الاحتلال”.
جريمة إعدام متعمدة
فيما قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إنّ “الاحتلال نفذ جريمة اغتيال متعمدة بحق خضر عدنان برفض الإفراج عنه وإهماله طبياً”. وذكرت رئاسة المجلس التشريعي لدى السلطة الفلسطينية أنّ “استشهاد الأسير خضر عدنان جريمة إعدام متعمدة عن سبق إصرارٍ وترصد يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها”.
بدوره، قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك إنّ “الشهيد الأسير خضر عدنان استشهد وهو مُكبل بحقدِ الاحتلال وحكومة الإرهابي نتنياهو وبن غفير”، مضيفاً: “على حكومة الاحتلال تحمّل تبعات جريمة الاغتيال المتعمدة التي نفذتها إدارة السجون الصهيونية بحقِ عدنان”. وأضاف أنّ “الأسير البطل الذي لطالما نادى بالوحدة الوطنية التي علينا التمسك بها في مواجهة هذا العدو المجرم. ورغم جرائم الاحتلال، فالعالم صامت أمامها، ما يشجعه على ارتكاب المزيد منها”.
وقال: “نحن أمام مرحلة جديدة عنوانها التصدي والصمود في السجون، والصراع بات في محطة جديدة هي التحرر، مهما كان الثمن”، وتابع: “الأسرى انتصروا بوحدتهم. لذا، علينا التمسك بوحدتنا التي بها ننتصر”. وشدد على ضرورة استمرار الفعاليات الداعمة للأسرى، وقال: “على مقاومتنا وفصائلنا مواصلة العمل لإطلاق أسرانا”.
أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقالت إنّ “هذه الجريمة هي عملية اغتيال لمناضل كان من أبرز الأسرى الذين فجّروا معارك الإضراب عن الطعام”، ودعت إلى “الغضب والتصعيد في وجه الاحتلال ومستوطنيه وفتح كل مساحات الاشتباك على امتداد فلسطين”، وأكدت على ضرورة أن “يدفع الاحتلال ثمنها باهظاً”. وأضافت أنّ “جريمة اغتيال الأسير خضر عدنان لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في مسلسل القتل الإسرائيلي، وشعبنا ومقاومته يعرفون دوماً الرد وتلقين العدو الدرس كما كل مرة”.
بدوره، حمّل الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي “حكومة الاحتلال المجرم الفاشية مسؤولية اغتيال المناضل الباسل خضر عدنان”. وقال البرغوثي إنّ “اغتيال خضر عدنان جريمة متعمدة نفذتها سلطات الاحتلال”، مشيراً إلى أنّ هناك “1006 أسرى في سجون الاحتلال معتقلون اعتقالاً إدارياً”، مؤكداً أنّ “جريمة اغتيال الأسير عدنان سيوف يتم الرد عليها”.
كذلك، قالت حركة المجاهدين، إنّ “العدو الصهيوني هو المسؤول عن هذه الجريمة بحق الأسير خضر عدنان وعليه تحمل كافة التبعات المترتبة عليها”، مطالبةً “المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل والفورى لحماية أسرانا والوقوف عند مسئولياتهم القانونية”.
وفي السياق، قال أسير سابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد العليم دعنا إنّ “الشهيد عدنان نموذج وقامة وطنية ويعدّ أحد مدشّني التاريخ النضالي للحركة الوطنية الأسيرة”. وأضاف أنّ “الحركة الوطنية الأسيرة استطاعت أن تربي أجيالاً بكاملها على النضال داخل السجون وخارجها”، مشيراً إلى أنّ”نحو مليون فلسطيني دخلوا السجون منذ العام 1967 وهذا الرقم كفيل بتفجير النضال”.
وطالبت وزارة الأسرى والمحررين، بتسليم فوري لجثمان الأسير الشهيد خضر عدنان الذي استشهد فجر اليوم الثلاثاء، في إثر إضرابٍ عن الطعام دام 87 يوماً رفضاً لاعتقاله، وتعنّت سلطات الاحتلال بالإفراج عنه رغم خطورة وضعه الصحي. ونعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيد خضر عدنان، وأكدت أن “جرائم الاحتلال لن تمر من دون رد، وأن المقاومة ستتواصل بكل قوة وإصرار وثبات”.
عمليتا إطلاق نار وقلق إسرائيلي من التصعيد
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن “استعدادات أمنية معززة” بعد استشهاد المسؤول في الجهاد الإسلامي الأسير خضر عدنان مع دخوله في اليوم الـ 87 لإضرابه.
كما أعلن الإعلام الإسرائيلي إلغاء المناورة العسكرية التي كانت مقررة في “غلاف غزة” اليوم، وذلك في أعقاب إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة في اتجاه الأراضي المحتلة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنّ “ثلاثة صواريخ أُطلقت من غزة سقطت في مناطق مفتوحة في غلاف غزة”.
بدورها، أفادت جمعية واعد للأسرى بأنّ “توتراً شديداً يسود معتقل عوفر حيث أعلن الأسرى التصعيد والاستنفار”. وذكرت أنّ “أحد الأسرى في سجن عوفر قام برش الزيت المغلي على وجه أحد السجانين”. وأفاد مكتب إعلام الأسرى بانقطاع الاتصالات بين قيادة الحركة الأسيرة وسجن عوفر في أعقاب اغتيال الأسير خضر عدنان، محذّراً إدارة سجون الاحتلال “من مغبة الاستفراد بأي أسير”.
كذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بالاشتباه بتنفيذ عملية إطلاق نار من سيارة فلسطينية في اتجاه سيارة إسرائيلية في نابلس وإصابة مستوطن. كما أفادت إذاعة “جيش” الاحتلال بإصابة 3 مستوطِنات في عملية إطلاق النار قرب “أفني حيفتس” القريبة من طولكرم، مشيرةً إلى “أضرار في مركبتين، والعثور على 15 طلق فارغ الرصاص في مكان الحادث”.
وقال وزير الداخلية والصحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي موشيه أربيل لقناة “كان”: “صباح غير سهل أبداً، لقد رأينا إطلاق الصواريخ ورأينا محاولة تنفيذ عملية في نابلس”.
بدوره، قال مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة ماكور ريشون، نوعام أمير، إنّه عقب استشهاد الأسير خضر عدنان، “يجري الجيش الإسرائيلي تقديراً للوضع”، مشيراً إلى “تهديدات متوقعة من الجهاد الإسلامي في الضفة ومن غزة”. وقال الإعلام الإسرائيلي إنّ “الخشية تحققت”، ورأى أنّه يمكن أن يقود استشهاد عدنان إلى “تصعيد”.
يُشار إلى أنّ هذا الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه عدنان حتى استشهاد، هو أطول إضراب خاضه على مدار سنوات اعتقاله الماضية، والتي خاض فيها خمس إضرابات سابقة.
واعتقلت قوات الاحتلال خضر عدنان في 5 شباط/فبراير الماضي، بعد دهم منزله في بلدة عرابة جنوب جنين. وكان عدنان تعرض للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه نحو 8 سنوات في معتقلات الاحتلال، معظمها رهن الاعتقال الإداري.