يترقب العالم انفجار الوضع عسكريا بين فصائل المقاومة وكيان العدو الإسرائيلي بعد التصاعدات التي بدأها العدو باقتحام الأقصى والإعتداء على المصلين الفلسطينيين.
في حين ردت المقاومة على اقتحام الأقصى والإعتداءات “برشقات صاروخية” على مستوطنات كيان العدو انطلقت من غزة، تلاها تصعيد شرطة العدو باعتقالات مكثفة للفلسطينيين، والذي تم الرد عليها بإطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان تجاه مستوطنات كيان العدو الإسرائيلي.
معادلة القصف بالقصف
بدورها، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية، أنها ستثبت الليلة معادلة القصف بالقصف إن قام الإحتلال بالقصف في غزة.
ونقل موقع مفزاكي راعام العبري عن رفع الجهاد الإسلامي في قطاع غزة حالة التأهب إضافة إلى إخلاء مقار ومواقع الفصائل في قطاع غزة.
والتقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، اليوم الخميس في بيروت، الأمناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية. وبحث معهم تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة وخصوصا ما يجري من عدوان متواصل على المسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين.
ودعا هنية أيضا فصائل المقاومة الفلسطينية كافة إلى توحيد صفوفها وتصعيد مقاومتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، متابعا: “فالأولوية اليوم هي لمقاومة الاحتلال، والوحدة الوطنية والمقاومة هما السبيل لتحقيق الانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني”.
وحذر هنية، حكومة العدو من التمادي في عدوانها على المسجد الأقصى، وقال: “نعتبر أنها تشكل خطرا ليس على فلسطين وحدها بل على الدول العربية والإسلامية جمعاء”. وشدد على مواصلة طريق المقاومة والدفاع عن المسجد الأقصى بكل الوسائل المتاحة، مردفا: “لن نسمح لحكومة الاحتلال تنفيذ مخططاتها في تهويد القدس وتقسيم المسجد الاقصى”.
إطلاق عشرات الصواريخ
وكان أفادت وسائل إعلام كيان العدو الإسرائيلي، عصر الخميس، بإطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الجليل الأعلى، مؤكدةً سقوط صاروخين في إحدى المستوطنات في الشمال.
وقالت “القناة الـ13” الإسرائيلية إلى أن “الهجوم الصاورخي على الجليل الغربي لم نشهد له مثيلاً منذ حرب لبنان الثانية”، مشيرةً إلى أن أصداء اعتراض الصواريخ سمعت في حيفا ومحيطها.
ونقلت مصادر أمنية لبنانية قولها إن عدد الصواريخ التي أطلقت من ثلاث مناطق لبنانية بلغ نحو 15 صاروخاً. وأضافت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت نحو 20 صاروخاً باتجاه الأراضي اللبنانية، مضيفةً أن حالة من الهدوء التام تسود حالياً.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه بحسب التقديرات فإن الصواريخ التي أطلقت في الصلية الأخيرة، تسببت بحالة من الهلع في الشمال بسبب مشاهد اعتراض الصواريخ. وأكدت إنه تمّ إغلاق المجال الجوي في الشمال الفلسطيني المحتل، مضيفةً أن “هناك جريحاً في الجليل من جراء سقوط صاروخ بالقرب من سيارة”.
استنفار عسكري
هذا وأعلنت شرطة العدو الإسرائيلي انهسيتم نشر أكثر من 2300 شرطي في القدس المحتلة إستعدادا لصلاة الجمعة. في حين عزز الاحتلال من اجراءاته الامنية في القدس والبلدة القديمة.
بدورها قالت الوزيرة في الحكومة الحالية ميري ريغيف: تحياتنا للسكان في الشمال والجنوب ردنا سيكون قويًا للغاية. ونقلت قناة 12 العبرية بإغلاق جميع المواقع السياحية شمال البلاد.
فيما أصدرت الجبهة الداخلية للعدو تعليمات، أنه المهم في هذه الأثناء هو الانتباه لصفارات الإنذار والوصول للملاجئ بشكل سريع.
ونقل مراسل “القناة الـ13” الإسرائيلية ألموغ بوكر عن رئيس بلدية ديمونا بيني بيتون أنه دعا سكان الشمال الذين يقضون إجازة الفصح في المدينة للبقاء في ديمونا حتى مرور الأزمة الأمنية الحالية.
فتح الملاجئ
من جانبها، قررت سلطات الاحتلال فتح الملاجئ في مستوطنة “كريات شمونة” شمال فلسطين المحتلة. ودعت الشرطة الإسرائيلية سكان الجليل إلى توخي الحذر.
ونقل إعلام كيان العدو أن ديمونا تقرر فتح الملاجئ العامة في المدينة. مؤكداً فتح الملاجئ في تل ابيب وفي روش هاعين قرب تل أبيب، اضافة الى فتح الملاجئ في نيشر قرب حيفا.
وأضاف أن بلديات عسقلان وبئر السبع وصفد والناصرة تقرر فتح الملاجئ العامة في المدينة. وأضافت أن المستوطنون دخلوا في حالة هستيريا في الجنوب والشمال وهم اتخذوا قرار فتح الملاجئ.
وأصدرت اليونيفيل أوامر إلى موظفيها المدنيين والعسكريين بالتوجه إلى الملاجئ داخل قواعدهم وفقًا للبروتوكول المتبع. ودعت السفارة الأمريكية في القدس المحتلة رعاياها لمحاولة تجنب السفر لمناطق شمال فلسطين المحتلة.
هذا ونقلت مصادر في غزة عن تحليق مكثف لطائرات الاحتلال الإسرائيلية المسيّرة في أجواء قطاع غزة. فيما قالت يديعوت أحرونوت أن مصر بجهود مشتركة مع الولايات المتحدة تسعى لمنع التصعيد.
توعدات كيان العدو
على ذات السياق، توعد اعلام كيان العدو الإسرائيلي بالدخول في عملية عسكرية في غزة على غرار حراسة الجدران. وأكد إستدعاء عدد كبير من جنود الإحتياط إلى الخدمة في جيش العدو الصهيوني.
وقال رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي نتنياهو: ما يجري في “إسرائيل” لن يمنعنا من العمل في أي مكان وفي أي وقت وسنوجه لأعدائنا ضربات وسيدفعوا ثمن كل عمل ضدنا.
فيما قال رئيس الكيان اسحاق هرتسوغ: “إسرائيل” ستعمل على جميع المستويات للحفاظ على أمنها. فيما قالت هآرتس: بعد الأحداث في الأسابيع الأخيرة من المتوقع أن يضغط أعضاء الكابينت لإقرار رد أكثر حزما ضد حماس.
ونقلت القناة 12 العبرية أن التقديرات تشير إلى أن الجيش سيرد بقسوة في قطاع غزة عقب إطلاق الصواريخ من لبنان. وأضافت: المستوى السياسي والمنظومة الأمنية يفكران في رد قاسي ضد قطاع غزة. فيما نقلت قناة “ريشت كان” أن قرار الرد على الصواريخ من لبنان اتخذ لكن “الكابنيت” يناقش تحديد مستواه ونطاقه. ونقلت يديعوت أحرونوت: على ما يبدو سنرى الليلة ردا من الجيش في الشمال والجنوب معاً.
ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن “مسؤولون أمنيون” أنه سيكون هناك رد كبير ضد غزة وكذلك رد في الشمال ستكون محاولة للرد دون الانزلاق إلى الحرب. وأضافت الصحيفة: هدف المنظومة الأمنية الإسرائيلية الرئيسي الآن هو تهدئة الأوضاع في القدس والتفرغ لضرب قطاع غزة ولبنان دون الوصول لحرب ومن المحتمل أن تكون هنالك أيام حربية قادمة وربما أكثر من ذلك.
بدورها، نقلت القناة 13 العبرية عن “مسؤول سياسي كبير”: ردنا سيكون قاسيا وسيتركز على حماس لأنها تتحمل المسؤولية، وما زال ضلوع “حزب الله” في الحادث قيد التحقيق.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي في حديث مع اذاعة جيش العدو: توقعوا الهجمات الليلة في قطاع غزة والأراضي اللبنانية، وسنبذل جهودنا لفصل الساحتين ولن ننجر إلى تصعيد شامل لكننا بالطبع سنعمل على استعادة الردع، والرد القاسي في غزة سيكون بغض النظر عن لبنان
بدورهم، قال مسؤولون أمنيون ليديعوت: تُبذل جهود للفصل بين الساحتين وعدم الانجرار إلى تصعيد شامل ولكن بالطبع لاستعادة الردع – سيكون رد الفعل الأكثر حدة في غزة بغض النظر عن الشمال.
تصعيد غير مألوف
على ذات السياق، قال المحلل العسكري “تال ليف رام” أن الهجوم في مجيدو اختارت “إسرائيل” رغم ارتباطها بحزب الله الرد في سوريا. وقال: في مثل هذه الحالة يكون الحد الأدنى من الوضع هو بالفعل جولة تصعيد في الجنوب.
وأضاف رام: اليوم وبعد 37 صاروخًا، من الصعب رؤية وضع لن يكون فيه رد فعل في لبنان، لكن هذا يكون محدودًا عندما يكون البحث عن أهداف من قبل حماس في لبنان وإسرائيل، على الأقل في الوقت الحالي، قد أخرجت حزب الله من المعادلة ومن هنا جاءت التقديرات بأن إسرائيل ستركز على رد أكثر أهمية في غزة.
مخاوف من انضمام حزب الله
كما نقلت وسائل اعلام عبرية عن مخاوف لدى المؤسسة الأمنية إذا انضم حزب الله إلى الصراع ستدخل إيران في الصراع.
وقالت: تقديرات بأن حزب الله سيستخدم صواريخ “فاتح 110” الذي يصل لمسافة 300 كم إذا حصلت مواجهة بينه وبين الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره قال أمير بوخبوط مراسل واللا العبري: أعتقد نصر الله أن إسرائيل لن ترد بعد عشرات الصواريخ. وأضاف أن هذه ساعات حساسة للغاية ‐ لدى قادة المستوى السياسي.