عاد التفاؤل ليخيم على أجواء المشهد العام في اليمن، فهل اقترب البلد الذي يتعرض لحرب وحصار منذ 8 سنوات من الخروج من أزمته؟ ووفقا لخارطة التحركات الدولية والإقليمية خلال الساعات الأخيرة، ثمة شيء ما يلوح بالأفق على الأقل بتثبيت هدنة جديدة لعام.
السعودية التي تقود عدوان وحصار، منذ 8 سنوات، استنفرت كافة القوى الموالية لها في اليمن بدء بالمجلس الرئاسي وحكومة معين وصولا إلى قادة الأحزاب السياسية، اضف إلى ذلك قرارها رفع الحظر ولو جزئيا عن قيادات يمنية محتجزة لديها كالرئيس السابق لما تسمى بـ”شرعية التحالف” الفار عبدربه منصور هادي وآخرين.
هذه الخطوات تأتي بالتوازي مع تقارير عن دفعها تلك القوى للمصادقة على مسودة اتفاق مع صنعاء تتضمن تنفيذ مطالب من تصفهم بـ”الحوثيين” بدء بإطلاق الاسرى وصولا إلى صرف المرتبات ورفع الحصار، وهو الزام بتنفيذ كل ماورد حرفيا بما فيها صرف المرتبات من عائدات النفط والتي سبق لقوى كالانتقالي رفضه.
تلك المسودة التي سربت الامارات تفاصيلها أو جزء منها يبدو بان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جرودنبرغ، والذي يواصل لقاءاته في العاصمة السعودية منذ أيام قد حملها إلى مسقط في زيارة الساعات الماضية، حيث التقى هناك بمسؤولين عمانيين ووفد صنعاء المفاوض، واكدها الوفد على لسان رئيسه محمد عبدالسلام الذي تحدث بان اللقاء كرس لمناقشة الترتيبات الإنسانية والسياسية للحل الشامل في تأكيد واضح كما يبدو للتسريبات التي نشرتها تقارير إماراتية.
وبغض النظر عن التحركات الأخيرة وبما شملها من تهنئة متأخرة من الرئيس الإيراني لنظيره في صنعاء مهدي المشاط بمناسبة شهر رمضان وحديثه عن توحيد الأمة في رسالة وصفت بمثابة محاولة للتقريب بين صنعاء والرياض كالتزام إيراني قطع خلال الاتفاق الذي رعته الصين بين طهران والرياض، وحتى مضامين المسودة النهائية للاتفاق الذي أبرم برعاية أممية في مسقط، لا يزال من المبكر الحديث عن حسم الملف اليمني سياسي.
فالمسودة المسربة بحد ذاتها تحمل الغام كثيرة كتلك التي تتحدث عن توقيع الاتفاق في مكة وحضور السعودية واطراف إقليمية ودولية أخرى كرعاة للاتفاق مع أنها أطراف في الحرب، في محاولة احتيال على استحقاقات ما بعد الحرب من إعادة اعمار وتعويض المتضررين وتلك الشرطين كررا في أكثر من خطاب لمسؤولي صنعاء بما فيهم كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي بذكرى الحرب التاسعة على اليمن.