توقّعت وسائل الإعلام السعودية التوصّل إلى اتفاق بحلول نهاية شهر رمضان (أ ف ب). في الوقت الذي يترقّب فيه الشارع اليمني ديناميات جديدة تنهي حالة اللاسلم واللاحرب التي تعيشها البلاد منذ انتهاء الهدنة الإنسانية من دون تجديد في الثاني من تشرين الأول الماضي كشفت صحف سعودية عن مضامين خطّة سلام جرى النقاش حولها بين صنعاء والرياض في مسقط خلال الأسابيع الماضية، متحدّثةً عن توافق مبدئي على فتح ميناء الحديدة بشكل كلّي، والموانئ الواقعة في نطاق البحر الأحمر، وكذلك توسيع وجهات السفر من مطار صنعاء الدولي، وفتح الطرقات في المحافظات بما فيها طرقات مدينة تعز، مع تأجيل فتح الطرقات الداخلة ضمن مناطق عسكرية إلى مرحلة ثانية.
ووفقاً لتلك المصادر نفسها، فإن ملفّ رواتب الموظفين العسكريين في مناطق سيطرة صنعاء لا يزال محلّ خلاف، سيتمّ في حال حسمه، إلى جانب الملفّ الأمني الحدودي، الاتفاق على تمديد الهدنة لمدّة عام، مع ضمانات بإيقاف كلّ أشكال التصعيد العسكري على الأرض، وتشكيل لجان مراقبة من الأطراف كافة، ليعقب هذا بدء حوار حول التسوية السياسية. وتوقّعت وسائل الإعلام السعودية التوصّل إلى اتفاق بحلول نهاية شهر رمضان، في حال جرى تجاوز ما تبقّى من خلافات.
في المقابل، وفي الوقت الذي ناقش فيه «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إحلال السلام وتطوّرات المفاوضات الجارية في سلطنة عُمان، وصادقَ على اتفاق تبادل الأسرى أواخر الأسبوع الماضي، ألمح عضو وفد «أنصار الله» المفاوض، عبد الملك العجري، إلى وجود تقدّم في المفاوضات، متوجّهاً إلى مَن يتّهمون الحركة بالتهرّب من السلام، بالقول في تغريدة على «تويتر»: «أبلغوهم أن الناس تمّوا»، في إشارة إلى حدوث اتّفاق بين صنعاء والرياض.
وتزامنت هذه الإشارات مع تجدّد حراك دبلوماسي مكثّف يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي زار الرياض أكثر من مرّة، والتقى الخميس السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، كلاً على حدة، كما اجتمع بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديري. وتركّزت زيارة غروندبرغ على ضرورة تثبيت الوضع الحالي حتى التوصّل إلى اتّفاق جديد بشأن الهدنة.
في هذا الوقت، أكّدت مصادر مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن الاختراق الذي تَحقّق في جنيف بشأن الأسرى، سيفتح مسارات أخرى من مسارات السلام، متوقّعةً حدوث اختراق كبير خلال الأسابيع المقبلة في ظلّ تواتر الأنباء عن قيام مكتب المبعوث الأممي بإجراء ترتيبات لتوقيع اتفاق بين الرياض وصنعاء. وفي الوقت الذي تداولت فيه وسائل إعلام موالية لحكومة عدن حديثاً عن دخول الصين كوسيط جديد على خطّ الأزمة اليمنية.
ونفى مصدر دبلوماسي مطّلع، في حديث إلى «الأخبار»، صحّة تلك الأنباء، وأكّد عدم وجود أيّ تواصل جديد مع أطراف الصراع من قِبَل بكين بهذا الشأن. لكنه أشار إلى استمرار الجهود الروسية في تقريب وجهات النظر، معتبراً الدور الروسي «مسانداً للجهود التي تبذلها سلطنة عُمان والأمم المتحدة».
من جهتها، كشفت مصادر مقرّبة من حكومة عدن، لـ«الأخبار»، أن السعودية تعتزم عقد اجتماع للمجلس الرئاسي وحكومة معين عبد الملك، لإطلاعهما على نتائج مفاوضات مسقط، متوقّعة أن يتمّ في هذا الاجتماع الاتفاق على خطوط عريضة بشأن النقاط الخلافية التي أدّت إلى تعثّر التوصّل إلى اتفاق إلى الآن.
وكانت إيران أعلنت، السبت، على لسان المتحدّث باسم خارجيتها، ناصر كنعاني، عن مبادرة للسلام الشامل في اليمن، موضحةً أن هذه المبادرة تقوم على رفع الحصار كلّياً، وإقامة حكومة وحدة وطنية، على أن يلي ذلك وقف شامل لإطلاق النار على أساس احترام سيادة اليمن ووحدة أراضيه، ومن ثمّ إطلاق عملية سياسية شاملة بمشاركة كل الفئات اليمنية، ومن دون تدخّل خارجي.
وأكد كنعاني، في تصريح، استخدام بلاده كامل طاقتها للوصول إلى «سلام عادل يقوم على الحقائق في اليمن»، معبّراً عن أمل بلاده في انفراجة قريبة في ظلّ «التقدّم الجاري» في المفاوضات. وتُعدّ تصريحات كنعاني الأولى لمسؤول إيراني حول اليمن، منذ إعلان وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان من موسكو، ترحيب بلاده بأيّ مبادرة للحلّ في هذا البلد.