أطاح عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، اليوم الاثنين، بمنافسه الأبرز ابوزرعة المحرمي.
وأفادت مصادر في المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، بان السعودية وافقت على شرط للزبيدي مقابل مشاركة الأخير في المؤتمر المرتقب في العاصمة الرياض والذي تسعى السعودية من خلاله لإعادة هيكلة الرئاسي وحكومة المرتزقة.
والشرط، بحسب المصادر، يتضمن اقالة المحرمي من عضوية المجلس الرئاسي المتوقع تقليص أعضائه إلى 3 بدلا عن 8. ولم يتضح ما اذا كانت موافقة السعودية مجرد وعود ام تعكس توجه حقيقي.
واقالة المحرمي الذي يقود ثاني اهم قوة على الأرض في الجنوب يسقط عبئ ظل يثقل كاهل الزبيدي التواق للتفرد بالجنوب خلال المرحلة المقبلة والتي تعقب اتفاق سلام شامل.
لكن ذلك قد يؤسس لصراعات أهلية تطمح لها السعودية بقوة خصوصا وأن القيادي السلفي المحرمي الذي تربطه علاقة وطيدة بطارق صالح، قائد الفصائل المتمركزة في الساحل الغربي لن يسلم بسهولة.
رجل الامارات البديل
هذا وشهدت مدينة عدن، المعقل الأبرز للانتقالي، تحشيدات لاستقبال نائب رئيس المجلس، هاني بن بريك. يأتي ذلك بعد سنوات من احتجازه في الإمارات بسبب وشاية الزبيدي.
وأفاد ناشطين من يافع بأن ترتيبات تجرى حاليا لاستقبال يليق ببن بريك الذي ظل غائب عن المشهد رغم منصبه الكبير في الانتقالي.
وكانت الإمارات رفعت خلال اليومين الماضين الحظر عن بن بريك الذي عاد للتغريد على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي مجددا.
وتأتي ترتيبات عودة بن بريك الذي يمثل قائد جناح يافع في الانتقالي مع مغادرة عيدروس الزبيدي إلى الرياض مع تطبيع علاقته معها جيدا للتفرد بالمرحلة المقبلة جنوبا.
ولم يتضح ما اذا كانت التحركات محاولة إماراتية لتدارك بيعة الزبيدي للسعودية عبر صفقات سرية ضمنت عودته إلى عدن أم تحرك من قبل جناح يافع لتلافي ابعاد الزبيدي لابوزرعة المحرمي الذي يشترط الزبيدي الإطاحة به من عضوية المجلس الرئاسي على غرر إزاحة عبدالرحمن شيخ، ابرز قادة يافع، من وفد الانتقالي المفاوض، لكن توقيت التحرك يشير إلى أن عدن تدنوا مجددا من معركة جديدة ستكون هذه المرة بين فرقاء الانتقالي انفسهم.
اقوى فصائل الانتقالي تتمرد وتلوح بالحسم العسكري
على سياق اخر، أعلن الحزام الأمني، احد اهم فصائل الانتقالي، التمرد رسميا على المجلس في تطور خطير ينذر باحتدام مواجهة داخل المجلس الذي يعاني استقطابات إقليمية تنذر بتفككه.
واصدر الحزام الأمني في لودر، ثاني اهم مديريات ابين الوسطى، بيان يندد فيه بقتل فصائل محور الانتقالي في ابين لقائد الحزام بمديرية مودية، اكرم الصالحي، ويطالب بسرعة تسليم قائدها في المناطق الوسطى، أبو علي الشبواني.
ودعا البيان إلى حالة استنفار في صفوفه في ابين، مطالبا مؤسس الحزام، عبدالرحمن الوالي بإصدار أوامر لحسم المعركة واعتقال الشبواني.
وجاء بيان حزام لودر في ظل احتدام المعارك في مديرية مودية المجاورة، حيث يشن رجال القبائل مسنودين بمقاتلي الحزام الأمني هجمات واسعة لطرد فصائل الانتقالي من هناك وملاحقة الشبواني المتهم بقتل قائد حزام مودية.
والبيان يعكس حالة الاحتقان في صفوف فصائل الحزام الأمني بابين والذي يقوده عبداللطيف السيد، كما انه مؤشر على اتساع رقعة النقمة في صفوف الانتقالي على خطوات الزبيدي التي يسعى من خلالها لتحييد منافسيه وابرزهم ابوزرعة المحرمي الذي يعد من مؤسسي الحزام الأمني.