يشهد مضيق باب المندب، ثاني اهم ممر بحري عالمي في الخليج، تحركات عسكرية روسية لأول مرة منذ بدء الحرب التي تقودها السعودية، فما ابعاد الخطوة الروسية؟
وفق مصادر عسكرية في عدن، نقلت البحرية الروسية سفينة الدعم في باب المندب “كاما” والتي توفر دعم للفرقاطة الحربية “الادميرال جورشكوف” المتمركزة في المنطقة من مقرها الدائم قبالة السواحل الجيبوتية باتجاه الجانب اليمني من المضيق.
هذه التحرك، وفق المصادر، ضمن خطة عسكرية روسية تهدف لتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة الممتدة من باب المندب وحتى قناة السويس وسط توقعات بوصول مزيد من القطع البحرية الروسية إلى المنطقة.
ومع أن البوارج الروسية تنتشر في الخليج ضمن عمليات تأمين الملاحة البحرية من القرصنة، تأتي التحركات الأخيرة في ظل تصاعد التوتر على المشهدين الإقليمي والدولي، اذ تتجه الأنظار لحرب عالمية جديدة بدأت ملامحها ترتسم من الحرب في أوكرانيا وصولا إلى المناورات المتبادلة بين القوى الكبرى والتي وصلت ذروتها خلال الأسابيع الأخيرة مع دخول الصواريخ العابرة للقارات وذات القدرة النووية التكتيكة على خط الاستعراض.
حتى الأن تبدو التحركات الروسية التي تعد امتدادا لمناورات جرت قبل أسابيع مع الصين وايران في بحر العرب ضمن إعادة تموضع دولي لإنهاء سياسية القطب الواحد بقيادة أمريكا، لكن على الصعيد الإقليمي تحمل خفايا أخرى اذ أن التحرك الروسي في باب المندب جاء بعد أيام على قرار الفصائل اليمنية المنادية بالانفصال والمدعومة اماراتيا ضم اهم جزيرة في المضيق إلى عدن وسط تقارير عن اتفاق سري ابرمه رئيسها عيدروس الزبيدي مع الاستخبارات الروسية يقضي بالسماح للقوات الروسية بإعادة التموضع في مناطق حيوية لطالما طمحت للحصول عليها موسكو.
التمدد الروسي في مضيق باب المندب في ظل التوتر الحاصل بين السعودية والامارات هناك قد يعزز الصراعات الإقليمية ويدفع اليمن للتحول إلى ساحة صراع دولي بالوكالة، وهي خطوة من شانها تقليص نفوذ الأطراف الإقليمية المشاركة في الحرب وتعقيد مسار السعودية التي تعتمد على باب المندب كممر امن لنفطها إلى العالم.