زيارات وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي الميدانية الأخيرة للمرابطين في مواقع وجبهات القتال وخاصة في الحد الشمالي لبلادنا تذكرنا بمشاهد تلك الزيارات التي كان يقوم بها والطائرات تحوم فوق رأسه خلال خوض المعارك مع تحالف المعتدين هذا جانب.
الجانب الآخر إن لهذه الزيارات التي يظهر فيها وزير الدفاع بهندامه العسكري حاملا بندقيته على كتفه في ظل خفض التصعيد دلالات أخرى ورسائل هامة يفهما العدو بطريقته لأن جولات وتحذيرات هذا القائد يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
بعض المحللين السياسيين يقرأ هذه الزيارات الميدانية للوزير العاطفي بأنها نصائح فيما يراها البعض الآخر تحذيرات ربما قد تصل إلى مستوى جديد من التصعيد في حال إخفاق الحل السياسي وعدم تلبية الشروط التي وضعتها القيادة الثورية والسياسية العليا ومنها رحيل المحتل وصرف مرتبات موظفي الدولة وإعادة الإعمار لما دمره العدوان خلال ثماني سنوات للبنى التحتية بشكل عام.
وبغض النظر عن تعدد وتباين التحليلات تبقى الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها هي حقيقة أن زيارات الوزير العاطفي للمرابطين في جبهات القتال تأتي من مصدر قوة في الجانب العسكري والتعبوي والجاهزية العالية للقوات المسلحة والتصنيع وما وصلت إليه بشكل عام من خبرات اكتسبتها خلال ثماني سنوات من التصدي والمواجهة للمعتدين في ميدان المعركة البرية والبحرية والجوية.
كما أن هذه الزيارات العسكرية الميدانية تؤكد وتجسد حقيقة الانتماء الوطني والاستقلالية في اتخاذ القرار الذي يلبي آمال وتطلعات الشعب في تحرير الاراضي والمياه والجزر اليمنية من التواجد الأجنبي كمبدأ ثابت وهدف منشود يؤكد على التمسك به والسعي لتحقيقه الخطاب السياسي والعسكري للقيادة السياسية والعسكرية العليا في أكثر من محفل ومناسبة وخطاب.
وتؤكد أيضا أن ثماني سنوات من المحاولات العسكرية للعدو قد فشلت وما عليه إلا أن يسمع لصوت الحق وأن يعي بأن موازين القوى قد تغيرت وأن الثوابت اليمنية الوطنية خط أحمر لن يتنازل عنها شعبنا وقيادته الثورية والسياسية والعسكرية العليا.
وأيا كان فهم العدو للدلالات والرسائل التي تحملها زيارات الوزير العاطفي يبقى الأمر المهم إن كان هناك شيء يحق لنا أن نفاخر به بعد ثماني سنوات من الصمود فهو ما وصلت إليه القوات المسلحة الباسلة من التقدم والتطور النوعي في بناء القدرات الدفاعية بشكل يجعل شعب اليمن العظيم يعتمد عليها ويركن إليها في الذود عن السيادة وردع المعتدين أي كانوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناصر الخذري