تظهر الوقائع أن انقلاب ولي العهد محمد بن سلمان في بلاد الحرمين طال مظاهر شهر رمضان بعد أن أدت سياساته إلى إماتة شعائره التعبّدية والتضييق على المساجد وجس النبض لمنح الحرية للمفطرين.
يضاف إلى ذلك النهج الحكومي الصريح بالتضييق على إقامة موائد الإفطار واستبدال روحانية رمضان بعادات اجتماعية تقوم على الترفيه لنشر الإفساد والانحلال في المملكة.
ولم يسلم شهر رمضان (على قدره) من حملات نظام ابن سلمان، فشنّ حملة بدأت بالتوسّع تدريجيًا استهدف فيها العديد ممّا كان يميّز هذا الشهر وأجوائه في المملكة.
ولأن شعب المملكة متديّن بطبعه، لم يصطدم محمد بن سلمان معه مباشره وإنما لجأ لتمرير بعض القرارات وفرض بعضها بالقوة لتحقيق أهدافه.
فبداية الشهر الحالي أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية تعميمًا بخصوص رمضان، شمل 10 بنود، أثارت ضجة على وسائل التواصل.
الملاحظ في معظم هذه القرارات أنها لم تستهدف المظاهر الاجتماعية في المملكة كتزيين الشوارع وتعليق الفوانيس والنشاطات الاجتماعية والرياضية، بل شملت شعائر رمضان التعبدية.
وأبرز ما جاء في القرارات:
منع فتح مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح. منع نقل الصلاة عبر وسائل التواصل أو تصوير الإمام.
منع إقامة موائد الإفطار أو جمع التبرعات لها بدون موافقات. تقييد الاعتكاف في المساجد!
منع اصطحاب الأطفال للمساجد!
من جهته حدث وزير الشؤون الإسلامية تحدّث علانية عن منع نقل الصلوات وإقامة الدروس بل وحتى تحديد دعاء القنوت! وبرّر ذلك حتى لا يتم نقل أخطاء الأئمة (حال حدوثها) للعالم أجمع.
فأي خطأ سيحدث إن تم نقل صلوات المساجد في التراويح أو توثيق بعض المحاضرات والمواعظ أو الإطالة في دعاء القنوت؟!
أما قرار منع إقامة موائد الإفطار للصائمين فقد برّره الوزير بأن سفر إفطار الصائمين تذهب أغلبها لغير المحتاجين والباقي منها يُهدر ويرمى!
بينما الواقع أن كثيرًا منها يحضرها العمالة والمحتاجين من الجاليات، وأنها تحمل في طياتها معاني التكافل والتعارف، فضلًا عن الثواب العظيم.
هذه القرارات في مجملها ستضيّق على المساجد والمصلين وستحدّ من تعلّق الناس بالصلوات والمساجد، وستجعل المصلين أشبه بالمخبرين يبلّغ بعضهم عن بعض عند حصول (مخالفات)، وبذلك ستفقد المساجد الكثير من روحانيتها وسيفقد رمضان الكثير من أجوائه التي عُرفت بها المملكة عبر عقود.
وفي محاولة لتمهيد الرأي العام لتقبّل إفطار الناس وفتح المطاعم في نهار رمضان… أجرى حساب استطلاع السعودية الذي يُدار من الديوان استفتاءً عن فتح المطاعم في نهار رمضان.
ألا يستطيع المفطرون من النساء وذوو العذر من تناول الطعام في منازلهم، وما ضرورة فتح المطاعم؟! بل وصل الأمر لتعالي الأصوات بضرورة فتح المطاعم في نهار رمضان أمام المفطرين!
هذه الدعوات لم تأتِ من فراغ… بل بسبب الحرية التي مُنحت لانتقاد شعائر الإسلام الظاهرة في المملكة. وما هي إلا خطوة أولى لإزالة قدسية رمضان ومظاهره العامة من نفوس الناس في مدن المملكة.
هذه القرارات لم تكن مفاجئة، فقد سبقتها أخرى في رمضان الماضي، أهمها قرار منع بث الصلوات في رمضان.
ولكن القرار لم يمنع بث الأغاني جهارًا في نهار رمضان، وبهذا أصبح القانون في المملكة يسمح ببث مقاطع الحفلات في وسائل التواصل الاجتماعي. ولكنّه يجرّم بث مقاطع القرآن وصلاة التراويح!
كما شهد شهر رمضان الماضي سابقة خطيرة بقدوم عدد من الإباحيين والشاذّين جنسيًا لبلاد الحرمين في أيام رمضان ونشر صورهم في المملكة، كـ Koldo Goran، وViktor Rom Venus، والذين دنّسوا المملكة في شهر رمضان المبارك وجاهروا بنشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
مع كل موسم عبادة تزداد التضييقات التي يفرضها نظام ابن سلمان على شعائر العبادة ومظاهر الإسلام بهدف نزعها من النفوس.
ومعها تزداد حرية ممارسة طقوس الفساد وحضور الحفلات والاختلاط وما يصاحبه من تحرش بهدف غرس الفساد والانحلال في المجتمع.