شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم مسيرة جماهيرية كبرى في ساحة باب اليمن، بمناسبة اليوم الوطني للصمود، وتدشيناً للعام التاسع من الصمود في وجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
وهتفت الحشود الجماهيرية في المسيرة، شعارات “قادمون في العام التاسع بالطيران المسير والصواريخ الفتاكة وجيش منظم وقوي، وبالتوكل على الله سندحر كل الغزاة”.
وأكدت الجماهير المتحشدة، الجاهزية العالية والاستعداد لأي مواجهة قادمة مع العدوان حتى تحقيق النصر ودحر الغزاة والمحتلين، ومواصلة الصمود والثبات ورفد الجبهات بقوافل الرجال والعتاد.
ورفعت الحشود الشعارات المؤكدة، على المضي بعزيمة لا تلين في العام التاسع من الصمود في وجه العدوان وتقديم المزيد من التضحيات حتى تحرير كل شبر من أرض اليمن.
وجدد المشاركون في المسيرة الجماهيرية، موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية ودعم ومناصرة الشعب الفلسطيني ضد غطرسة الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل.
وخلال المسيرة أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أن الشعب اليمني واجه دول العدوان بصلفها واستكبارها في وقت ظنت أن معركتها في اليمن ستكون نزهة.
وقال “نقول لقائد الثورة راهن على شعب لا يخاف ولا يضام ولا يرى قتال الأعداء إلا فناً من فنون الفروسية” .. مؤكداً جاهزية الشعب اليمني لخوض أي خيار يحدده قائد الثورة.
وأضاف” إن العدو يحاول أن يتنصل في عدوانه على اليمن، فالسعودية تعتبر عدوانها على الشعب اليمني، بأنها مشاكل داخلية وأمريكا تريد كذلك أن تبتعد وترسل ممثل للسلام وآخرين انسحبوا من التحالف وهكذا كل منهم يتخلى ويتبرأ”.
وتابع “تحالف العدوان استعجل وتبرأ اليوم، والتبرؤ لا يكون إلا في الحشر كما قال الله تعالى “إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اُتبعوا ورأوا العذاب، وكما أشرت بالأمس ارتكب تحالف العدوان المجازر والجرائم التي لا يستطيع أن يبرر لها أو ينكرها بثتها قنوات التلفزة في كل مكان وقنوات العالم بثتها”.
وتابع” مهما ارتكب تحالف العدوان من جرائم وتغطرس لا يزيدنا ذلك إلا إصراراً على المواجهة وعلى أنكم أعداء لشعبنا”.
ومضى “يقولون إننا في اليمن نقاتل نيابة عن إيران، نحن لن ندّعي في يوم من الأيام أننا قاتلنا من أجل إيران، ولم نصرح بذلك نحن قلنا منذ اليوم الأول، إيران جارة لدول العدوان، ومع ذلك فهموا في هذه اللحظات وهذا الشهر الأخير أن إيران جارة لهم، ولا تبتعد عنهم إلا كيلومترات، وذهبوا للسلام والحوار معها وهذا شيء إيجابي أن يتحاور كل المتجاورين”.
وأشار محمد علي الحوثي إلى أن الشعب اليمني اليوم طوّر قدراته العسكرية وتحرك، ما يجسد صورة من صور الصمود في مواجهة العدوان، كما أن ما نشاهده في مختلف الساحات مظهر من مظاهر الصمود والثبات.
وأكد حرص اليمن على التعامل مع الجميع من باب الأخوة الإسلامية، وقال ” نحن لا نستنكف ولا نستكبر، فالشعب اليمني الذي وصفتموه بالفقير وقف أمامكم وعجزتم على الانتصار عليه، مستعرضاً بعض الصور من إجرام النظام السعودي بحق الشعب اليمني.
وخاطب النظام السعودي بالقول” إذا كنت تريد أن تنسحب من العدوان على اليمن، فذلك متاح أعلن انسحابك عن قتال شعبنا كما عملًت قطر والمغرب وعدة دول التي انسحبت من التحالف”.
ولفت عضو السياسي الأعلى الحوثي، إلى أن تحالف العدوان لا يستطيع أن يتحدث أو يتراجع أو يقول إنه غير ضالع في العدوان على الشعب اليمني.
واستعرض أبرز مظاهر الصمود التي أشار إليها قائد الثورة والمتمثلة في بناء وتطوير القدرات العسكرية، والأمنية التي حافظت على اللحمة الداخلية للشعب اليمني.
وأشار إلى “أن من أبرز مظاهر الصمود، تماسك الدولة بمؤسساتها المختلفة رغم أن تحالف العدوان قطع المرتبات ونقل وظائف البنك المركزي إلى عدن ورغم التعهد أمام الأمم المتحدة بصرفها، ورغم أننا قلنا وسنقول دائماً أعيدوا كل الإيرادات إلى البنك المركزي اليمني ونحن سنصرف لكل موظفي الجمهورية اليمنية بما فيها الموظفين الذين يقفون مع العدو”.
وأفاد محمد علي الحوثي بأن الشعب اليمني اتجه على مستوى التكافل الاجتماعي لاحتضان الفقراء والمساكين، كما اتجه لمعالجة قضايا الثارات وترسيخ قيم التسامح والتصالح وإغلاق الكثير من القضايا الشائكة في المجتمع.
وقال” مع كل ذلك قدّمنا رؤية للسلام لم يستطيع العدو حتى اليوم تقديم أي رؤية للسلام، ونقول نريد سلاماً حقيقياً لا سلاماً إعلامياً أو سلاماً من أجل الاستعراض الإعلامي، ونحن لم نضع شروطاً تعجيزية”. وأضاف” ما تقولونه من احترام القانون الدولي، لا يوجد شيئاً مما طالبنا به يخالف القانون الدولي، لم نطالب بشيء يتجاوز المفهوم العام لسيادة الدولة اليمنية “.
وتابع “سنوات العدوان والحصار وجميع المباحثات المعلنة وغير المعلنة أثبتت للعالم بأسره أننا ندافع عن سيادة بلدنا وأن قرارنا مستقل ولا نتبع أي دولة في العالم، وستبقى الجمهورية اليمنية شامخة بفضل هذا الصمود الأسطوري”.
وأردف قائلاً” نقول للأمم المتحدة شرعنتم لوقف المرتبات، والحصار وإيقاف المساعدات، على الشعب اليمني الذي لم ير منكم بعد حصار ثمان سنوات، وقد وصل إلى حافة المجاعة وصفنت الأمم المتحدة أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية، حتى الشجب والإدانة”.
جدد عضو السياسي الأعلى التأكيد على أن أمريكا هي من تقود العدوان على اليمن وهو ما يعرفه القاصي والداني، ومبعوثها للسلام إنما هو تغطية لجرائمها، مشيراً إلى أن أمريكا هي من أعلنت أن جرائم ومجازر العدوان لا يمكن أن تحدث إلا بعد رصد وإرسال الإحداثيات لصندوق العدوان الأسود.
كما خاطب الشعب اليمني بالقول” يحق لكم يا أحرار اليمن أن تفخروا أنكم واجهتم 17 دولة صامدين ولم يستطيعوا الانتصار عليكم، بل أصبح اليوم العدو السعودي هو من يبحث عن السلام ودول العدوان أصبحت من تطالب بالهدنة التي دائماً يتحدث عنها قائد الثورة”.
وبين أن قائد الثورة يؤكد دائماً أن الهدنة لا يمكن أن تستمر إلا مقابل الملف الإنساني بفك الحصار وتسليم الرواتب وإيقاف العدوان ورفع الحظر الجوي وهي من الأشياء التي نطالب بها ولا يعتبر ذلك إعجازاً.
وأكد أن المطلوب من الشعب اليمني الذي ترجم بصموده وثباته الهوية الإيمانية، أن يبقى التصدي للعدوان أولوية الجميع، ما يستدعي عدم الانخداع بأي إشاعة، كما أن المطلوب من الشعب اليمني العناية بالجبهات والحشد أكثر رغم أن مواقع وزارة الدفاع التدريبية تكتظ بالأبطال والرجال والأسود الذين سيلقنون العدو الدروس العظيمة.
وشدد محمد علي الحوثي على أن الشعب اليمني سيظل متمسكاً بحقوقه المشروعة، ولن يسمح باستمرار الحصار والاحتلال، وسيقاتل تحالف العدوان حتى دحرهم براً وبحراً وجواً.
ولفت إلى أن استمرار العدوان لن يعني سوى أن حجم الهزيمة سيكبر لتصبح هزيمة منكرة تُخلد لكل شعوب العالم .. وقال” لن يهدأ لنا بال حتى ينال وطننا الحرية الكاملة والاستقلال التام”.
ودعا محمد علي الحوثي في ختام كلمته، دول تحالف العدوان إلى التوبة عن كل جرائمها بحق الشعب اليمني وعليها تقديم التعويضات لكل من استهدافه من أبناء الشعب اليمني. وألقيت في المسيرة الجماهيرية قصيدة للشاعر بسام شانع.
بيان المسيرة
وأكد بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية، تلاه مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد المفتاح، أنه على أعتاب العام التاسع من الصمود الأسطوري في مواجهة هذا العدوان الأمريكي السعودي، يتذكر الشعب اليمني ما تعرض له خلال 8 سنوات من العدوان والحصار.
ولفت إلى أن الشعب اليمني تعرض لجرائم وانتهاكات شملت جرائم الإبادة الجماعية في المناسبات الاجتماعية والمدارس والمساجد والمستشفيات والأماكن السكنية والطرقات ووسائل الفتك والقتل والتدمير وفي اغلب المحافظات اليمنية.
وأوضح البيان، أن جرائم العدوان شملت أيضاً الحرب الاقتصادية بالحصار والمؤامرات على الشعب اليمني في معيشته وحرمانه من ثرواته الوطنية وكذا حرمان الموظفين من المرتبات، والسعي لتجويع اليمنيين وعرقلة وصول المواد الغذائية والطبية في مختلف المحافظات.
وقال البيان، “نعلن للعالم كله تمسكنا بقضيتنا العادلة، ونحذر تحالف العدوان من استمراره في العدوان والحصار والاحتلال”.. مؤكداً أن الحرب عدوان ظالم بكل ما تعنيه الكلمة ولا مبرر ومشروعية لها.
وتطرق إلى أن أهداف الحرب الأساسية هي احتلال والسيطرة على الشعب اليمني والمصادرة لحريته واستقلاله.. مؤكداً أن العدوان على الشعب اليمني، عدوان شنته أمريكا عبر أدواتها الإقليمية التي اعتمدت عليها لتفادي الخسائر، وأن الدور البريطاني والإسرائيلي مساهم في التحريض والدفع والتخطيط وأشكال أخرى في العدوان.
وذكر أن دور الخونة من أبناء اليم لا يختلف عن غيرهم من الخونة في أي بلد يعاني من أي عدوان خارجي، وموقف الشعب اليمني في مواجهة العدوان، الموقف الحق.
وحيا البيان، صمود الشعب اليمني الأسطوري في كل الميادين والساحات رغم القتل والدمار والحصار والهجمة الإعلامية ونشاط الطابور الخامس، كما حيا الانتصارات العظيمة للجيش اليمني والتي وصل صداها إلى كل أنحاء العالم.
وأشاد بيان المسيرة، بجهود قوات الأمن ودورها في ترسيخ الأمن والاستقرار، وكذا جهود التصنيع العسكري وفي المقدمة القوة الصاروخية والطيران المسير.
وأكد أن الاستمرار في حالة الحصار أمر مرفوض وحالة اللا حرب واللا سلم غير مقبولة، لافتاً إلى أن مساعي الأعداء في إثارة الفتنة الداخلية والاستهداف لأمن البلد، جزء من العدوان على اليمن.
وتوّجه البيان، بالشكر لحزب الله في لبنان وأمينه العام السيد حسن نصرالله على موقفه الإيماني والإنساني، وكذا أحرار العراق وكل أحرار الأمة الإسلامية الذين وقفوا إلى جانب مظلومية الشعب اليمني.