أوصلت القواتُ المسلحة، خلال الأسبوع الماضي، أكثرَ من رسالة لدول العدوان، بالتزامن مع ذكرى اليوم الوطني للصمود ومرور ٨ سنوات من العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم.
ونفّذت القوات المسلحة، الأربعاء الماضي، مناورة عسكرية، في محافظة الجوف بمشاركة وحدات من مختلف التشكيلات العسكرية.
وشاركت في المناورة مروحياتٌ عسكرية، كما شاركت فيها القوةُ الصاروخية والطيران المسيَّر ووحداتٌ من مختلف الوحدات الهجومية، التي حاكت عمليةً هجوميةً للاستيلاء على مواقع. وجاءت هذه المناورة بعد أَيَّـام قليلة من عقد مؤتمرٍ صحفي للقوات المسلحة، تم خلاله عرضُ أبرز الإنجازات خلال ثماني سنوات من الصمود، ثم تلا ذلك تصريحاتٌ لوزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، حذّر فيها دولَ العدوان من مغبة التمادي وعدم الجنوح للسلام وإيقاف العدوان ورفع الحصار.
ولعل الرسالةَ التي تلقَّفَها النظامُ السعوديّ، من خلال المناورة، هي أن صنعاء تمتلكُ قرارَها بيدها، وأن الضغوط الخارجية التي تعتقدُ السعوديّة أنها ستثني القيادةَ عن مواصلة الصمود، ولا سيَّما في التقارب السعوديّ الإيراني لن تُجديَ نفعاً، وأنه لا حَـلّ إلَّا بوقف العدوان ورفع الحصار والخروج من بلادنا.
وكشف المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، في تصريح مصور عن رسائل المناورة العسكرية الكبيرة ونشره على صفحته في تويتر، قائلاً: إن المناورةَ هي للتأكيد على جهوزية قواتنا لأية مواجهة خلال شهر رمضان أَو بعده.
ووجه سريع رسالة إلى دول التحالف بالقول: “أنتم أمام خيارين، إن أردتم السلام فنحن أهل السلام وإن أردتم الحرب فنحن جاهزون وحاضرون في الميدان، وعليكم أن تفهموا أنهُ ما لم تحقّقوه في ثَمَانِي سَنَوَاتٍ لن تستطيعوا تحقيقه بعد الآن”.
وأكّـد العميد سريع أن هذه المناورة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وهي تأتي في إطار إعلان جهوزية قواتنا بمختلف تشكيلاتها، وأننا جاهزون للمواجهة ولرد أي عدوان واعتداء على بلدنا.
ردٌّ موجع قادم:
وبالتوازي مع هذه المناورة، أقيم عرضٌ عسكري ضخم في محافظة الحديدة غربي البلاد.
وقال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي: إنه وبعد اليوم لن تستمر الحركة والنشاط في موانئ دول التحالف وتتدفق كُـلّ السفن إليها، في الوقت الذي تظل فيه الموانئ اليمنية محاصرة ومغلقة.
وَأَضَـافَ أن قيادةَ صنعاء السياسية بذلت، خلال الفترة الماضية، جهوداً كبيرة؛ بهَدفِ الوصولِ إلى سلام مشرِّف وعادل لا ينتقص من سيادة اليمن، وَإذَا استمرت العنجهية والغطرسة والحصار، فما على المعتدين إلا أن ينتظروا الرد الموجع والمؤلم.
وتابع وزيرُ الدفاع “اليوم لا لومَ علينا ولا عتبَ إن عادت صواريخنا وطائراتنا المسيّرة إلى الحديث والتعامل مع التهديدات والتحديات، وإخراس تلك الأصوات النشاز، وإعادة الحق إلى نصابه”.
وأشَارَ إلى أن الجزر والموانئ والمطارات المحتلّة، وكلّ مكان يتواجد فيه المحتلّ أصبحت جميعها في مرمى الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية القادرة على إصابة أهدافها بدقة عالية.
وكان وزير الدفاع قد قال في تصريحاتٍ سابقة خلال مراسم تخرج دفعات عسكرية جديدة بالمنطقة العسكرية الخامسة: “لن نقبل بالمواقف المنقوصة وخنق الاقتصاد، لذا نكرّر النصح بأننا لن نقبل باستمرار حصار موانئنا”.
وأوضح أننا: “مضطرون إلى اعتماد معادلة الميناء بالميناء إن اقتضت الضرورة لفك الحصار”.
ولفت وزير دفاع صنعاء إلى أن: “صبرنا بدأ ينفد، وَإذَا استمر التغابي من دول العدوان فعليهم أن ينتظروا الرد المؤلم والموجع”. وتابع: “نحن مع السلام الكامل والمشرف والعادل ولكنا نلمس الاحتيال والمواقف الملتوية من الطرف الآخر”.
جهوزيةٌ عالية:
وفي السياق، يؤكّـد مستشار مدير دائرة التوجيه المعنوي لشؤون الإعلام العسكري، العقيد طاهر العبسي، أن القوات المسلحة خلال المرحلة القادمة ستكون على أهبة الاستعداد وفي جهوزية عالية للذود عن حياض اليمن وسيادته ووحدته واستقلاله، وأنها لن تقبل أي تواجد أجنبي على تراب اليمن، واضعة نصب عينيها تحذير قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الموجّهة لقوات الاحتلال وإنذارها بالرحيل.
مؤكّـداً أن استراتيجية القوات المسلحة اليمنية تقوم على أَسَاس متين من الاقتدار القتالي والجهوزية العالية والتأهيل والتدريب النوعي للقوات والاستفادة من دروس ميادين القتال وبناء العقيدة العسكرية المشبعة بالروح الإيمَـانية، والوقوف أمام كُـلّ الفرضيات المحتملة بيقظة عالية حتى استكمال معركة التحرّر والاستقلال الشامل.
من جهته، يقول المحلل العسكري زيد الشُّريف: إِنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ فرضت معطيات ميدانية أغلبها موثقة بعدسات الإعلام الحربي وأُخرى تم الحديث عنها في مختلف وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية.
ويوضح أن تلك المعطيات العسكرية لا يستطيع تحالف العدوان إنكارها؛ كونها حقائق ونتائج لكم هائل من الأحداث والمعارك والمستجدات والمتغيرات، التي حصلت خلال ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن.
ويشيرُ إلى أن أحداث السنوات الثماني الماضية أثبتت أن الشعب اليمني الصامد وقيادته الحكيمة والشجاعة وقواته المسلحة عصيٌّ على الغزاة المعتدين وقوي بقوة الله تعالى، ولا يمكن أن يقبل بالاستعمار والاحتلال ولا بالذل والاستسلام، وأنه قادر بمعية الله والثقة به على مواجهة التحديات والتغلب عليها وقادر على صناعة المعجزات والانتصارات وتمريغ أنوف المعتدين في التراب والانتصار لمظلومية الإنسان اليمني.
ويؤكّـد أن على دول تحالف العدوان القناعة التامة بفشل مشروعها الاستعماري لليمن، وأن خسارتها في اليمن حتمية وأن عدوانها وطغيانها وجرائمها بحق الإنسان اليمني ستنعكسُ عليها سلباً أكثرَ مما قد حصل، وستكبدها الكثير والكثير من الخسائر على المستوى العسكري وكذلك على المستوى الاقتصادي وفي مختلف المجالات.
ويختم الشُريف حديثه بالقول: “وفي حال لم تعمل دول تحالف العدوان على وقف عدوانها وفك حصارها فَـإنَّها بذلك تعرض نفسها للغضب اليمني العارم المتفاقم والمتزايد منذ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ، والذي سيصب عليها نار قوته المستمدة من قوة الله تعالى، وسيحول منشآتها الاقتصادية وقواعدها العسكرية ومطارتها إلى حطام وإلى براكين من اللهب المحترق والدخان المتصاعد”.
ويضيف: “قد وصلت الأمور إلى حالة إما أن يتوقف العدوان على اليمن ويعم السلام للجميع، أَو أن ينتصر الشعب اليمني لنفسه بكل ما أوتي من قوة، ولديه قوة ردع استراتيجية تم الكشف عن بعضها ولا تزال جعبة القوات المسلحة اليمنية تعج بالكثير من المفاجآت”.