أصدر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، الأربعاء، تقييمه السنوي للتهديدات لعام 2023 ، محذراً من التهديدات الموجهة ضد الولايات المتحدة من قبل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.
وتوقع تقييم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، أن تواجه الولايات المتحدة بيئة أمنية “معقدة”، وأنّها ستحتاج إلى العمل لمواجهة تحديين استراتيجيين “حاسمين”، هما القوى الصاعدة ، مثل الصين، التي تسعى إلى الهيمنة على النظام العالمي، وتحديّات مثل تغير المناخ، والتي من الممكن أن “تتقاطع “.
إيران ستزيد من مستوى التحدي إذا لم تُرفع العقوبات
وحذّر التقرير التقييمي من احتمالية، أن يعمل مسؤولون إيرانيون على التحدي بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90%، إذا لم يتم تخفيف العقوبات المفروضة على طهران.
وقال التقرير الصادر عن مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، إنّه “منذ اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، في تشرين ثاني/ نوفمبر 2020، سارعت إيران في توسيع برنامجها النووي، وذكرت أنّها لم تعد مقيدة بأي قيود من خطة العمل الشاملة المشتركة، وإذا لم تحصل طهران على تخفيف للعقوبات، فمن المحتمل أن يفكر المسؤولون الإيرانيون في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90%”.
وأشار المسؤولون إلى أنّ طهران قد “تسرع في توسيع برنامجها النووي”، إلى جانب أنّها تمثل أيضاً “تهديداً كبيراً” للشبكات والبيانات الأميركية، بسبب قدراتها واستعدادها لإجراء “عمليات إلكترونية عدوانية”.
تصعيد الحرب في أوكرانيا يقود إلى أخطار غير مسبوقة
وذكر التقرير السنوي للتهديدات، أنّ الحرب الدائرة في أوكرانيا هي حدث استثنائي يعيد تشكيل علاقات روسيا مع الغرب والصين، على نطاق أوسع، وبطرق تتكشف ولا تزال غير مؤكدة إلى حدٍ كبير.
وأفاد التقرير ،بأن تصعيد الأزمة الأوكرانية إلى مواجهة عسكرية بين روسيا والغرب الأطلسي، يحمل مخاطر عالية لم يواجهها العالم منذ عقود.
وقال تقرير المجمّع الاستخباري الأمريكي: “ربما لا تريد روسيا صراعاً عسكرياً مباشراً مع قوات الولايات المتحدة والناتو، ولكن يوجد احتمال حدوث ذلك، لقد تجنب القادة الروس حتى الآن اتخاذ إجراءات من شأنها أن توسع الصراع وراء حدود أوكرانيا، لكنَّ خطر التصعيد لا يزال كبيراً”.
وزعم التقرير الاستخباري، بأنّ الجيش الروسي يحتاج إلى “سنوات” لإعادة بناء قواته بعد “الخسائر في أوكرانيا”.
وأكّد التقرير، أنّ موسكو ستصبح أكثر اعتماداً على القدرات النووية والإلكترونية والفضائية، لأنّها تتعامل مع “الضرر الهائل الذي لحق بالقوات البرية الروسية” على حد قوله.
الصين ستواصل عملها على تقويض النفوذ الأميركي
ونبّه التقرير أنّ الصين سوف تضغط على تايوان بشدّة من أجل الوحدة، وذلك مع دخول الرئيس الصيني شي جين بينغ ولايته الرئاسية الثالثة، وسوف تعمل بإصرار على تقويض النفوذ الأميركي، وأنّ الحزب الشيوعي الصيني سيواصل جهوده لجعل الصين “القوة البارزة في شرق آسيا، وقوة كبرى على المسرح العالمي”.
وأشار التقييم، إلى تأكيد قادة وكالات المخابرات الأمريكية بأنّ الصين ستعمّق تعاونها مع روسيا، وذلك لمحاولة تحدي الولايات المتحدة رغم الإدانة الدولية التي يحاول جمعها الغرب ضد روسيا.
وحذّر مجمّع الاستخبارات الأمريكي، فيما يتعلق بتايوان، من أنّه إذا نجحت الصين في استعادة تايوان، فسيكون لهذا “تأثيرات واسعة النطاق، بما في ذلك تعطيل سلاسل التوريد العالمية لرقائق أشباه الموصلات، كون تايوان تهيمن على إنتاج الرقائق المتطورة”.
كوريا الشمالية تشكل تهديداً لواشنطن
وأكّد المسؤولون، أنّ جيش كوريا الشمالية “سيشكل تهديداً خطيراً للولايات المتحدة وحلفائها، من خلال الاستمرار في الاستثمار في القدرات المتخصصة، والمصممة لتزويد الزعيم الكوري بمجموعة من الخيارات لردع التدخل الخارجي”.
وأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيجري “على الأرجح” تجربة نووية جديدة، في إطار سعيه لتطوير بناء ترسانة بلاده النووية، وفق ما جاء في التقرير الاستخباري الأمريكي.
كما أشار التقرير السنوي، إلى احتمال مضي الزعيم الكوري قُدماً في إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وذلك في إطار جهود تحسين الاختبارات الصاروخية لبيونغ يانغ.