“مؤامرات وتوجهات شيطانية ومشاريع استعمارية، وعربدة ورعونة”، هكذا وصفت حكومة صنعاء الانتشار العسكري في محافظة المهرة التي تقع شرق اليمن، ومنذ جلبت حكومة المرتزقة قوات أجنبية متعددة الجنسيات إلى اليمن، وأكثر من أي وقت مضى تدق صنعاء نواقيس الخطر،
وتصعِّد صنعاء لهجتها التحذيرية في خطابها لدول تحالف العدوان والولايات المتحدة الأمريكية، من تكثيف الوجود العسكري الأجنبي جنوب وشرق اليمن، خصوصاً بعد ظهور قائد الأسطول الخامس الأمريكي في محافظة المهرة مع عدد من الخبراء العسكريين الأمريكيين وسفير بلادهم لدى اليمن، الأمر الذي اعتبرته صنعاء إمعاناً في الاستفزاز والتهكم في انتهاك السيادة اليمنية، متوعدةً ومتعهدةً بطرد كل القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية، وموجهةً دعوتها لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية إلى التحرك لمواجهة القوات الأجنبية وطردها من مناطقهم.
عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، وصف الوجود الأمريكي العسكري في اليمن بـ “الرعونة والعربدة”، مؤكداً أنها لن تجلب لهم سوى الهزيمة والخزي والنكال، داعياً في تدوينات على تويتر، أبناء المحافظات الشرقية والجنوبية إلى الاستعداد لمعركة طرد القوات الأمريكية، مشدداً على من وصفهم بأحرار المناطق الشرقية والجنوبية رص الصفوف، والاستعداد لمعركة ستكون جنباً إلى جنب مع أحرار البلد، في إشارة إلى استعداد قوات صنعاء لمواجهة القوات الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية، وجاهزيتها للقتال إلى جانب أبناء تلك المناطق.
وأكد الأسد أن الأمريكيون سيعتبرون غزوهم لأفغانستان وفيتنام مجرد نزهة وأن تلك البلاد ستكون جنة بالنسبة لهم مقابل ما ينتظرهم من محارق في اليمن.
من جهته، علَّق عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، على ظهور السفير الأمريكي وقائد الأسطول الخامس الأمريكي في محافظة المهرة، بأن ما وصفها بالمشاريع الأمريكية الاستعمارية في اليمن “لن يكون لها قرار ولا مكان”، متوعداً في تغريدة على تويتر، بقطع الأيادي الأمريكية وإرغامها على الخروج، وأن أحلام الأمريكيين والبريطانيين في اليمن ستتلاشى ومؤامراتهم سوف تنحصر، منبهاً إلى أن اليمنيين يعون خطورة التوجهات الأمريكية التي وصفها بـ”الشيطانية”، مؤكداً أن الشعب اليمني يمتلك من عناصر القوة ومن تضحياته وقدراته العسكرية وجغرافية بلاده ما يؤهله لأن “يواجه ويدافع وينتصر”.
المكتب السياسي لأنصار الله، أصدر بياناً، الإثنين، دعا خلاله إلى التعبئة العامة، والدعم بالرجال والمال، استعداداً لما أطلق عليه “تحرير الأراضي اليمنية”، على خلفية تصاعد التوتر في الساحل الشرقي لليمن، خصوصاً بعد وصول قائد الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في الخليج، براد كوبر، رفقة السفير الأمريكي إلى المهرة، والاتفاق مع القوات السعودية المتمركزة هناك على تضييق الخناق على اليمن واليمنيين بذريعة مكافحة التهريب، معتبراً التحركات الأجنبية في المناطق الشرقية استهدافاً لوحدة اليمن وسيادته واستقلاله، حسب ما جاء في البيان، مؤكداً وقوفه إلى جانب أبناء المحافظات الجنوبية الذين دعاهم إلى اليقظة والاستعداد للمعركة.
وكانت قيادات أحزاب ومكونات موالية لتحالف العدوان، أبدت تأييدها لمواقف صنعاء بشأن الوجود العسكري الأجنبي في اليمن، في وقت لم تتخذ أحزابها مواقف واضحة من ذلك، بل هيأت الظروف لجلب القوات الأجنبية، ومن ثم غضت طرفها حفاظاً على مصالحها وتعزيزاً لولائها للتحالف، وإن كان ذلك على حساب سيادة البلاد ومصالحها العليا،
حيث أشاد الخبير العسكري البارز في حزب الإصلاح، علي الذهب، بأن أنصار الله لم يسمحوا لأي جندي أجنبي أن تطأ أقدامه الأراضي اليمنية، في معرِض مقارنته بين الشمال والجنوب، إذ أشار إلى أن موقف أنصار الله وصنعاء يناقض تماماً ما هو حاصل في المحافظات الجنوبية والشرقية، وهي المرة الأولى التي يعترف خلالها قيادي بارز في الإصلاح بالحقيقة التي ظل حزبه طيلة السنوات الماضية من عمر الحرب يروج عكسها.