“خاص”
خارطة طريق صهيونية
تحت عنوان “قضية ساخنة – مستقبل اليمن المجزأ”، وبتاريخ 28 فبراير 2023م، نشرت مؤسسة جيمس تاون الامريكية، تقريراً من أعداد “مايكل هرتون”، والتقرير في حقيقة الأمر ليس تقرير بل هو خارطة طريق صهيونية يهودية بلسان أمريكي، والتنفيذ للادوات المُتصهينة الاقليمية والمحلية لتنفيذه في اليمن خلال الثلاث السنوات القادمة، ومابعد الثلاث السنوات اليمن بدون محافظات النفط “شبوة وحضرموت” بدون المواقع العسكرية الاستراتيجية “باب المندب والمخأ وجزر سقطرى وعبد الكوري والمهرة” وكنا قد تطرقنا لذلك من اول ساعة ويوم وشهر وسنة عدوان لكن الاصنام الخشبية الموالية لبن سعود وبن زايد وأردوغان وابواقهم “كَأَنَّهُم خُشُب مُّسَنَّدَة”، ولهم الخيبة والبؤس شرعجية الطربوش التركي العصماني وعقال البعرة والبعير السعودي الاماراتي ادوات اليهود ونصارى الاستعمار من قديم الزمان.
استحالة الوحدة اليمنية
جاء في تقرير مؤسسة جيمس تاون الامريكية أن: “السعودية والإمارات لايهتمون بإعادة اليمن الموحد ولاتوجد هناك أى فرص حتى ولو كانت ضئيلة لإعادة توحيد اليمن على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل، وأصبحت فرص إعادة التوحيد بعيدة أكثر من أي وقت مضى،. ولقد تجاوز اليمن النقطة التي كان من الممكن أن تكون فيها إعادة التوحيد لا تزال ممكنة وان اعادة الوحدة اليمنية على المدى الطويل هو احتمال بعيد وبعيد المنال”.
واوضح مايكل في تقريره: “أن الكادر الجديد من النخب اليمنية والتي ظهرت مع بدء العدوان، هم مشاركون ومستفيدون وعاملون في تفتيت اليمن”.. مؤكدا على أن احتمال التقسيم النظيف لليمن على طول الخطوط التاريخية بين الشمال والجنوب بعيد المنال، وأن السلطات الفعلية في حضرموت والمهرة المتحالفة اسمياً مع المجلس الانتقالي الجنوبي من غير المرجح أن تتنازل عن السلطة لحكومة مقرها عدن. من جانبها”
ويشير مايكل الى أنه “سيكون من الصعب منع التشرذم الدائم لليمن إلى مناطق مختلفة تسيطر عليها الميليشيات والتي تخضع لأجندات القوى الخارجية الداعمة لها وان القوى الخارجية ليس من مصلحتها رؤية اليمن موحداً”، مضيفاً بالقول: “يمكن إلقاء اللوم جزئياً على الإمارات والسعودية الداعمة لوكلائهم المسلحين، فضلاً عن تدخلهما المسلح بالحرب، ثم تفتيت اليمن الآن، ومع ذلك على المدى المتوسط، فإن النتيجة المرجحة في الغالب لليمن، هي استمرار مضطرب للوضع الراهن وسيظل “الحوثيين” هم القوة العسكرية والسياسية المهيمنة في البلاد، بينما يستمر القتال بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وتآكل سلطة ماتسمى قوات الحكومة المعترف بها دولياً. وستستمر ما اسماها بجيوب الاستقرار في المخأ وباب المندب وحضرموت والمهرة كمناطق آمنه وجاذبة للاستثمار، بينما تُعزز سلطات الأمر الواقع سلطاتها، على حساب ماتسمى بالحكومة الشرعية. على مدى العامين أو الثلاثة أعوام القادمة”.
المهمة انتهت..!
مايكل في تقريره يقول: “قوات الحكومة المعترف بها دولياً تدهورت بشكل خطير بينما تستمر الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأمريكا في التشدق بالكلام للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً”.، مشيرا إلى “تآكل سلطة ماتسمى بالشرعية بشكل مطرد بسبب الاقتتال الداخلي داخل المجلس الرئاسي، ونقص الوصول إلى التمويل المستمر، وضعف الموقف العسكري والسياسي لحزب الإصلاح الاخواني الداعم لما تسمى بالشرعية”.
وأوضح التقرير الى وجود “انقسام عميق بين ماتسمى الشرعية السابقة وبين أعضاء مايسمى “مجلس القيادة الرئاسي” والجميع يخضعون للأجندات المتضاربة لمن صنعهم السعودية والإمارات.. وبالمثل، يعاني المجلس الانتقالي الجنوبي من انعدام الوحدة وعدم سيطرة ثابتة على تلك الميليشيات المتحالفة معه وخاصة مليشيات العمالقة والحزام الامني”.
تبادل أدوار لتناحر الأدوات
في هذا الصدد لفت مايكل في تقريره إلى أن “تبادل الأداور بين قوى الاحتلال السعودي والإماراتي والذي اسماه مايكل بالاختلاف المتزايد بين السياسات والأهداف السعودية والإماراتية في اليمن سيزيد من خطر تجدد القتال بين المليشيات المسلحة التي تعمل بالوكالة، ومن المحتمل أن تتأثر عدن ومحافظات أبين ولحج وشبوة بشدة بأي تكرار للقتال بين الميليشيات المتناحرة”.
“أنصار الله” كفاءة وتنظيم
بجزئية “أنصار الله” أرض وإنسان، يتحدث تقرير المؤسسة الأمريكية عن تنظيم وكفاءة لأنصار الله خلال العدوان، حيث يقول التقرير: “عزز الحوثيين من سيطرتهم على جميع مستويات الحكم الرسمي وغير الرسمي تقريباً في المناطق الواقعة تحت إدارتهم الفعلية، مقترناً بكفاءتهم التنظيمية وقدراتهم العسكرية المتفوقة”.، مشراً إلى أن “أنصار الله يسيطرون على 14 محافظة يمنية من أصل 21 محافظة، حيث يعيش أكثر من 70 في المائة من سكان اليمن، وليس هناك شك في أن الحوثيين هم القوة العسكرية والسياسية المهيمنة في اليمن وفقاً لتسلسل قيادي، سياسي وعسكري موحد”.
واكد التقرير على: “تطوير انصار الله لبرامج الطائرات بدون طيار وصواريخ قادرة على ضرب أهداف في جميع أنحاء اليمن و السعودية والإمارات، حيث نجح أنصار الله في استهداف مواقع متعددة داخل الإمارات والسعودية على الرغم من إنفاق البلدين مليارات الدولارات على الدفاع الجوي ، وبالمقارنة، فإن برامج الطائرات بدون طيار والصواريخ لأنصار الله كلفتهم اقل من مائة مليون دولار سنوياً”.
فوضى بالمال السعودي
في السياق نفسه أكد تقرير المؤسسة الأمريكية جيمس تاون على ان “السعودية والإمارات وخلال 8 سنوات وبعد انفاق 300 مليار دولار على الأقل بالعدوان على اليمن، اصبحتا تدركان أن فرص هزيمة “أنصار الله” وتهجيرهم معدومة.. وان السعودية تريد حدوداً آمنة، ووضع حد لتهديد ضربات الطائرات بدون طيار والصواريخ لهما، وان افضل طريقة لتحقيق هذه الأهداف، العودة إلى أنواع السياسات التي خدمت المملكة جيداً لعقود في اليمن ومنها: تمويل شبكات المحسوبية وشراء أعدائها وأعدائها المحتملين، وعبر تدفق الأموال والاستثمار واعادة الشركات السعودية إلى جغرافيا الانصار والسوق اليمني تحت عنوان إعادة الإعمار والتنمية ومن خلال ذلك يتم استهداف الجبهة الداخلية لأنصار الله بصناعة فوضى واضطرابات مستمرة وواسعة النطاق”.
وهنا يستدرك “مستر مايكل”في تقريره ويقول: “ومع ذلك، يتم التقليل من اعمال الفوضى والاضطرابات من خلال أجهزة المخابرات والأمن للحوثيين وحقيقة أن الحوثيين أثبتوا أنهم إداريون جيدون وضامنون للأمن والاستقرار في جغرافيتهم”.
وعن المفاوضات قال مايكل: “تشارك السعودية في مفاوضات ثنائية متقدمة مع الحوثيين وهذه قوضت الحكومة الشرعية، واذا انتهت المفاوضات للنجاح وبالحدود الدنيا ضمانات امنية، سيتآكل التأثير المحدود للشرعية”.
13يناير استعماري دامي مُتجدد
تقرير مايكل اوضح ان “الميليشيات المسلحة المحلية بجنوب وشرق اليمن موالين شكلياً بالاسم فقط لما تسمى الشرعية او مجلس القيادة الرئاسي أو المجلس الانتقالي الجنوبي المكون من اكثر من عشر ميليشيات مسلحة لاتخضع للسيطرة الفعالة للانتقالي مثل “العمالقة والحزام الامني” بل هم بالولاء للصانع والممول والراعي الإمارات والسعودية”
وأكد مايكل على أن “المليشيات المسلحة بالجنوب والشرق لا تعتمد على التمويل الخارجي وحسب، بل تتنافس فيما بينها على جبايات الضرائب والاتاوات والجمارك، مما ادى الى انعدام الأمن وخنق الاستثمار في عدن وفي جزء كبير من الجنوب، وهناك منافسة حاضرة ومتزايدة باستمرار بين تلك الميليشيات المتحالفة مع المجلس الانتقالي اوتلك المتحالفة مع ماتسمى الشرعية وحزب الاصلاح او مايسمى بمجلس القيادة الرئاسي، وسيؤدي ذلك الى خطر تجدد القتال الدامي فيما بينهم كأنعكاس للانقسامات داخل الفصائل السياسية والعسكرية والتى ادت الى صراع دموي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية،. وبصيغة اخرى مجازر 13 يناير بالقرن العشرين الميلادي يراد تكرارها في القرن الـ21 الميلادي وربما اكثر توحشاً ودموية بوجود التكفير الوهابي الارهابي والممول والمُسلح ابن سعود وابن زايد وبمعية ابواق قطر وتركيا والريموت من لندن وأمريكا وتل أبيب.
كانتون عفاشي لليهود
مايكل الامريكي يقول : “إن أجزاء من الساحل الغربي لليمن الواقعة تحت سيطرة طارق صالح مستقرة وأصبحت تجتذب الاستثمار المحلي والإقليمي وان مليشيات طارق عفاش متحالفة اسمياً مع الشرعية والتمويل والتسليح من الإمارات التي تريد إقامة موطئ قدم على طول الساحل اليمني الاستراتيجي للبحر الأحمر ”
وبصيغة اخرى، طارق عفاش هو شاويش للصهيونية اليهودية في باب المندب والاشراف للامارات، وبدون جبال اليمن تعز والحجرية وصنعاء وحجة وذمار وريمة والمحويت، فان مهمة الشاويش طارق عفاش وأشكاله للفشل والانتحار والفرار هو وبعران الامارات والسعودية من اليمن كل اليمن.
محافظات النفط
يتحدث تقرير جيمس تاون عن :” الاستقرار النسبي في محافظة حضرموت والمهرة بشرق اليمن مما ادى الى تدفق الاستثمارات اليها من السعودية والامارات وان السعودية تعتبر المهرة أولوية قصوى لها وتشكل موطئ قدم ثابت لها في اليمن ولذلك، قامت المملكة ببناء ما لا يقل عن”12″ اثنتي عشر قاعدة عسكرية ولوجستية في المهرة تتراوح من قواعد كبيرة شبه دائمة إلى قواعد “منبثقة” لمجموعات صغيرة من القوات والمستشارين”.
مابعد البعد
ماسميت القوات الموالية للشرعية خلال 8 سنوات عدوان بالشمال والجنوب هي موالية شكلياً وبالاسم والبعض منها للتآكل، “مليشيات الاصلاح ودنابيع هادي وزمرته ومن دار في فلكهم” وخلال 3 سنوات قادمة يراد فوضى واضطرابات وشراء ذمم في جغرافيا دولة المجلس السياسي الاعلى صنعاء، وبالمال السعودي وفي محافظات الاخوة الاعداء أبين ولحج وشبوة وعدن، يراد تكرار مجازر 13 يناير وبالمال السعودي الاماراتي والتكفير الوهابي وفي جغرافيا المواقع الاستراتيجية باب المندب المخا والمحافظات النفطية امن واستقرار واستثمار ايضاً بالمال السعودي الاماراتي لغرض في نفس يهود تل ابيب ونصارى الاستعمار امريكا..
ومابعد الـ3 السنوات القادمة، يراد سلخ المحافظات النفطية باب المندب عن اليمن. ولم يتطرق التقري الأمريكي الى الاحتلال الامريكي والبريطاني والصهيوني في حضرموت والمهرة وسقطرى وباب المندب وعبد الكوري ولم يتعرض لتواجد دواعش الارهاب الوهابي التكفيري قرب آبار النفط ولم يتحدث عن نهب خيرات اليمن.
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
14شعبان 1444 هجرية
6 مارس 2023م