وصول قائد الأسطول الأمريكي الخامس الأدميرال براد كوبر صحبة سفير بلاده لدى “حكومة عدن” الموالية للتحالف ستيفن فاجن بمعية عدد من القيادات العسكرية الأمريكية والبريطانية والصهيونية إلى محافظة المهرة يُعد انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية.
الغرض المُعلن من الزيارة مناقشة ما أسموه “جهود الأمن البحري لمواجهة الأخطار الإرهابية” وهو بمثابة ذر الرماد على العيون وشماعة تخفي خلفها الأطماع الاستعمارية في البحر الأحمر وبحر العرب والسواحل اليمنية.
إن المتتبع للتحركات البحرية الأمريكية في الآونة الأخيرة يلاحظ أن أمريكا تسعى من مدة إلى تثبيت احتلالها للمحافظات الشرقية ومن أجل ذلك تستخدم كعادتها جملة من الأكاذيب وهي الصفة الملازمة للسياسة الخارجية الأمريكية والشواهد على ذلك قديمة وحديثة وبارزة للعيان في العديد من دول العالم.
الذريعة الأمريكية لتبرير تواجدها في سواحل محافظة المهرة وبقية المحافظات اليمنية الشرقية تتمثل فيما تسميه أمريكا “مكافحة الإرهاب” ليست سوى محض افتراء، وفي الآونة الأخيرة تصاعدت حملة الأكاذيب الأمريكية بشكل لافت ومنها ادعاءها أنها “ألقت القبض على شحنة أسلحة إيرانية متجهة إلى اليمن عبر المهرة”.
وفي الحقيقة أن أمريكا منذ بداية الحرب على اليمن لم تتوقف عن ترديد الأكاذيب فزيارة القائد العسكري الأمريكي لمحافظة المهرة ليست الأولى إذ قد سبقتها زيارات عديدة الأمر الذي يحتم على القيادة اليمنية حماية السيادة من هذه الانتهاكات والتعامل مع هذا الاحتلال كعدوان مباشر.
كانت اليمن ولا زالت وستظل بموقعها المتميز وسواحلها الممتدة عبر البحرين الأحمر والعربي واطلالها على البدايات الأولى للمحيط الهندي محطة أطماع الدول الاستعمارية هذه الأطماع كانت في السابق بمثابة أطماع مرحلة برزت إلى السطح الآن بشكل واضح عقب الحرب اليمنية وكأنما مسألة الحرب في اليمن كانت ذريعة مدبرة من قبل تلك الدول الاستعمارية لتبرير دخولها واحتلالها للسواحل والجزر اليمنية والسيطرة على مضيق باب المندب ونهب الثروة النفطية والغازية اليمنية.
خلاصة القول أنّ التحركات الأمريكية في المنافذ البحرية والمناطق الاستراتيجية اليمنية بمزاعم “مواجهة تهريب الأسلحة إلى اليمن” فاق التوقّعات ويعجز المنطق عن تصديقه.