كشف تقرير لمنظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل أن ضحايا انتهاكات تحالف العدوان السعودي الأمريكي خلال 2900 يوما من النساء والأطفال تجاوز 13 ألفاً و482 شهيدا وجريحاً، فيما تحتاج أكثر من 8 ملايين امرأة لتوفير الخدمات المنقذة للحياة، و12.6 مليون طفل يحتاجون لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية.
وأوضحت المنظمة أن عدد الشهداء من النساء والأطفال حتى نهاية شهر فبراير الفائت بلغ ستة آلاف و328 منهم ألفان و440 امرأة وثلاثة آلاف و888 طفلاً، فيما بلغ عدد الجرحى من النساء والأطفال سبعة آلاف و154 جريحاً، منهم ألفان و866 امرأة وأربعة آلاف و288 طفلاً.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 8 ملايين امرأة وفتاة بحاجة لتوفير الخدمات المنقذة للحياة خلال العام الجاري.
وأوضح أن حوالى ستة آلاف مدني أصيبوا بإعاقة نتيجة الأعمال العدائية المسلحة منذ بدء العدوان ومنهم ما يقارب خمسة آلاف و559 من الأطفال ومن المتوقع أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير وحيث أن هناك 16 ألف حالة من النساء و الأطفال بحاجة إلى تأهيل حركي.
وبين التقرير أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة من ثلاثة ملايين قبل العدوان إلى 4.5 ملايين شخص حالياً.
5 ملايين و160 ألف نازح نصفهم نساء وأطفال
أوضح تقرير المنظمة أن أعداد النازحين ارتفع إلى خمسة ملايين و159 ألفاً و560 نازحاً، تضمهم 740 ألفاً و122 أسرة ، نصفهم من النساء والأطفال.
وأشار إلى أنه مع قلة خيارات الإيواء المتاحة، تعاني النساء والفتيات النازحات أشد المعاناة جراء الافتقار إلى الخصوصية، والتهديد لسلامتهن، وقلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، وهو ما يجعلهن أكثر ضعفًا وعرضةً للعنف والإساءة.
ولفت إلى أن واحدة من كل ثلاث أسر نازحة تعولها نساء وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21 في المائة من هذه الأسر عن 18 عامًا.
وبشأن انتهاكات العدوان في الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية المحتلة، بيّن تقرير المنظمة الحقوقية أن الانتهاكات التي ارتكبتها قوى العدوان في الساحل الغربي بلغت 696 انتهاكاً منها 132 جريمة اغتصاب و 56 جريمة اختطاف، فيما بلغت الانتهاكات في المحافظات الجنوبية، وعدن خاصة 443 جريمة اغتصاب بحسب البلاغات.
ملايين الأطفال خارج المدارس
وبشأن التعليم أكد تقرير منظمة انتصاف أن اثنين مليون و 400 ألف طفل على الأقل خارج المدرسة من أصل ما يقدر بـ 10.6 ملايين طفل في سن الدراسة (من 6 إلى 17 عامًا).
وأشار إلى أنه قد يرتفع عدد الأطفال الذين يواجهون انقطاعاً عن التعليم إلى ستة ملايين طفل، فيما 8.1 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات تعليمية طارئة في جميع أنحاء البلاد.
ولفت التقرير إلى أن ما يقارب من ثلاثة آلاف و500 مدرسة إما مدمرة أو متضررة جراء قصف العدوان مـع إغلاق حوالـي 27 % مـن المـدارس فـي جميـع أنحـاء البـلاد، إضافـة إلـى تضرر 66 % مـن المـدارس بسـبب العنـف الشـديد، فيما استخدمت 7 % مـن المـدارس كمراكـز إيـواء للنازحيـن.
ونوه إلى أن قرابة 171 ألفاً و600 معلم ومعلمة ـ أو ثلثي العاملين في مجال التعليم – لم يستلموا رواتبهم بشكل منتظم منذ عام 2016م، ما أدى إلى التوقف عن التدريس لإيجاد سبل أخرى لإعالة أسرهم، الأمر الذي يعرض ما يقرب من 4 ملايين طفل إضافي لخطر فقدان فرص الحصول على التعليم.
وقال التقرير إن 31 بالمائة من فتيات اليمن أصبحن خارج نطاق التعليم، نتيجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة وعدم قدرة الأسر على توفير احتياجات التعليم الأساسية.
وأضاف أن 12.6 مليون طفل يحتاجون لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، فيما تشير التقديرات إلى ارتفاع معدلات الفقر إلى حوالي 80 في المائة، ومن بين كل 10 أطفال يعيش أكثر من 8 أطفال لدى أسر ليس لديها دخلٍ كاف لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأشار تقرير المنظمة التي تعنى بالمرأة والطفل إلى توسع ظاهرة عمالة الأطفال خلال سنوات العدوان بنسبة قد تتجاوز أربعة أضعاف عما كانت عليه سابقاً، لافتا إلى أن 1.4 مليون طفل يعملون محرومون من أبسط حقوقهم، وحوالي 34.3% من الأطفال العاملين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً.
وضع صحي منهار وملايين الضحايا خلال سنوات العدوان والحصار
أكدت منظمة انتصاف أن اليمن يسجل أعلى معدلات وفيات للأطفال في الشرق الأوسط، خلال سنوات العدوان والحصار، حيث يموت نحو 60 طفلاً من بين كل 1000 مولود، إضافة إلى وفاة 52 ألف طفل سنويا ما يعني وفاة طفل كل عشر دقائق، بحسب الإحصائيات.
وأدى الحصار إلى زيادة معدلات سوء التغذية حيث ارتفعت خلال العامين الماضيين إلى ستة ملايين شخص، من 3.6 ملايين، بزيادة قدرها 66 بالمئة.
وتم تسجيل أكثر من 2.3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية و632 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم المهدد لحياتهم بالوفاة خلال العام الحالي.
فيما تعاني أكثر من 1.5 مليون امرأة من الحوامل والمرضعات من سوء التغذية منهن 650 ألفاً و495 امرأة مصابات بسوء التغذية المتوسط.
وأشار إلى أن امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب المضاعفات أثناء فترة الحمل أو أثناء الولادة، ويقدر عدد النساء اللاتي يمكن أن يفقدن حياتهن أثناء الحمل أو الولادة بـ 17 ألف امرأة تقريباً.
وأوضح تقرير منظمة انتصاف أن 51% فقط من المرافق الصحية تعمل في اليمن، وما يقارب من 70% من أدوية الولادة غير متوفرة بسبب الحصار ومنع تحالف العدوان إدخالها.
ويقدر الاحتياج الفعلي للقطاع الصحي قرابة ألفي حضانة بينما تتوفر حالياً 600 حضانة فقط ما يتسبب في وفاة 50% من المواليد الخدج.
وبين أنه يمكن تجنب أكثر من 50% من وفيات المواليد في حال توفير الرعاية الصحية الأساسية.
وفيما يتعلق بأمراض السرطان، أوضح التقرير أن عدد المصابين بمرض السرطان 35 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل، وبلغ عدد مرضى التشوهات القلبية للأطفال أكثر من ثلاثة آلاف طفل بحاجة للسفر للعلاج في الخارج.
وبشأن الأمراض الوبائية، وصل عدد حالات الإصابة إلى نحو 4.5 ملايين في العاصمة صنعاء والمحافظات منها 226 حالة إصابة بشلل الأطفال، ومليون و136 ألفاً و 360 حالة بالملاريا، و 14 ألفاً و 508 حالات اشتباه بالكوليرا، إضافة إلى وفاة 15 طفلا وإصابة 1400 آخرين بالحصبة في 7 محافظات خلال عام 2022م، فيما بلغ عدد مرضى الفشل الكلوي أكثر من خمسة آلاف مهددون بالوفاة بسبب العدوان و الحصار.
المنظمة المعنية بحقوف النساء والأطفال، حملت تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية المسؤولية عن كل الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين خاصة النساء والأطفال، على مدى 2900 يوم.
وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية والإنسانية بتحمّل المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه الانتهاكات، والمجازر البشعة التي تحدث بحق المدنيين، داعية أحرار العالم إلى التحرّك الفعّال والإيجابي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين، وتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في كافة الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، ومحاسبة كل من يثبت تورّطه فيها.