مشاريع التمكين الاقتصادي.. خطوة رائدة للخروج بالشباب من دائرة الفقر والتحول نحو مجتمع منتج

158

خطوات عظيمة وجبارة تخطوها الهيئة العامة للزكاة في توجيه برامجها نحو مشاريع التمكين الاقتصادي والتي ستسهم في استنهاض همم الشباب وسيكون لها أثر كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي والنهوض الاقتصادي للبلاد، بعد أن استهدف العدوان كل مقومات التنمية من مصانع ومعاهد وشركات.

تحقيق النهوض الاقتصادي

وتأتي مشاريع التمكين الاقتصادي ترجمة لتوجيهات قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، والقيادة السياسية في الاهتمام بشريحة الشباب وتأهيلهم وبنائهم وتمكينهم في مختلف المجالات وعلى رأسها الجانب الفني والمهني، ودعمهم اقتصاديا حتى يكونوا فاعلين في المجتمع بما يسهم في تحقيق النهوض الاقتصادي ورفع مستويات الناتج المحلي الوطني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لهم، فضلاً عن ذلك اكتسابهم ميولا واتجاهات وقيما إيجابية نحو تقديس العمل، وتعزيز الثقة بين الشباب والهيئة العامة للزكاة، ناهيك عن تأصيل قواعد ثابتة تساعد الهيئة على التمكين وتحليل الواقع الاقتصادي والتنمية المستدامة بصورة صادقة وشفافة في ضوء المنهجية القرآنية، والعمل على الارتقاء بمستوى المتدربين، ووعيهم القرآني.

وكانت هيئة الزكاة قد دشنت الشهر الماضي مشروع توزيع الحقائب المهنية وبدء مرحلة التمويل لكوكبة من الخريجين من مشروع التمكين المهني المرحلة الأولى لـ500 مستفيد في 20 برنامجاً مهنياً بأمانة العاصمة، وتمويل مشاريع مماثلة لـ450 مستفيداً في محافظة الحديدة، كما سيتم البدء بتنفيذ المرحلة الثانية خلال الأيام المقبلة، بحسب ما أعلنه رئيس الهيئة أبو نشطان لثلاثة آلاف و350 مستفيداً من الشباب الفقراء في محافظات ذمار وتعز وريمة لتأهيلهم في التمكين المهني.

تفعيل الأدوار الحيوية

وانطلقت مشاريع التمكين الاقتصادي، بحسب قيادة الهيئة بهدف تفعيل الأدوار الحيوية والمقاصد الشرعية لفريضة الزكاة وتعزيز الهوية الإيمانية ومبدأ التكافل الاجتماعي وبما ينسجم مع جوهر ومضامين التوجهات الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وتحويل التحديات الاقتصادية الراهنة إلى فرص تنموية جادة لدعم الشباب القادرين على العمل.

تأهيل وتدريب بمعايير علمية

كما تهدف هذه المشاريع التنموية إلى ربط العملية الزكوية برفع مستوى وتحسين سبل العيش بشكل مستدام للأسر الفقيرة للحد من معدلات الفقر والبطالة عبر تحسين وضعها الاقتصادي، وتفعيل الطاقة البشرية وتعزيز المهارات والقدرات من خلال التأهيل والتدريب بمعايير علمية وتحويل الشباب إلى طاقة مهنية وصناعية مبتكرة في كافة المجالات.

ولم يأتِ تنفيذ برامج التمكين المهني للشباب من شريحة الفقراء القادرين على العمل اعتباطا، بل مرّت بخطوات مرحلية مدروسة مخطط لها بدقة لتمكينهم من إنشاء مشاريع مهنية وصناعية مدرة للدخل تكفل لهم الخروج إلى دائرة الإنتاج والانخراط في سوق العمل وتعزيز الاقتصاد الوطني.

مسارات وبرامج متعددة

وأوضح رئيس الهيئة الشيخ شمسان أبو نشطان أن مشروع التمكين المهني، مرّ بعدة مراحل بدءاً بمرحلة التدريب والتأهيل تلتها مرحلة ريادة الأعمال وإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع وصولاً إلى توزيع الحقائب المهنية كهدية من هيئة الزكاة للخريجين المستفيدين، ثم تمويل المشاريع التي تلبي احتياجات مجتمعية وإنسانية قابلة للتطبيق بأقل وقت وجهد وكلفة لتسهم في دعم عجلة التنمية والاقتصاد وتخفيف العبء على القطاع الحكومي وخفض معدلات البطالة، مبيناً أن مشاريع التمكين الاقتصادي للهيئة تنطلق في عدة مسارات وبرامج في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية ودعم الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة والأصغر والتمكين الاقتصادي في الجانب المهني.

وأشار إلى أن «لدى هيئة الزكاة اليوم أكثر من 40 دراسة جدوى اقتصادية لمشاريع فردية وجماعية وفق منهجية تم إعدادها من الواقع لتكون منطلقاً وأساساً أنموذجياً لتقديم مشاريع تستفيد منها الأسر المستحقة للزكاة في مجالات متنوعة»، مبيناً بأن مشروع ريادة الأعمال يتمحور حول الخطوات العملية اللازمة لتأسيس المشاريع وإنجاح الأعمال الريادية من خلال التدريب على توليد الأفكار وإيجاد حلول للمشكلات وتحليلها والتدريب على إعداد دراسات الجدوى.

تحقيق مقاصد الزكاة الشرعية

وكان اختيار العناصر المؤهلة والكفؤة التي لها استعداد على تحمل المسؤولية وتنطبق عليهم الشروط المحددة، باعتبارهم الركيزة الأساسية التي تعلق الهيئة آمالها عليهم، لأهمية دورهم في تحقيق مقاصد الزكاة الشرعية من تحصيل وصرف، وتعزيز ثقة المجتمع بالهيئة، وسهولة الوصول إلى المكلفين والمستحقين للزكاة من الفقراء والمساكين، ومشاركة الهيئة في كل أنشطتها الثقافية والتوعوية والاجتماعية، وتوعية المجتمع بأهمية الزكاة وضرورة دفعها للهيئة، وتعزيز التكافل والتعاون والتراحم بين أبناء المجتمع.

ختاماً فإن مشاريع التمكين الاقتصادي ومن خلال قاعدة البيانات المنهجية والدقيقة للجان المجتمعية والفقراء والمساكين ستحقق نقلة نوعية للهيئة العامة للزكاة وخطوات متقدمة تسهم في تنفيذ الكثير من المشاريع الخيرية والإنسانية التي تعزز من مستوى دخل المستهدفين من الزكاة والوصول بالفقراء إلى الاكتفاء الذاتي وتحويلهم من مستحقين للزكاة إلى مزكين عبر مشاريع التمكين الاقتصادي في مختلف البرامج والمجالات وتحويل قدرات الشباب إلى سوق العمل والإنتاج بمشاريع مهنية وصناعية مدرة للدخل تكفل لهم الخروج من دائرة الفقر والتحول نخو مجتمع منتج وتنمية مستدامة.

الثورة – تقرير / أمين النهمي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا