يوما بعد آخر يتكشف الدور الأمريكي الخبيث في العدوان على اليمن، فالحقيقة المجردة للدور الأمريكي تؤكد شموليته وتكامله من كل الاتجاهات فأمريكا عمليا لا تلعب دور محدد بل هي من تقود العدوان على اليمن جوا وبرا وبحرا الذي أعلن رسميا من داخل غرف العمليات الحربية بالبنتاغون.
كما أن أمريكا هي الراعي والقائم على العدوان من توفير السلاح والدعم العسكري المتكامل إلى التخطيط والترتيب وإعطاء التوجيهات العملانية، فالعدوان أمريكي بامتياز، بدءاً من إعلان العدوان مرورا بكل الجرائم التي تم ارتكابها ضد الشعب اليمني، وصولاً إلى جهودها الحثيثة في عرقلة جهود السلام ومساعي الوساطة العمانية.
باشرت الولايات المتحدة الأمريكية عدوانها على اليمن في 26 مارس 2015م، بقصد ضرب الثورة اليمنية (21 سبتمبر) وإعادة نفوذها الاستعماري في البلد، فمن واشنطن أعلن السفير السعودي لدى أمريكا عادل الجبير العدوان على اليمن، ليعقبه بعد ساعات قليلة بيان من البيت الأبيض يؤكد فيه دعم إدارة الرئيس أوباما لتحالف العدوان وتقديم بلاده للدعم اللوجستي والاستخباري وتأسيس خلية التخطيط المشتركة.
فقد كان للإعلان من واشنطن دلالة هامة وواضحة بأن هذا العدوان أمريكي الهوية والإرادة والاستمرار، ومازال كذلك حتى اليوم وقد دخل العدوان عامه الثامن فيما شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تبدل ثلاث حكومات، ليظل الموقف الأمريكي هو ضرب اليمن، كجزء من استراتيجية الحرب على قوى المقاومة والتحرر الوطنية في المنطقة العربية والإسلامية.
ليتعدد بذلك دعم واشنطن لقوى تحالف العدوان من خلال صفقات الأسلحة للرياض وأبوظبي والمشاركة المباشرة في الحرب حسب اعترافات سابقة لوزارة الدفاع الأمريكية أن لديها قوات في اليمن تساعد في العمليات اللوجستية والاستخباراتية وفي تأمين الحدود السعودية، ما يعني أنه منذ اليوم الأول بات واضحاً للجميع طبيعة الدور الأمريكي في إدارة الحرب وتزويد أدواتها بكل المتطلبات العسكرية من أسلحة وخبراء وقوات على الأرض.
في المجمل؛ فإن الدور الأمريكي في العدوان على اليمن كان واضحاً منذ اللحظات الأولى لإعلان العدوان، سواء من خلال الوقائع والمعطيات أو من خلال تصريحات القيادة الأمريكية واعترافها الصريح بذلك، وسبق وأن أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار قانون لوقف الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لتحالف العدوان السعودي الإماراتي،
وطالب إدارة دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية المشاركة في الحرب الدائرة على اليمن بعد أحاديث عن إبرام صفقات قدرت بمليارات الدولارات لتوريد أسلحة نارية وقنابل وأنظمة أسلحة وتقديم التدريب العسكري لكل من النظامين السعودي والإماراتي، إذ ساهمت الأسلحة المتدفقة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية ومنها بريطانيا في إطالة أمد العدوان على اليمن والذي يدخل عامه الثامن.
مشروع القرار الجديد الذي تم تقديمه إلى مجلس الشيوخ الأمريكي في ديسمبر الماضي والذي يدعو لإنهاء المشاركة الأمريكية في حرب اليمن هو اعتراف جديد في التورط في هذه الحرب التي تدخل عامها الثامن وتسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم .
فالحراك الذي يعود بين الفترة والأخرى في مجلسي الشيوخ والكونغرس يكشف حقيقة الدور الأمريكي في العدوان على اليمن وأن مزاعم بايدن تجاه السلام ليست إلا مناورة سياسية والتورط في الحرب لا يزال قائما عبر دعم عسكري بعنوان الالتزام بالدفاع على امن السعودية والإمارات.
حيث أن مشروع القرار الأخير الذي وقع عليه أكثر من 30 عضوا بمجلس الشيوخ يفضح الدور الأمريكي في الحرب على اليمن يقوم على أساس التوجيه بسحب القوات المسلحة الأمريكية من الأعمال العدائية في الجمهورية اليمنية التي لم يصرح بها الكونغرس.
قائد الثورة يكشف الدور الأمريكي في اغتيال الرئيس الشهيد الصماد
في المستجد؛ كشف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن الجهة الرئيسية التي تقف وراء اغتيال الرئيس الشهيد صالح علي الصماد يوم الخميس 19 أبريل 2018م، بمحافظة الحديدة.
واتهم قائد الثورة في كلمة له بالذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، أمريكا بالضلوع في اغتيال الصماد .. وقال “أمريكا هي من حددت للسعودي استهداف الشهيد الصَّمَّاد كهدف أساسي، ضمن استهدافه للدور المهم الذي يقوم به الشهيد ويوظف فيه كل قدراته، وطاقاته، وإمكاناته، وتأثيره الإيجابي في الوسط الشعبي والرسمي والجبهة الداخلية، في خدمة شعبه والدفاع عن بلده، وهذه نقطة نرى أهمية لفت النظر إليها”.
وأشار إلى أن استهداف الشهيد الصَّمَّاد كان بدافعٍ وتوجيهٍ أمريكي، وهو ما تأكد من خلال تحريات، وتحقيق، أوصلت إلى نتيجة مؤكدة أن الأمريكي من أعلن مراراً وتكراراً عن أن واحداً من أهم الأدوار التي يقوم بها بشكلٍ مباشر في عدوانه على اليمن، تحديد الأهداف، التي تُقصف، وتُستهدف، والأهداف التي يتم التركيز عليها عملياتياً.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن الدور الأمريكي هو دور إشرافي في العدوان على اليمن، وهو الدور الأعلى، الذي يخطط، ويرسم، ويوجه، ويأمر، فيما يكمن الدور السعودي والإماراتي، في التنفيذ، باعتبارهما أدوات تنفذ ما يمليه ويرسمه الأمريكي عليهما.
وهدف التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، من وراء اغتيال الشهيد الصماد، كسر إرادة الشعب اليمني وإضعافه وإخضاعه للوصاية والهيمنة الخارجية، ولم يدرك أنه باستهدافه، ستكون النتيجة عكسية، وسيكون أحرار اليمن أكثر قوة وصموداً وثباتاً في مواجهته.
يقول قائد الثورة “كان يؤمل الأمريكي، ومن ورائه أدواته الإقليمية، وعملاؤه من أبناء البلد، أنه باستهداف الشهيد الصَّمَّاد سيكون له تأثيرٌ يكسر من إرادة الشعب، ويوهن من عزمه، ويضعفه، ويهيئ لتنفيذ عمليات على مستوى أوسع في الاحتلال لهذا البلد”.
وأضاف” لكن النتيجة كانت معاكسة تماماً، ونحن عندما نستذكر تلك المرحلة، نرى كيف كان وقع تلك الجريمة من جانب تحالف العدوان، الذي استهدف بها هذا الرجل المجاهد العظيم والعزيز، وكيف كان الأثر في وجدان الشعب، كيف كان تفاعله، ومدى التأثير لذلك مع قضيته أكثر، في عزمه وإبائه واستعداده للتضحية”.
واشنطن تدعم داعش والقاعدة
لم تكتفِ واشنطن بدعمها العسكري واللوجستي والاستخباراتي لتحالف العدوان في حربه وعدوانه على اليمن، بل أنها قامت بدعم جماعات داعش والقاعدة، بمختلف أنواع السلاح، وإرسال السلاح عبر منظمات دولية تدعي دورها الإنساني من أجل التنمية.
الدلائل الجديدة على المشاركة الأمريكية تسردها هذه المرة -بكل الشواهد- القوات المسلحة اليمنية التي أكدت عثورها على كميات كبيرة من الأسلحة في محافظة البيضاء عليها شعار الوكالة الأمريكية للتنمية خلال العمليات العسكرية الأخيرة، وأنها سبق وأن عثرت ضمن الغنائم أيضا على كميات مختلفة من الأسلحة عليها شعار الوكالة في مناطق وجبهات أخرى -حسب بيانها الصحفي- الذي كشف دور المنظمة الأمريكية وما تمارس من أدوار مشبوهة.
إذ أشار البيان العسكري أن واشنطن لم تكتفِ بدعمها العسكري واللوجستي والاستخباراتي لتحالف العدوان في حربه وعدوانه على اليمن، بل جعلت حتى منظمات تدّعي أنها تعمل من أجل التنمية ومن أجل المساعدات الإنسانية أن تستخدم التمويلات الممنوحة لها في تنفيذ أنشطة عسكرية كالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ما تم كشفه جاء ليعزز مواقف صنعاء التي طالما أكدت أن النظام الأمريكي يقف خلف العدوان على اليمن، وهو من يُسلح، ويحدد الأهداف، ويغطي العدوان سياسياً وأخلاقياً على جرائمه الفظيعة بحق الشعب اليمني، وهو أيضاً من يقف خلف استمرار العدوان والحصار من خلال دعم أدواته بالمنطقة والمتمثلين في النظامين السعودي والإماراتي اللذين- بحسب كثيرين- مجرد منفذين للسياسات الأمريكية وأجندتها.
صفقات سلاح أمريكية.. بالأرقام
ساهمت الأسلحة المتدفقة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحالف العدوان في إطالة أمد الحرب على اليمن، وتسببت بدمار هائل وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين.
فمنذ مارس من العام 2015م، اتخذت أمريكا من تحالف العدوان مظلة لارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في اليمن، فقد أستحوذت صناعة الأسلحة الأمريكية عام 2020م على 61 % من مبيعات “أكبر 25 مُصنّعًا للسلاح” في العالم، وأظهرت تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري”، أن المبيعات العالمية للمعدات والخدمات العسكرية زادت خلال عام 2019م، وهيمنت الشركات الأمريكية لإنتاج الأسلحة على المبيعات.
وذكر المعهد الذي يتخذ من السويد مقرا له أن من بين أكبر 25 شركة أسلحة في العالم، كان هناك 12 شركة أمريكية، شكلت ما يزيد عن 60% من المبيعات العالمية لأكبر 25 مجموعة تنتج الأسلحة بمجموع مبيعات بلغ 361 مليار دولار, وأوضح المعهد أن المبيعات العالمية في عام 2019م زادت بنسبة 8.5 % مقارنة بالعام السابق.
وكان مقر شركات الأسلحة الخمس الكبرى في الولايات المتحدة وبلغ إجمالي مبيعاتها 166 مليار دولار خلال عام 2019م.
وحافظت شركة لوكهيد مارتن – الشركة المصنعة للمقاتلة إف-35 على مكانتها كأكبر بائع أسلحة في العالم، بمبيعات بلغت 53.2 مليار دولار في عام 2019م.
وكانت شركات الأسلحة الأمريكية التي احتلت المراكز الأربعة الأخرى هي بوينغ ونورثروب غرومان رايثيون وجنرال دايناميكس.
ذخائر أمريكية
وتشير التقارير إلى أن العديد من الغارات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن نفذت باستخدام ذخائر أنتجها أربعة من كبار المتعاقدين الأمريكيين – «لوكهيد مارتن، وبوينج، وجنرال دايناميكس ورايثيون» ـ تمثل هذه الشركات الأربع أكبر موردي الأسلحة للتحالف
السعودي الإماراتي وقد أنفقت ملايين الدولارات على جهود الضغط للحفاظ على الدعم السياسي للتحالف في واشنطن. كما أن تأثير هذه الجماعات واضح في تأمين لقاءات مع كبار المسؤولين في لجان الكونجرس الرئيسة للدعوة إلى زيادة مبيعات الأسلحة والضغط عليها.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن بصمات الولايات المتحدة الأمريكية تظهر في كافة الغارات الجوية الخاطئة التي نُفّذت في اليمن، والتي أودت بحياة أكثر من 4 آلاف و600 مدني خلال العدوان في سنواته الأولى فقط .
جاء ذلك في تحقيق أجرته الصحيفة بعنوان “واشنطن تركت بصمة كبيرة في الحرب اليمنية من خلال بيع الأسلحة للسعودية”، استنادا إلى معلومات من 10 مسؤولين أمريكيين، بعضهم متقاعدين وآخرين ما يزالون على رأس عملهم.
وحسب تقرير يحمل عنوان «هيروشيما اليمن»، فقد بلغ عدد الجرائم التي تم ارتكابها بأسلحة أمريكية نحو 4133 مجزرة راح ضحاياها حوالي 50 ألف مدني ، وذلك منذ بداية العدوان على اليمن، كان أبرزها جريمة الصالة الكبرى بصنعاء والسجن الاحتياطي في صعدة وقصف الحافلة المدرسية في ضحيان بصعدة وقصف بئر المياه في منطقة أرحب ، وقصف فج عطان بصنعاء والمدينة السكنية بالمخا، والمئات من الجرائم التي استهدفت المدنيين بأسلحة أمريكية بينها قنابل عنقودية محرمة، لا تزال بقاياها تقتل وتجرح المدنيين إلى اليوم.
الحرب في ميدان السياسة والاقتصاد
خلال الفترة من العام 2018م حتى 2021م، كان الدور الأمريكي العدواني هو في ميدان السياسة والحصار الاقتصادي وممارسات العقوبات الجماعية على الشعب اليمني، بشكل أكبر دون أن يعني ذلك بأن الدعم العسكري لتحالف العدوان توقف، فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الفترة بتدخلات عسكرية واسعة لا تقل عن الدور العسكري في الأعوام الأولى للعدوان، ومنها على سبيل المثال تدريب قوات عسكرية من المرتزقة، ونشر قوات استعمارية أمريكية في اليمن لغرض ما سُمي بمكافحة الإرهاب وشهدت هذه الفترة أيضا زيارات لمسؤولين أمريكيين إلى المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة وإلى حقول النقط اليمنية.
بداية من العام 2019م برزت خلافات بين “الجماعات” الموالية للإمارات وبين جماعة الفار هادي في جنوب وشرق اليمن، الأمر الذي هدد وحدة التحالف العدواني ضد القوى الوطنية، فاضطرت أمريكا إلى أن تلعب دوراً عدوانياً جديداً سياسي أمني يتمثل في توحيد الفصائل العميلة ضد صنعاء، وهو جهد واسع أختتم بما سمي “مؤتمر الرياض”، والملاحظ بأن الأمريكي طرف رئيسي في هذا الاتفاق فمختلف الاجتماعات التي قام بها أعضاء حكومة المرتزقة وشخصيات ما يسمى بالانتقالي والمسؤولون المحسوبون عليهم مع السفير الأمريكي تفوق لقاءاتهم مع الفار عبدربه منصور هادي أو عيدروس الزبيدي، ولقاءاتهم فيما بينهم كأطراف عميلة.
تمظهرت التدخلات في هذه الفترة في التدخل عبر ممارسة السياسات الانتقائية تجاه الأحداث من تصريحات وغيرها، وخاصة فيما يتعلق بصراع القوى العميلة، وضمن آليات الهيمنة الأمريكية متابعة العميل ” صيانة العميل” التقى الرئيس العميل المستقيل هادي بعدد من القيادات العسكرية والسياسية الأمريكية، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي، ووزير الدفاع الأمريكي وقائد المنطقة العسكرية المركزية الأمريكية، كما مارست الولايات المتحدة نشاطها العدواني عبر البيانات السياسية الأحادية، وعادة ما كانت تأتي للضغط السياسي وللتنديد بالرد اليمني على تحالف العدوان.
كما مارست الولايات المتحدة التضليل والاتهامات الكاذبة ومحاولة تأليب رأي المجتمع الدولي ضد اليمن والقوى الوطنية المواجهة للعدوان، كما مارست الولايات المتحدة عبر بيانتها التدخل في شؤون الوظائف السيادية للجمهورية اليمنية من أنشطة القضاء والبرلمان وغيرها، ووفرت الولايات المتحدة للسعودية الحماية من الجرائم ومنعت إدراج اسمها على لائحة الدول التي تستغل الأطفال خلال الحرب، فيما وضعت كيان وشخصيات يمنية على لوائح العقوبات الخاصة بها.
في هذه المرحلة من العدوان المباشر، قدمت أمريكا مختلف أشكال الدعم العسكري واللوجستي والمشاركة الميدانية المباشرة في اليمن، والعمل السياسي والدبلوماسي المضاد والمعرقل للوصول إلى تسوية عادلة، وتأليب المجتمع الدولي ضد قوى الثورة في اليمن، وإصدار القرارات والبيانات من مجلس الأمن الدولي وفرض العقوبات الاقتصادية العامة والخاصة ضد شخصيات يمنية، فقد بذلت الولايات المتحدة أقصى الجهود من أجل ضرب الثورة وإعادة اليمن إلى عهد الوصاية، وهو الأمر الذي لم يتحقق، وبدأ الانكسار يهدد معسكر تحالف العدوان والمرتزقة.
أمريكا.. القائد والمنفذ وما تبقى من دول التحالف “أدوات وقفازات”
الخبير العسكري زين العابدين عثمان، يؤكد أن واقع الدور الأمريكي وحجمه وأبعاده في مضمار العدوان على اليمن ، يتجاوز كل مستويات المشاركة الذي يحاول البعض تحديدها أو تقييمها الذي يتوقف فقط عند مستوى توفير الدعم والإسناد اللوجستي للسعودية والإمارات،، فالحقيقة المجردة للدور الأمريكي تؤكد شموليته وتكامله من كل الاتجاهات في الحرب فأمريكا عملياً لا تلعب دوراً محدداً بل هي من تقود العدوان على اليمن جوا وبرا وبحرا والذي اعلن رسميا من داخل غرف العمليات الحربية بالبنتاغون ” ويشير – وفقا لعرب جورنال – إلى أن أمريكا في العدوان على اليمن …القائد والمنفذ والمستفيد وما تبقى من دول التحالف أدوات وقفازات .
ويقول (أمريكا هي الراعي والقائم على العدوان من توفير السلاح والدعم العسكري المتكامل الى التخطيط والترتيب وإعطاء التوجيهات العملانية، فالعدوان أمريكي بامتياز وأمريكا المستفيد الأول منه، أما السعودية والإمارات وباقي الدول العربية المنخرطة فواقعها لا يتعدى (الأدوات والقفازات) التي تستخدمها الإدارة الأمريكية لتنفيذ المهمات الحربية والميدانية التي تم التخطيط لها مسبقا والتي تتمحور حول تثبيت وحماية الأجندة الاستعمارية الأمريكية باليمن ).
ويواصل الخبير العسكري (لكي تكون الصورة أوضح, أمريكا تدخلت بمعظم ثقل ترسانتها العسكرية وقد دفعت بمختلف أشكال الدعم لأدواتها السعودية والإمارات بشكل عالي المستوى “بلاحدود” فعلى مستوى الجو وفرت مجموعات ضخمة من المقاتلات وطائرات شحن الوقود الجوي وأسطولاً كاملاً من طائرات دون طيار المتنوعة إضافة إلى قمرين صناعيين وقطع غيار الطائرات – وترسانة ضخمة لمئات الآلاف من الصواريخ والقنابل الهجومية ومنظومات الدفاع الجوي بتفاصيلها إضافة إلى مئات الضباط والطيارين الأمريكيين الذين يتواجدون اليوم في عدد من القواعد الجوية في السعودية والإمارات والذي تتلخص مهمتهم في إدارة كافة العمليات الحربية والجوية.
وعلى مستوى الدعم البحري، يقول (لقد توزعت في توفير مجموعات من القطع البحرية الزوارق والبارجات والمدمرات إضافة إلى المشاركة المباشرة للأساطيل الأمريكية المنتشرة في مياه البحر الأحمر والعربي الذي كان في مقدمتها الأسطول الخامس الأمريكي الذي شارك بقوة مع عدد من حاملات الطائرات خلال العمليات الجوية وأطباق الحصار البحري الخانق على اليمن).
وعلى مستوى البر، يقول (قدمت أمريكا للقوات السعودية والإماراتية كل أنواع الأسلحة والآليات العسكرية من العربات والدبابات الحديثة إلى مختلف أسلحة الاشتباك المتعدد التكتيكي الثقيل والمتوسط والأسلحة الهجومية من أرتال المدفعية والصاروخية) .
وفيما يتعلق بالقيادة، يؤكد الخبير العسكري على أن هناك مئات المستشارين وجنرالات الحرب الأمريكيين الذي أوكل اليهم مهمة الإشراف ووضع الخطط العملياتية البرية للمعارك بالإطار العام وتوجيه الأوامر للقوات السعودية والإماراتية ومرتزقتها على الأرض فكل البرتوكولات التي يتم تنفيذها عملياً في أرض المعركة معدة مسبقا وتأتي وفق توجيهات أمريكية بحته وصارمة.
ويختتم (الحديث عن حجم الدعم والتدخل الأمريكي في العدوان فهو يتعدى مفهوم المشاركة التي تتوقف عند سقف توفير السلاح والدعم اللوجستي فحقيقته تثبت انه شامل ومتكامل حتى على مستوى الجانب الاستخباراتي والأمني فأمريكا القائد والراعي للعدوان وما عداها تفاصيل وأدوات رخيصة في يدها كما أنها المستفيد من كل ما يجنيه هذا العدوان الذي لم يأتي إلا تلبيته لاستراتيجياتها الاستعمارية وحماية مشاريعها وأجنداتها في اليمن وكذلك المنطقة ،،
فقد أرادت أمريكا من خلال شن العدوان إلى إفقاد اليمن كل عناصر القوة والنهوض الحضاري والاقتصادي وتحييد مشروع التحرر والاستقلال ومن جهة تنفيذ مخططاتها لتحويل اليمن قاعدة أمريكية إسرائيلية متقدمة لتثبيت قبضة أمريكا على المنطقة ومواجهة تهديدات خصومها الكبار روسيا الصين وايران وغيرها كذلك الاستفادة المالية من مبيعاتها السلاح للسعودية والإمارات والذي مكنها من حلب مئات المليارات الدولارات من النظام السعودي والإماراتي).
صحيفة الثورة