مقالات مشابهة

حرب السعودية باليمن فاشلة وقدرات الأخيرة تزيد ويجب انسحاب أمريكا لضرورة استراتيجية

قال معهد “كوينسي” الأمريكي إن الولايات المتحدة لا تزال متورطة في تمكين الأعمال العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. حيث يقدم المقاولون العسكريون الأمريكيون الدعم المباشر في شكل قطع غيار وصيانة لما يقرب من ثلثي القوات الجوية الملكية السعودية.. وبدون هذه المساعدة، ستصبح هذه الطائرات غير صالحة للعمل.

وأكد أنه منذ انتهاء الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في أكتوبر 2022، لا شيء يمنع التحالف الذي تقوده السعودية من إعادة الحرب.. في غضون ذلك، قد تقرر القوات المسلحة اليمنية التصعيد أيضاً.. وفي أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي، هاجمت أهدافاً داخل اليمن، وأطلقت طائرات بدون طيار على منشآت لتصدير النفط وسفن.

وذكر أنه ليس للولايات المتحدة مصلحة مقنعة بما فيه الكفاية في اليمن تبرر تورطها في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.. كما أن المساعدات العسكرية الأمريكية لم تغير ميزان الحرب: لقد اثبت أن الحرب الجوية التي تقودها السعودية فاشلة إلى حد ما.

وأفاد أن إدارة بايدن تبرر حاليا التدخل الأمريكي المستمر على أساس دعم الدبلوماسية.. لكن كلما طال أمد الحرب، كلما باتت القوات المسلحة اليمنية أكثر قوة مما يثير التساؤل حول متى سيصبح تدخل الولايات المتحدة بنتائج عكسية لدرجة أن الانسحاب ضروري ليس فقط من الناحية الأخلاقية ولكن من الناحية الاستراتيجية.

وأورد أنه إذا فشلت إدارة بايدن في إنهاء الدعم الأمريكي للأعمال العسكرية السعودية ضد اليمن، فإن قرار سلطات الحرب من الكونجرس سينهي ذلك.. يوفر الهدوء الحالي للقتال فرصة سانحة لإنهاء التدخل الأمريكي، وهو الأمر الذي من الجيد أن يستخدمه الكونجرس والبيت الأبيض.

المعهد رأى أن هجمات القوات المسلحة اليمنية دمرت البنية التحتية النفطية، العمود الفقري للاقتصاد السعودي..بالإضافة إلى ذلك، راهن محمد بن سلمان على تبييض صورته المشوهة، على تحويل السياحة والاستثمار في السعودية، لكن شكلت الطائرات بدون طيار التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية خطراً كبيراً على أجندته المحلية.

وتابع أن الإمارات شهدت تصعيداً عنيفاً من قبل القوات المسلحة اليمنية.. فقبل شهرين من اتفاق الهدنة، في يناير 2022، هاجمت طائرة مسيرة يمنية أبو ظبي.. لقد أضر الهجوم بسمعة الإمارات في تأمين المنطقة الإقليمية.

المعهد كشف أن القادة الإماراتيين ظلوا محبطين للغاية من الولايات المتحدة لعدم الدفاع والرد أكثر قوة لدرجة أنه في فبراير 2022، امتنع ممثل الإمارات عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا..لذا من المنظور السعودي والإماراتي، يمكن لهجمات القوات المسلحة اليمنية بطائرات بدون طيار أن تحطم صورتهم المصممة بعناية للأمن المزدهر.

وأوضح أن قدرات القوات المسلحة اليمنية زادت أكثر، كانت تنفذ هجمات إلى الرياض، هاجمت المطارات في الجنوب، وجدة… إلخ. وعلى الرغم من رواية الولايات المتحدة والأمم المتحدة عن نجاح الهدنة، أعرب العديد من اليمنيين الذين يعيشون في الشمال عن خيبة أملهم من أن الهدنة لم تفعل شيئا يذكر لتحسين ظروفهم المعيشية.

وأضاف إن من أهم دوافع المجاعة في اليمن عدم دفع الرواتب.. إذ يشكل عدم دفع الرواتب أيضا أحد أهم دوافع سوء التغذية، حيث أن الغذاء متوفر ولكنه مكلف – أكثر من ذلك منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل عام 2022 الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب في جميع أنحاء العالم – واليمنيون العاديون الذين اعتمدوا الواردات.

وأكد أنه ليس لدى الولايات المتحدة أي مصلحة في محاولة التأثير على نتائج الشؤون اليمنية.. بيد أن إدارة بايدن تحاول منع الكونجرس من الانسحاب من حرب لم يكن ينبغي للولايات المتحدة أن تشارك فيها أبدا.. استند التبرير الأصلي لتدخل الولايات المتحدة إلى حسابات معيبة.

وأشار إلى أن الغارات الجوية السعودية تكثفت خلال إدارة بايدن، مما قوض ادعائه بإنهاء الدعم الأمريكي للأعمال العسكرية الهجومية.. على الرغم من التصريحات الأولية حول محاسبة السعودية، يبدو أن إدارة بايدن قد خلصت إلى أنه يجب على واشنطن الاستمرار في إعطاء الأولوية للعلاقة مع الرياض.