اندلعت اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاومين، بعد اقتحام منطقة السوق الشرقي في مدينة نابلس، صباح اليوم الأربعاء، استشهد على إثرها 9 فلسطينيين وأصيب 97 بجراح بينهم 6 بحالة خطيرة برصاص الاحتلال.
وقامت قوات كبيرة من “جيش” الاحتلال باقتحام حارة الشيخ مسلم على أطراف البلدة القديمة في نابلس، وحاصرت منزلاً، وسط إطلاق نار كثيف.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز باتجاههم، ما أدى إلى إصابة 9 منهم بالرصاص، وجرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقالت مصادر في فلسطين إن قوات الاحتلال استهدفت بالصواريخ منزلاً حاصرته في نابلس ما أدى إلى استشهاد مقاومين كانوا فيه.
وبحسب المصادر الفلسطينية، فإن الشهداء هم، الشهيد المسن عدنان سبع بعارة ( 72 عاماً ) والشهيد محمد خالد عنبوسي (25 عاماً ) والشهيد تامر نمر أحمد ميناوي (33 عاماً ) والشهيد مصعب منير محمد عويص ( 26 عاماً )، والشهيد حسام بسام اسليم ( 24 عاماً )، والشهيد محمد عمر أبو بكر ( 23 عاماً )، والشهيد محمد عبد الفتاح عبد الغني ( 23 عاماً )، والشهيد وليد رياض حسين دخيل ( 23 عاماً )، والشهيد المسن عبد الهادي عبد العزيز أشقر ( 61 عاماً )، وشهيد لم تعرف هويته بعد.
وتداول فلسطينيون تسجيلاً صوتياً، للمقاوم حسام اسليم، يتحدث فيه عن محاصرتهم من قبل قوات الاحتلال، وقرارهم رفض تسليم أنفسهم، واستعدادهم للاستشهاد.
تعزيزات الإحتلال
واستقدم الاحتلال تعزيزات عسكرية كبيرة، خلال اقتحام المدينة، من حاجز حوارة العسكري، وتداول فلسطينيون لقطات لاقتحام الآليات المدينة، ومداهمة السوق الشرقي، خلال تواجد كبير للفلسطينيين داخل المكان.
وحاصرت قوات الاحتلال منزلاً في المنطقة، ودارت اشتباكات مسلحة كثيفة، وأطلق الجنود قذيفة مضادة للدروع صوب منزل، ما أدى لانفجار عنيف، وتصاعد أعمدة الدخان من المكان.
ولم تقتصر المواجهة على المقاومين، بل قام الأهالي بمحاولة إعاقة اقتحام الاحتلال للمدينة، ودارت مواجهات بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع بين الأحياء السكنية.
إضراب شامل
إلى ذلك أعلنت القوى الفلسطينية إضراباً شاملاً في نابلس ورام الله والبيرة، حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في اقتحام الاحتلال اليوم.
ودعت فصائل العمل الوطني عبر مكبرات المساجد في نابلس للنزول للشوارع لفك الحصار عن المحاصرين والتصدي لقوات الاحتلال.
المقاومة تحذر
على ذات السياق، علق الناطق العسكري باسم كتائب “القسام” أبو عبيدة، إن المقاومة في غزة تراقب جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقال أبو عبيدة إنّ “المقاومة في غزة تراقب جرائم العدو المتصاعدة تجاه أهلنا في الضفة المحتلة، وصبرها آخذ بالنفاد”.
وبالتزامن مع ذلك، أعلن مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب للميادين أن العدوان الإسرائيلي على نابلس حلقة في سياق الحرب التي يشنها الاحتلال. وأضاف شهاب أنها حرب متصاعدة تدل على مدى استخفاف حكومة الاحتلال الإسرائيلي بكل ما يجري الحديث عنه من تحركات سياسية وتفاهمات، موضحاً أن استمرار هذه الحرب العدوانية يضع حالة الهدوء في مهب الريح.
كذلك، قال إن الشعب الفلسطيني “لا يعرف للاستسلام طريقاً، ولن تكون دماء أبنائه نزفاً مجانياً أمام رغبات هؤلاء القتلة”، مضيفاً: “لن يمضي وقت طويل حتى يعرف هذا العدو مرة أخرى أن الدم الفلسطيني ليس رخيصاً”. وشدد شهاب على أن المقاومة لن تفرط في حقها في الرد على هذا العدوان الغاشم، قائلاً: “نجدد التزامنا بالموقف الثابت المتمثل باستمرار المقاومة”.