أقدم المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد على اكبر مغامرة في حياته، والذي كان سببا في مقتله بطريقه غير مباشره وذلك بإخراج فلم “الرسالة” والذي يتحدث فيه عن فجر الإسلام وظهوره حتى انتشاره في جزيرة العرب وما حولها.
بعد الانتهاء من التجهيزات للفيلم ارسلت نسخ من السيناريو الى اهم مرجعيات الطوائف الدينية الإسلامية فجاء الرد بالموافقة من الأزهر والمجلس الشيعي الأعلى بشرط عدم تجسيد النبي وزوجاته.
وذهب العقاد الى السعودية حتى يتناقش مع علماء السلفية هناك لأخذ الموافقة وفوجئ بالرفض القاطع للأمر دون قراءة النص للفيلم وبذريعة ان السينما محرمه فحاول العقاد اقناعهم بان السينما لها فوائد وقدم تنازلات كبيره واكد لهم بان الفيلم لن يتخلله حتى موسيقى تصويريه ولكن تم رفض طلبه ولعنه واهدار دمه فاضطر العقاد مغادرة المملكة.
ومع بداية عام1974 بدء تصوير الفيلم في المغرب وذلك بدعم كويتي ما دفع بالمملكة إلى إرسال رئيس جهاز استخباراتها للملك الحسن الثاني ملك المغرب وتهديده بقطع العلاقات ما دفع بالملك من طرد الممثلين والكادر كاملا وحتى الكويت سحبت تمويلها للفيلم وبات مشروع الفيلم ان ينهار لولا تدخل معمر القذافي الذي منح الفيلم التمويل اللازم وفتح ليبيا لتصوير الفيلم، ومع نهاية عام 1977 اصبح الفيلم جاهزا وعرض لأول مره بمدينه لندن قبل أن يعرض في دوله غربية وخلف أصداء إيجابية وترجم الفيلم الى 14 لغة عالميه بالرغم من انه ضل ممنوعا في الكثير من الدول العربية إلى وقت قريب.
وقد توفي المخرج العالمي مصطفى العقاد شهيدا عام 2005 في تفجيرات قام بها سلفيين متشددين استهدفت فنادق بالعاصمة الأردنية عمّان تسببت في مقتل حوالي 60 شخصا اخر.
أما في السعودية فقد ضل الفيلم ممنوعا من العرض او المشاهدة لأكثر من40عام ورفع الحضر عنه عام2018.
رحم الله العقاد الذي اخرج لنا تحفته الفنية المتمثلة في فيلم “الرسالة” بأبهى صوره بعيدا عن الطائفية والاستغلال السياسي في فتره السبعينيات.
ــــــــــــــــــــــــــــ
علي النسي