أفادت وكالة رويترز، بأن الإمارات أبلغت مجلس الأمن الدولي أنها لن تدعو للتصويت على مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف فوري وكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضحت أن الإمارات أرسلت مذكرة للدول الأعضاء في مجلس الأمن، ذكرت فيها أنها تعكُف حاليا على صياغة بيان رسمي يسمى البيان الرئاسي، يتعين على المجلس الموافقةُ عليه بالإجماع.
وكانت الإمارات قد وزعت الأربعاء الماضي نص قرار على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، كانت قد صاغته بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية. وجاءت هذه الخطوة بعد أن أصدرت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراخيص لتسعِ بؤر استيطانية عشوائية، وأعلنت بناء آلاف الوحدات في الضفة الغربية المحتلة.
ويعتبرهذا السلوك من قبل الامارات خدمة مجانية للاحتلال، ويعمل على تجميل صورته البشعة أمام الرأي العام العالمي، ويشجع مسار التطبيع البغيض.
ضغوطات على السلطة الفلسطينية
ورغم أن قرارات مجلس الأمن لا تسمن ولا تغني، غير أن إلغاء أبو ظبي التصويت يؤكد انخراطها الكلي في المشروع الصهيوني في المنطقة، وطعنها القضية الفلسطينية من جديد وتحولها إلى طرف يميل كل الميل إلى الصهاينة.
وذلك على الرغم من أن الإمارات روجت، لدى توقيعها اتفاقيات الذل، بأن ذلك يهدف لتحسين شروط وفرص الفلسطينيين، حد ادعائها.
فيما من جديد يثبت أن واشنطن تستخدم كل الأساليب للضغط على السلطة الفلسطينية، وهو ما أقره مسؤولون ومطلعون منذ زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الأراضي المحتلة.
تطبيع سعودي
وعلى المقلب الآخر، لا يتوقف العدو عن ذكر سعيه الدؤوب للتطبيع مع النظام السعودي لما يعود عليه من فائدة. حيث أكد رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الكيان المؤقت يسعى لما أسماه السلام مع السعودية، مشيرًا إلى أن ذلك سيفتح إمكانيات اقتصادية للدولة اليهودية، حد تعبيره.
وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى في القدس المحتلة، لفت نتنياهو إلى أن خطوة تطبيع العلاقات مع السعودية ستحدث تغييرًا تاريخيًا في المنطقة، قائلا: إن أحد الاحتمالات الاقتصادية هو ربط شبه الجزيرة العربية بميناء حيفا عبر خط سكة حديد يمر عبر الأردن، وبالمثل، يمكن أن يكون هناك خط أنابيب نفطي يمتد من شبه الجزيرة العربية إلى الموانئ الصهيونية في البحر المتوسط، حد تعبيره.
وأبرمت الإمارات وإسرائيل في منتصف سبتمبر/أيلول 2020 اتفاقية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما بشكل كامل، ومنذ ذلك الوقت وقّعتا العديد من الاتفاقيات الثنائية بينهما في مجالات متعددة.