لولاه لما انتصر الحق، وساد العدل، وعاد الناس إلى دين الله أفواجا، ولما اتضحت حقيقة التحركات الأمريكية المشبوهة في الجزيرة العربية، ولما قامت قائمة للثورة وانتصر الحق ورفعت راية الإسلام من جديد، ولولا ما جاء به من الحق لكان الواقع اليوم اسواء مما كان عليه بالأمس، ولطمست الهوية الإيمانية ولما بقيت للدين باقية، ولكانت اليمن مملكة أخرى تستورد الدعارة والانحلال من دول الغرب تحت مسميات التحضر والتطور! عناوين أبعد ما تكون عن الإسلام.
إنه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، نبراس التضحية والإباء، ذاك الذي لم يخنع للظالمين ولو بكلمة واحدة؛ بل أن صبره وتجلده وتمسكه بكتاب الله قد جعل منه مشكاة نور، وطريق حق، ومنهج صدق، يستنير بخطاه السائرون لدين الله علما قيما، ويستقون من وعيه ثقافة قرآنية عظيمة، جعلت منهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومن نسائهم قديسات في زمن طغت فيه الثقافات الغربية الفاسدة على المجتمعات المسلمة.
لقد تحرك الشهيد القائد في زمن خنعت فيه دول وأنظمة وأحزاب للاستكبار العالمي، فقدم المنهجية القرآنية في الوقت الذي غيب فيه نور الله تعالى بما جاء به من الحق، بل وتم فيه اقصاء القرآن من الحياة السياسية والإجتماعية وفصل الدين عن الحياة، وتقديم الديموقراطية الغربية بديلا عما شرعه الله تعالى، وهذا ما أزعج العدو الصهيو أمريكي، فسارع المعتدون إلى شن الحروب على محافظة صعدة، وخلق الأكاذيب من أجل استهداف الشهيد القائد، ظنا منهم بأنهم سيحققون إنجازا لصالح “أمريكا” التي كانت القائد الرئيسي للحرب أنذاك.
فشلت المخططات الأمريكية بطمس الهوية الإيمانية والمشروع القرآني الذي أراد للأمة الإسلامية التحرر من هيمنة الشيطان وعبادة الله وحده، إلا أنهم لم يدركوا خطورة ما قاموا به من قتلهم للشهيد القائد، وانهم بهذه الخطوة قد اقدموا على احياء هذا النهج في اوساط المجتمع اليمني في غالبية المحافظات والمناطق المحيطة به، حيث بحث الجميع عن السر وراء استهداف النظام العميل للشهيد القائد وما جاء به من ثقافة قرآنية بينت ما حاول العدو اخفاءه، بل ووضح السبب الرئيسي في ما وصلت إليه الأمة الإسلامية من ذل وعار وهوان، وهو عدم المعرفة الصحيحة لله سبحانه وتعالى.
ختاما: رغم المحاولات الحثيثة للعدو لاثإستهداف المسيرة القرآنية بالحروب العسكرية والدعايات الإعلامية، إلا أنها وبعد 19 عام أصبحت مسيرة حياة للأمة الإسلامية، حيث اصبحت الحقيقة واضحة لمعظم الشعوب العربية والإسلامية خاصة المقاومة منها للمشروع الصهيوني في المنطقة، فالواقع اليوم يشهد انبعاث لجيل جديد، وأمة جديدة يوجد فيها اعداد لا تحصى تخطو على طريق الشهيد القائد.
فالقضية ليست في تغييب الشخص بل في أثر ما جاء به، فقد أحيا الله المسلمين من جديد بنور القرآن حين عادوا إليه صادقين، ولا مجال للهيمنة الصهيونية إلا على المنبطحين المطبعين من احقر الناس وأذلهم، ولن يحمل الغد في طياته إلا النصر للإسلام وليخسأ صهيون، وليمت العدو بغيضه، وهيهات منا الذلة، والسلام على شهيد القرآن ما تعاقب الليل والنهار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إكرام المحاقري