أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أمس الخميس، أنّ “من يريد أن يدفع بلبنان إلى الفوضى والانهيار، عليه أن يتوقع كل ما لا يخطر في باله”.
وتوجّه السيد نصر الله، خلال كلمة في ذكرى القادة الشهداء، إلى الأميركيين بالقول: “إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى، فعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة، وفي مقدمتها ربيبتكم إسرائيل”. وأضاف أنّ المقاومة “كما كانت جاهزة للحرب دفاعاً عن نفط لبنان، فهي جاهزة لمد أيدي سلاحها إلى ربيبتكم إسرائيل، وإن غداً لناظره قريب”.
وفي شأن استخراج النفط، أكّد السيد نصر الله أنّ المقاومة لن “تسمح أبداً بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من المياه اللبنانية”. وحذّر السيد نصر الله من أي تسويف بشأن استخراج النفط من المياه، مبلغاً الأميركيين بالابتعاد عن هذه المسألة”. وشدّد على أنّ “من يراهن على أنّ الألم والوجع سيجعل بيئتنا تتخلى عن مبادئها وإنجازاتها، فهو واهم”.
إنجازات المقاومة تحققت بفضل دماء الشهداء
وبالحديث عن القادة الشهداء في ذكراهم، أكّد السيد نصر الله أنّ “إنجازات المقاومة تحققت بفضل دماء الشهداء القادة وكل الشهداء في حركات المقاومة، والجيش اللبناني، والفصائل الفلسطينية والجيش السوري كذلك”. وأضاف، أنّ إحياء ذكرى الشهداء القادة في كل عام يأتي تعبيراً عن “الوفاء والتقدير لهم ولجهادهم وتضحياتهم، وأيضاً للسيدة الجليلة أم ياسر”.
وتابع أنّ “إحياء ذكراهم هو للتذكير والتعريف بهم من جديد، لأنّ الكثير من الأجيال الحاضرة قد لا يعرفون من 40 أو 30 سنة ماذا حصل لديهم”، مؤكّداً أنّ هذه الذكرى، “يمكن استلهام الكثير منها في مواجهة الظروف الصعبة الحالية والتحديات الكبرى”.
ومستحضراً الشهداء القادة، أكّد السيد نصر الله أنّ “القادة الشهداء تمسكوا بخيار المقاومة رغم كل الصعوبات والخذلان والطعن”. عنوان المعركة الحالية: الحفاظ على المقاومة وشدّد على أنّ “إنجازات المقاومة هي من مسؤولية الجميع”، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر “يمثّل المعركة التي تُخاض الآن، والتي من أهم عناوينها الحفاظ عليها”.
وأوضح السيد نصر الله في هذا السياق، أنّ “هناك الآن تحدي مواجهة الأدوات الإعلامية والسياسية والاقتصادية الأميركية وفي مقدمها سعر الدولار”. وبحسب السيد نصر الله، فإنّ “ما يساعد الأميركيين في خطتهم، هو وجود الفساد والأخطاء في الإدارات في البلد المستهدف”.
وأردف متوجهاً إلى الجماهير: “علينا المبادرة والتخطيط والتعاون من أجل إسقاط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول شعوبنا للسيرطة عليها”.
تعزية أهالي ضحايا زلزال سوريا وتركيا
وخلال خطابه، توجه السيد حسن نصر الله، برسالة تعزية لسوريا وتركيا، حكومة وشعباً، بضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الأسبوع الماضي. وقال السيد حسن نصر الله، إنّ ما حصل “مأساة إنسانية عظيمة، وهو اختبار لإنسانية كل شخص وطرف وجمعية وبلد”.
وشدّد على أنّ “الإدارة الأميركية سقطت أمام اختبار الانسانية في سوريا، وكشفت عن وجهها الاجرامي الوحشي”، إذ “تركت الناس يموتون في الأيام الأولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا”.
الإدارة الأميركية سقطت أمام اختبار الإنسانية في سوريا، بعد أن تركت الناس يموتون في الأيام الأولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا. وأشار إلى “التعامل بتمييز وازدواجية على صعد مختلفة في التعامل مع تداعيات الزلزال في تركيا وسوريا”، موضحاً أنّ “التعامل الغربي بازدواجية مع الزلزال المدمر في البلدين هو سقوط إنساني مدوٍّ”.
ودعا الجميع، في السياق، إلى مساعدة سوريا وتركيا من أجل عودتهما إلى الحياة الطبيعية، مؤكّداً أنّ ذلك “يمثل التحدي الأصعب”. ووصف السيد نصر الله الخطوات اللبنانية الرسمية تجاه سوريا بـ”الممتازة”، موضحاً أنّ “ما تردد عن ضغط من حزب الله هو حكي فاضي”.
وبيّن أنّ “المطلوب أن يستمر لبنان في جهده حيال سوريا، ليكون جزءاً من الجهد العربي في كسر الحصار عليها”، مشدداً على أنّ “المستفيد الأول من كسر الحصار على سوريا هو لبنان”.
وضع خطط طارئة تحسباً لوقوع زلزال
كما أشار السيد نصر الله إلى أنّ “لبنان بات أمام تحدّ جديد، ألا وهو احتمال وقوع الزلزال بحسب توقعات الخبراء”، مؤكّداً أنّ “على الحكومة – حتى ولو كانت حكومة تصريف أعمال – المبادرة إلى وضع خطط طارئة تحسباً لوقوع زلزال”.
وأضاف السيد نصر الله أنّ “لبنان، ورغم إمكاناته المتواضعة، يمكنه وضع خطط طارئة وشاملة لمواجهة احتمال وقوع زلزال”. ووفق نصر الله، فإنّ “من ضمن الخطوات الأولى الواجب دراستها من قبل الدولة، هو ترميم الأبنية المتصدعة”.
مواصلة الجهود لحل مسألة الرئاسة
وتطرّق السيد نصر الله خلال خطابه إلى الشأن الداخلي اللبناني، لافتاً إلى أنّ “التفاهم مع التيار الوطني الحر في وضع حرج”، متأملاً “الحفاظ عليه من أجل المصلحة الوطنية”. وأوضح أنّ “لا جديد في الملف الرئاسي اللبناني”، مشدداً على أنّ “هذا الاستحقاق داخلي، ولا أحد يمكنه فرض رئيس على البلد”. وأكّد وجوب “مواصلة الجهود من أجل البحث عن آفاق واتفاق وتفاهم لحل مسالة الرئاسة”.
وعن الوضع الاقتصادي اللبناني، أشار السيد نصر الله إلى “الارتفاع المتفلت في سعر الدولار”، مشدداً على أنّ “ارتفاع الاسعار يجب معالجته، ومطالب القطاع العام محقة جداً”. وبيّن أنّ “ما يحصل في لبنان سببه الرئيسي هو الضغوط الأميركية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبرة”، مؤكداً “وجوب السعي لإنجاز اقتصاد قوي في لبنان والبحث عن أسواق أخرى كالصين وروسيا مثلاً”.
وأضاف أنّه “لا يمكن انتظار إرضاء الأميركيين من أجل حل أزمتنا”، مشيراً إلى أنّ “ليس هناك حد لمطالب الأميركيين في أي مفاوضات مباشرة”. ولفت إلى أنّ “الأميركيين أرسلوا الكثير من الرسائل إلى إيران من أجل إجراء مفاوضات مباشرة لكن طهران رفضت ذلك”.
حكومة الاحتلال تدفع الأمور في اتجاه صدامين كبيرين
وبالحديث عن الوضع الإسرائيلي الداخلي، أكّد السيد نصر الله أنّ “حكومة العدو الحمقاء الحالية تدفع الأمور في اتجاه صدامين كبيرين”. وأوضح أنّ “الصدام الأول، هو داخلي إسرائيلي، أمّا الثاني فلسطيني”، مشيراً إلى أنّ الصدام الفلسطيني “قد يمتد إلى المنطقة كلها”.
وأضاف السيد نصر الله أنّ “الوضع الإسرائيلي الداخلي هو غير مسبوق، وخصوصاً في ظل تأكيد أركان في الكيان عن حرب داخلية”. وأشار إلى أنّ “رئيس كيان الاحتلال نفسه أقرّ بمخاوفه من انفجار وشيك داخلي وانهيار الكيان”. وتابع السيد نصر الله: “نقف بإجلال أمام الشعب الفلسطيني، وخصوصا أمام جيله الشاب في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة”.
وبيّن أنّ “المطقةالآن أمام مقاومة وانتفاضة فلسطينيتين حقيقيتين”، لافتاً إلى أنّهما “محتضنتان من قبل الشعب الفلسطيني”.
الرهانات على “انهيار إيران” محض أوهام
وفي سياق حديثه عن ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أكّد السيد نصر الله أنّ “المسيرات المليونية الأخيرة في ايران في ذكرى الثورة غابت عن أغلبية الإعلام الغربي، وبعض الإعلام العربي”. وأشار إلى أنّ “العالم الغربي تجاهل المسيرات المليونية في إيران، في وقت ركز فيه على بعض أعمال الشغب للتحريض على إيران”.
وتوجّه للمراهنين على “انهيار ايران” قائلاً: “رهاناتكم أوهام، ولا يمكن البناء عليها، لأنّها حسابات فاشلة”، مشدداً على أنّ “المظاهرات الإيرانية الأخيرة الداعمة للثورة هي أكبر جواب على كل المراهنين على السراب”.
يذكر أنّ مسيرات خرجت في أكثر من 1400 مدينة إيرانية، إحياءً للذكرى الـ 44 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران.