تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا 41 ألفا، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور 9 أيام على الكارثة.
وما تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في عدد من المناطق، بينما تم الإعلان عن انتهائها في أماكن أخرى. حيث أنقذت فرق الإنقاذ في كهرمان مرعش امرأة تبلغ من العمر 72 عاما بعد قضائها 227 ساعة تحت الأنقاض.
ويُحصي البلدان حجم الخسائر المادية والبشرية التي خلفها هذا الزلزال المدمر الذي وقع فجر 6 فبراير/شباط الجاري، وتجاوز عدد قتلاه في تركيا 35 ألفا و418 شخصا، في حين وصل عدد القتلى في سوريا إلى 5801، والمصابين إلى 7396.
هذا وأكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن الزلزال الذي تعرضت له البلاد في السادس من فبراير/شباط الجاري هو أكبر زلزال في منطقة الأناضول منذ ألفي عام.
وضع معقد
وعلى ذات الصعيد، فإن الوضع في سوريا يبدو أكثر تعقيداً، إذ ما زال معبر باب الهوى في شمال غرب البلاد، نقطة العبور الوحيدة المتاحة من تركيا والتي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء الاثنين أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب البلاد لإدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال.
ودخلت شاحنات إلى سوريا من معبر باب الهوى في الشمال الغرب السوري، محمّلة لوازم للإيواء الموقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال وما إلى ذلك.
أكثر من 50 ألف مبنى مرشح للهدم
من جانبه، قال وزير البيئة والإسكان التركي مراد قوروم إن أكثر من 50 ألف مبنى يجب هدمه بشكل عاجل نتيجة تضرره بفعل الزلزال في البلاد.
كما كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن 50% من المباني في هاتاي تضررت بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة، معلنا انتهاء تقييم 40% من المباني المتضررة، وسيتم هدم تلك التي ستؤول للسقوط. وأضاف أن استمرار العثور على ناجين تحت الأنقاض يعزز الآمال بإنقاذ المزيد.
ورغم مرور أكثر من أسبوع على حدوث زلزال كهرمان مرعش المدمر، فإن الهزات الارتدادية لا تزال مستمرة، حيث أعلن مركز أبحاث الزلازل بجامعة البوسفور التركية مساء الاثنين عن هزة ارتدادية بقوة 4.9 درجات ضربت مجددا الولاية الواقعة جنوبي البلاد، دون الإبلاغ عن وقوع ضحايا.
تكهن بحدوث “تغيير ديموغرافي” في المنطقة المنكوبة
بدورها، تكهنت وسائل إعلام وشخصيات سياسية تركية بحدوث “تحول ديمغرافي” في المناطق التي ضربتها الزلازل الأخيرة، وسط دمار كبير ونزوح للسكان المحليين.
وقالت مصادر، إن بعض السكان المحليين في محافظة هاتاي التي ضربها الزلزال، على الحدود مع سوريا، أعربوا عن قلقهم من إمكانية رحيل السكان من المدينة بشكل نهائي.
وأضافت إنهم أعربوا عن قلقهم من أن هذا الرحيل يمكن أن يمهد الطريق أمام الناس لهجرة عكسية من أماكن أخرى إلى المنطقة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى “تغيير تركيبتها” السكانية.
استمرار شحن المساعدات إلى مناطق الزلزال
وأفادت مصادر في حلب، اليوم، بوصول طائرة سعودية ثانية إلى مطار حلب الدولي وهي مُحملة بمساعدات لمتضرري الزلزال.
بدورها، قالت وكالة الأنباء الإماراتية إنّ أبو ظبي ستواصل إرسال مساعدات لمتضرري الزلزال في تركيا وسوريا. وذكرت أنّ الإمارات أرسلت حتى الآن 30 طائرة تحمل المساعدات إلى سوريا، ومثلها إلى تركيا.
كما سترسل الأردن، اليوم، طائرتي مساعدات إلى تركيا وسوريا، فيما تواصل ضخ المساعدات إلى دمشق عبر المعابر البرية. ومساء أمس، أعلنت الحكومة العراقية تقديم هدية تتمثل في 60 ألف طن من زيت الوقود إلى سوريا، لمساعدتها على تجاوز آثار الزلزال.
وذكر بيان صادر عن الحكومة العراقية أنّ كمية 60 ألف طن من منتوج زيت الوقود عالي محتوى الكبريت، سينقله الجانب السوري أو من يخوله بذلك، من منطقة المخطاف في المياه الإقليمية العراقية.
وفي تركيا، تواصل طائرات عسكرية تركية شحن المساعدات الإنسانية التي ترسلها دول مختلفة من إسطنبول إلى المناطق المتضررة من الزلزال جنوبي البلاد. وقال مراسل وكالة “الأناضول” التركية إنّ طائرات الشحن التابعة للجيش التركي تواصل نقل المساعدات من مطار أتاتورك في إسطنبول إلى ضحايا كارثة الزلزال.
وأفادت الوكالة بأنّ رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) تنسّق عمليات نقل المساعدات المرسلة من دول أخرى عن طريق البر إلى المناطق المنكوبة.
الأمم المتحدة تطلق نداء لجمع 397 مليون دولار
في غضون ذلك، أطلقت الأمم المتحدة، أمس، نداءً إنسانياً لجمع مبلغ 397 مليون دولار دعماً للشعب السوري لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مؤتمرٍ صحافي، إنّ هذا المبلغ “سيغطي فترة 3 أشهر، وسيساعد على تأمين الإغاثة المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها لما يقرب من 5 ملايين سوري”.
وتابع أنّه “يجب أن تمر المساعدات من جميع الجهات إلى جميع الجهات، عبر جميع الطرق بغير أي قيود”. كما أكد أنه “لا ينبغي أن تتفاقم معاناة الإنسان إثر هذه الكارثة الطبيعية بسبب العوائق التي من صنع الإنسان، الوصول والتمويل والإمدادات”.
وفجر 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، مما خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بالبلدين.