مقالات مشابهة

عرقلة مشاورات السلام.. صراع التحالف الإرهابي على مصادر الطاقة في اليمن

الصراع والتنافس في جنوب اليمن بين السعودية والامارات ارتفع لمستوى التوتر، وتصعيد الخلافات بينهما، على تقاسم الأراضي اليمنية المحتلة ومناطق إنتاج النفط، والسواحل والجزر. حيث بدأ النظامان في أغرقت اليمن بأنهار من الدماء والدمار والخراب، وهو ما يكشف عن ما كانت تخفيه، وتخطط له بسرية عبر أجنحتها، فكل طرف يحاول إزاحة الطرف الآخر عن مناطق سيطرته ونفوذه التي أصبحت في حكم المقاطعات المملوكة.

نحن نتحدث عن واقع مليشيات هجينة، وعقائدية تابعة لطرفين اقليميين محتلين، وصل بهما الأمر إلى إشعال بؤر التوتر في الاستحواذ والسيطرة والنفوذ على المناطق الاستراتيجية الهامة، ومناطق الطاقة والمعادن، إذ لا يستبعد في قادم الأيام أن يتفاقم حدة الصراع إلى نشوب صراع مسلح بينهما على الأراضي اليمنية من خلال ما نلمسه من استعداد الطرفين، والتعبئة والحشد في صفوف المليشيات الموالية لكل منهما.

بيادق السعودية والإمارات

وكانت السعودية قد استطاعت خلال الفترة الماضية من إنشاء مليشيات مسلحة تابعة وموالية لها، من العناصر السلفية تحت مسمى “قوات درع الوطن”، ضدا على سلفية الإمارات مليشيات ما تسمى “قوات العمالقة” أو مليشيات الانتقالي “النخب” أو “حراس الجمهورية”.. أي أن المحتل ( السعودية والإمارات) دأبتا إلى استغلال التطرف المذهبي لهذه المليشيات في تحريك أدوات الصراع الذي تبني عليه العقيدة القتالية في دعم هؤلاء السلفيين المغرر بهم.

بما يشكل قنبلة موقوته يمكن أن تنفجر فيما بين السلفيين أنفسهم في ظل تابعيتهم السياسية والعسكرية والدينية، وطبيعة تخادمهم في ولاية الأمر، إضافة إلى الكنتونات المفخخة التي أنشأتها وشرعنتها الدولتان في اليمن منها مليشيات طارق عفاش والمليشيات المرابطة في محافظة تعز التي يتم تمويلها، وامدادها بالسلاح والمال من قبل كل دول التحالف على حده.

قيادات الأحزاب السياسية وما يسمى بالوزراء والسفراء الفاسدين، واقعين أيضا في نفس خارطة التقسيم والمحسوبية والتبعية السياسية، الذين لازالوا يعتبرون أنفسهم رجال دولة، وهم بيادق، مجرد أدوات على رقعة شطرنج فاقدين لمكون الدولة، وهي السيادة والقرار السياسي السيادي. أصبح الجميع في سلتين بين الامارات والسعودية والخسائر ستكون مزيدا من الدمار وتخريب المنشآت، ونهب للثروات.

عرقلة مشاورات السلام

وكانت حكومة صنعاء قد اتّهمت الولايات المتحدة بالتصعيد، والسعي لاستمرار الحرب في اليمن، وتكثيف تواجدها العسكري قبالة السواحل اليمنية، واصفةً إعلانها ضبط شحنات أسلحة بـ “المزاعم الكاذبة”.

وحتى الآن لم تفض الحوارات والمشاورات إلى أي نتيجة، وتسعى واشنطن إلى تعطيل جهود التقارب في حل الأزمة اليمنية بين صنعاء والرياض. وكان المندوب الروسي ديمتري بوليانسكي في مجلس الأمن خلال جلسة خاصة في منتصف يناير الماضي عقدت لمناقشة الأوضاع في اليمن قال: “يجب على المجتمع الدولي أن يفعل كل ما في وسعه لإعادة السلام إلى اليمن.

وتابع بالقول :” موسكو تحافظ على علاقتها مع سلطات صنعاء. وأضاف مندوب روسيا أن الدول الغربية تسعى لنهب وتصدير النفط والغاز اليمني، ولا تريد التواصل لحل شامل في اليمن. وأشار إلى أن هدف الغربيين ليس التوصل لحل شامل في اليمن، بل تصدير «نفطه» للأسواق العالمية. وقال: الدول الغربية تمارس الانتهازية بتركيزها على الحصول على النفط والغاز اليمني، ونعتبر هذا النهج الانتهازي الغربي خطيراً جداً، وضاراً بالسلام المستدام في اليمن.

التنظيمات الإرهابية

وقبل أيام شنت الإمارات حملة شعواء ضد السعودية من خلال وسائل الإعلام الممولة من قبلها والتابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وطارق صالح، وهدفت الحملة للترويج لدعم السعودية للإرهاب والتنظيمات الإرهابية، ورعايتها في اليمن. حيث نشرت مواقع عديدة موالية للانتقالي المدعوم اماراتيا موادا إعلامية تتعلق بالتحركات السعودية في الجنوب، والتي من بينها العمل لصالح تنظيم القاعدة، في اتهام إماراتي مباشر للسعودية برعاية التنظيمات الإرهابية في اليمن.

واستعانت الوسائل الإعلامية الممولة من الانتقالي في هذه المواد بتقارير خارجية لوسائل إعلام غربية بعضها تعمل لحساب الإمارات، تتضمن هذه التقارير اتهامات واضحة للسعودية بوقوفها خلف التنظيمات الإرهابية الموجودة في مناطق سيطرة التحالف باليمن.

وفي الوقت ذاته تتضمن التقارير إشادات بدور الإمارات المزعوم بأنها من أبرز المحاربين للتنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن، الأمر الذي يعني أن التوتر صعد بشكل كبير بين السعودية والإمارات على الرغم من اتفاق الطرفين بشكل كبير في بعض التفاصيل والخطوط العريضة بشأن اليمن وتقاسم النفوذ وطبيعة المصالح بين الطرفين في اليمن.

مهاجمة السعودية إعلامياً من قبل الإمارات لم يقتصر على المواد الصحفية بمواقع إخبارية ممولة منها، بل وصل الأمر لشن حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن ذات الاتهامات للسعودية التي أصبحت بنظر الانتقالي وأنصاره راعية للإرهاب.