مقالات مشابهة

زلزال سوريا وتركيا.. ترك سوريا وحيدة وقدراتها تخون الضحايا لينتهي الإنقاذ ويبدأ الإنتشال بعد تجازو الضحايا 110ألف قتيل ومصاب وأردوغان يعد بترميم الدمار

تستمر عمليات الإنقاذ في المناطق المنكوبة، اليوم السبت، لليوم السادس على التوالي، للبحث عن الضحايا تحت أنقاض كارثة زلزال سوريا وتركيا، والذي أودى بحياة أكثر من 23 ألفا وخلّفت عشرات آلاف المصابين، وامتدت آثاره في المجمل إلى ملايين السكان في البلدين.

زلزال سوريا

هذا وارتفع عدد ضحايا الزلزال في جميع أنحاء سوريا إلى 3.637 قتيلا و7.226 جريحا، في حين أن آلاف العائلات تبيت في العراء جراء الزلزال.

وقال الدفاع المدني السوري: فقدنا الأمل في إيجاد أي أحياء تحت أنقاض الزلزال، فقد بذلنا كل جهد ممكن للوصول إلى أحياء ولكن قدراتنا خانتنا. ولفت الى أن الفرق استنفدت كل الطاقات المتاحة في عمليات البحث والإنقاذ خلال الأيام الماضية، ونحن محبطون من المجتمع الدولي الذي ترك السوريين وحدهم في هذه الأوقات العصيبة.

وأشار الى الانتهاء من مرحلة البحث والإنقاذ والانتقال لمرحلة البحث والانتشال. وأضاف فرصنا بالعثور على ناجين أصبح صعبا جدا بسبب الانتشار الكبير للدمار وشح المعدات، لكننا لن نتوقف عن البحث. وأكد انه لا يوجد أي فريق دولي دخل الشمال بعد الزلزال إلا متطوعين دون معدات.

دعوات الى فك الحصار لإيصال المساعدات

على ذات السياق، دعى خبراء من الأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لتمكين الاستجابة الفعالة للطوارئ والتعافي في أعقاب الزلزال الكارثي الذي ضرب سوريا وتركيا، مؤكدين ضرورة “رفع جميع القيود الاقتصادية والمالية التي سببتها العقوبات الأحادية على سوريا، في هذه الفترة الحزينة والمعاناة الإنسانية”.

بدورها ناشدت متحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي، المجتمع الدولي بفتح أكثر من معبر لإيصال المساعدات إلى السوريين. وأوضحت أنه تم توزيع حصص غذائية في شمالي سوريا تكفي 25 ألف شخص لمدة أسبوع، وذلك في كل من إدلب وطرطوس وحلب واللاذقية. ودعت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى لوقف فوري لإطلاق النار في سوريا لتسهيل إيصال المساعدات الى المتضررين من الزلزال.

قرار مضلل وإنساني كاذب

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا، أمس، إلى رفع العقوبات عن سوريا، ولا سيما بعد الزلزال المدمر الذي ضربها. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية “السماح لجهود ومواد الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى سوريا كاستثناء محدود لقانون قيصر”. وذكرت أنّ القرار بشأن مواد الإغاثة لسوريا يسري لمدة 180 يوماً تنتهي في 8 آب/أغسطس المقبل.

بدورها، وصفت دمشق القرار الأمريكي تجميد العقوبات على سوريا مؤقتا وبشكل جزئي بأنه “مضلل، ويهدف لإعطاء انطباع إنساني كاذب”. وقالت الخارجية السورية إن “القرار المضلل الذي أصدرته الإدارة الأمريكية ليس سوى نسخة مكررة لقرارات صورية سابقة، تهدف لإعطاء انطباع إنساني كاذب إذ نصت على استثناءات مزعومة لأغراض إنسانية وأثبتت الوقائع زيفها”.

وناشدت الخارجية “كافة الدول والمنظمات الدولية التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في محنته التي خلفها الزلزال المدمر وفي حربه المستمرة على الإرهاب، للمطالبة برفع الحصار اللا إنساني واللا أخلاقي واللا قانوني المفروض على الشعب السوري دون قيد أو شرط”.

زلزال تركيا

على ذات الصعيد، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) عن ارتفاع عدد قتلى الزلزال في تركيا إلى 20 ألفا و600، والجرحى إلى 80 ألفا و88. وأشارت “في بيان إلى وقوع 1700 هزة ارتدادية بعد الزلزالين اللذين كان مركزهما في منطقتي بازارجيك والبيستان في ولاية كهرمان مرعش. وأوضح أنه تم إجلاء 91 ألفا و511 شخصا من الولايات المتضررة من الزلزال.

وأضاف البيان أن 31 ألفا و254 من أفراد البحث والإنقاذ الأتراك ومن الفرق الدولية يواصلون جهودهم في منطقة الزلزال، وبين أن عدد أفراد فرق البحث والإنقاذ القادمة من دول أخرى بلغ 7716 فريقا.

وتستمرّ أعمال الإغاثة في المناطق التركية، التي تعرّضت للأضرار الأكبر من جراء الزلزال، ولا سيما في قهرمان مرعش وهاتاي، حيث تمّ إخراج بعض الناجين من تحت الأنقاض على الرغم من تضاؤل الآمال في العثور على أحياء بعد أكثر من 90 ساعة على وقوع الزلزال.

أردوغان يعد بترميم المباني المدمرة

ووعد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال زيارة لمحافظة أديامان، بأن الحكومة “ستقوم، في غضون عام، بترميم المباني المدمرة، وفقاً للمشاريع التي لديها، وسيتمّ تسليمها إلى أصحابها، كما سنمنح مواطنينا عشرة آلاف ليرة (530 دولاراً)”.

وتعهّد أنّه “سيتمّ تأمين المنازل للمواطنين الأتراك، الذين لا يريدون العيش في خيام، وسيتمّ دفع ثمن إيجارها لمدة عام”. ولفت الرئيس إلى أنّ “القرار القاضي بفرض حالة طوارئ في المناطق المنكوبة جاء للأسف بسبب بعض الجهلة المتورطين في عمليات النهب”، مؤكداً أنه “بفرض حالة الطوارئ، تكون الدولة أخذت زمام الأمور في يدها”.

وأكّد أنّ “الحكومة التركية سوف تتخذ بعض الإجراءات اللازمة”، معترفاً بوجود “بعض النواقص في عمليات الإنقاذ، لكنّ دولتنا جاءت لمساعدة المواطنين بكلّ قوتها”. وقال خلال تفقده مدينة أديامان جنوبي تركيا، التي تضررت بشدة، إنه “للأسف، فإنّ كثيراً من المباني تضرّر، إلى حدّ لم نتمكّن معه من تسريع استجاباتنا بالقدر الذي كنا نتمناه”، متهماً بعض معارضيه بـ”استغلال الزلزال لتحقيق مكاسب سياسية”.

أداء صلاة الغائب

وأفادت وكالة الأناضول بأن آلاف المصلين في فلسطين والأردن ولبنان والإمارات وباكستان وأذربيجان أدوا صلاة الغائب على أرواح ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا. في الوقت نفسه، دعا خطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة إلى إغاثة المتضررين من الزلزال.