بعد قرابة ثمانية أعوام من الحرب على اليمن من قبل سبعة عشر دولة بقيادة أمريكا والسعودية والإمارات ومن خلفهم كيان الإحتلال الإسرائيلي.. وبعد أن شنت تلك الدول عدوانها وقضت خلال السنوات الماضية مشاريع البنى التحتية ودمرت اليمن أرضا وإنسانا وحاصرت الشعب اليمني برا وبحرا وجوا ونهبت ثرواته وفشلت في تركيع اليمنيين وإذلالهم.. بعد كل ذلك تأتي تلك الدول المتحالفة والمتكاتفة على قتل اليمنيين لتعلن أنها ستنهي حربها وعدوانها وحصارها تحت مبرر ان الحل باليمن هو بالحوار وأن لغة السلاح لا تنفع!.
ويتسائل سياسيون وناشطون: أين كانت هذه اللغة من قبل ثمان سنوات؟ عندما أعلنت تلك الدول المعتدية أنها ستحتل اليمن خلال أيام قليلة أو أسبوع؟ ولماذا رضخت دول تحالف العدوان لسياسة السلام الان؟ ويجيب محللون عسكريون على ذلك: بأن لغة انتصار سلطة صنعاء هو الذي فرض هذا الخيار كإتجاه إجباري بعدما باتت مسيرات وصواريخ صنعاء تصل وتهدد الرياض ومنشآت السعودية النفطية التي تقتات منها السعودية وأربابها الأمريكان،
️ وحيال ذلك باتت دول العدوان تسعى – مجبرة وليست مخيرة – صوب السلام لليمنيين الذي هو – بحسب مراقبين دوليين – استسلام لتحالف العدوان وفي هذا السياق قال المبعوث الأممي إلى اليمن “هانس غروندبرغ” إنه اختتم زيارته إلى العاصمة العمانية مسقط بعد عقده اجتماعات مع مسؤولين عمانيين ورئيس وفد صنعاء المفاوض لما وصفه بمناقشة سبل البناء على التهدئة الحالية وبدء عملية سياسية جامعة
مؤكدا ان هناك رغبة دولية بعدم العودة إلى المواجهات العسكرية في اليمن ووقف الحرب بشكل دائم وأن ثمة تحركات دبلوماسية في العاصمة العمانية لمناقشة هذا الأمر وإنهاء الحرب.
وإعلان وقف الخرب على اليمن – وفق معطيات الواقع المزري – أمر مرحب به من اليمنيين الذين ضاقوا ذرعا بتبعات الحرب وأضرارها التي طالت الجميع، إلا أن الشعب اليمني لا يرغب في إنهاء العدوان فقط بل وبكل الأشياء والآثار المرتبطة والمصاحبه للعدوان مثل الحصار والاحتلال لأجزاء واسعة من الأراضي اليمنية والتواجد الأجنبي وحالة الانقسام والفوضى والحالة الاقتصادية المتدهورة وكل تلك الأشياء الناتجة عن العدوان.
أما وقف العدوان والإبقاء على الوضع القائم والآثار الكارثية الناتجة عنه والتي هي أسوء من العدوان نفسه فهذا أمر لا يمكن القبول به – بحسب مهتمين بالشأن اليمني-.
وفي مضمار المفاوضات الجارية بين جارة السوء “السعودية” راعية العدوان وبين سلطة صنعاء تأتي أنباء مؤكدة من مصادر دبلوماسية بأنه تم الاتفاق مبدئيا على شروط صنعاء بصرف الرواتب لكافة الموظفين مدنيين وعسكريين بكافة ارجاء اليمن وفق قاعدة بيانات العام 2014م وكذا الاتفاق على البدء في فتح ميناء الحديدة لاستقبال مافة البضائع حيث كشفت مصادر رسمية عن تقارب كبير بين دول تحالف الحرب على اليمن وحكومة صنعاء بشأن بدء التحالف برفع الحصار عن ميناء الحديدة والسماح لدخول السفن التجارية خلال الأيام القادمة.
وقال محافظ محافظة الحديدة محمد عياش قحيم أن هناك سفن وبواخر ستصل خلال الأيام القادمة إلى ميناء الحديدة محملة بالحديد والأخشاب والإسمنت والكلنكر.
ودعت وزارة النقل في صنعاء جميع التجار للاستفادة من التسهيلات وشحن بضائعهم عبر ميناء الحديدة بعد أن أصبحت الظروف ملائمة ومشجعة لشركات النقل التجارية العالمية بإيصال بضائعهم عبر الحديدة. كما اكدت مصادر دبلوماسية أخرى ان من ضمن بنود الاتفاق بالمفاوضات فتح مطار صنعاء الدولي لكافة الرحلات وفتح المنافذ بين المدن والمحافظات وهو أيظا رضوخ لشروط صنعاء التي قدمتها.
إلى ذلك قلصت السعودية فجوة الخلافات في المفاوضات مع صنعاء، يأتي ذلك بعد يومين على انضمام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لطاولة المفاوضات في مسقط. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن المفاوضات تقتصر حاليا حول ملفي المرتبات وأمن الحدود وان هناك مؤشرات لانفراجة قادمة في ذلك.
وتشير الخطوة السعودية بحسب مراقبين إلى إعتراف دول العدوان السعودي الإماراتي بسلطة صنعاء دون الرجوع لمرتزقتها وهو ما يعتبر في نظريات الحروب فشلا للجهة المعتدية ” دول تحالف العدوان” التي كانت تكابر بعدم الاعتراف بسلطة صنعاء.
كما تأتي تلك التقاربات في ظل بدء تحالف دول العدوان للتخلص من مرتزقتها وأدواتها من ” مليشيات الانتقالي وما يسمى بالشرعية و طارق عفاش” حيث ذكرت مصادر محلية انه وصلت امس تعزيزات لجماعات مسلحة ومعدات عسكرية سعودية إلى مدينة عدن استعدادا للمعركة الفاصلة مع مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي.
وقالت مصادر محلية أن مليشيات بأعداد كبيرة ومعدات عسكرية تضم ما يقارب 100 طقما عسكريا وصلت إلى البوابة الشرقية لمدينة عدن قادمة من محافظة حضرموت. وأضافت أن التعزيزات العسكرية السعودية “المليشيات المدعومة من السعودية” تأتي في إطار دعم الرياض لمليشيات ما يسمى ” درع الوطن ” التي تستعد لإطلاق معركة فاصلة مع مليشيات ما يسمى بالانتقالي يصفها مراقبون بأنها تأتي ضمن معارك بدء تحالف دول العدوان بالتخلص من أدواته.
وبحسب المصادر فأن مليشات الانتقالي هي الأخرى تواصل تحشيداتها المسلحة بدعم إماراتي رداً على التحشيدات السعودية استعدادا للمواجهة المرتقبة وتؤكد المصادر أن كلى التحشيدان”الانتقالي الاماراتي وما يسمى درع الوطن السعودي” يتمان بضوء أخضر من قيادة تحالف العدوان على اليمن للتخلص من الجماعات المسلحة التي يدعمها التحالف واحلال بدلا عنها جماعات مسلحة أخرى ترضخ بقرارات التحالف الجديدة الرامية للرضوخ لسلطة صنعاء.
وأشارت انباء محلية إلى أن المليشيات السعودية قامت خلال الساعات الماضية بالانتشار فس شوارع مدينة عدن بالتزامن مع انتشار مليشيات الانتقالي في محيط قصر المعاشيق ومطار عدن الدولي وبالقرب من معسكر التحالف في مديرية البريقة. وذكرت المصادر أن التحشيدات العسكرية تنذر باندلاع مواجهات طاحنة في ظل إصرار السعودية تثبيت مليشياتها الجديدة في مدينة عدن وإنهاء سيطرة مليشيات الانتقالي.
ويشير مراقبون ان رضوخ دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي لشروط صنعاء بالموافقة على صرف الرواتب والبنود الإنسانية الأخرى دون رجوع التحالف لمرتزقته بأي قرار بل والتخلص من مرتزقته وأدواته .. ان كل ذلك يمثل فشل ذريع للتحالف واعتراف غير معلن وانتصار لسلطة صنعاء في نهاية عدوان لم يستطع إركاع اليمنيين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رفيق الحمودي