أقر المجلس الإنتقالي، سلطة الأمر الواقع في عدن، تسليم معقله الأبرز لخصومه ليطوي بذلك مسيرة دامت لبضعة سنوات. وأعلنت فصائل الانتقالي رسميا السماح لفصائل “درع الوطن” بالانتشار في المدينة بعد أيام من الممانعة.
ووزعت فصائل الحزام الأمني، أهم الفصائل التي تتولى مهام الأمن في عدن، توجيهات صادرة من غرفة العمليات لنقاط الحزام على مداخل عدن وتقضي بالسماح لعشرات الأطقم التابعة لـ”درع الوطن” وعدم اعتراضها.
في السياق أفادت مصادر محلية بوصول طلائع التعزيزات الأولية لدرع الوطن إلى معسكر التحالف بالبريقة قادمة من منفذ الوديعة الحدودية، وتعتبر التعزيزات الأولية تناهز المئة طقم وشاحنة.
ويتوقع أن تساعد هذه التعزيزات المقدمة من السعودية وقوامها 1000 طقم، وفق مصادر إعلامية، “درع الوطن” على تعزيز قبضتها على عدن كبديل لفصائل الإنتقالي التي تتولى مهام تأمين عدن منذ سيطرتها على المدينة بانقلاب أغسطس من العام 2019.
وجاء سماح الانتقالي لـ”درع الوطن” رغم تهديده باستهدافها، عقب وصول السفير الاماراتي، علي الزعابي، إلى المدينة لأول مرة منذ بدء الحرب وتوجيهه فصائل الانتقالي بتسليم المدينة خشية قرار السعودية حسم ملفها عسكريا.
تفاصيل خارطة إماراتية لتقاسم عدن مع السعودية
على ذات السياق، كشف المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيا، تفاصيل خارطة إماراتية للانسحاب التدريجي من المدن الرئيسة في عدن. يتزامن ذلك مع بدء انتشار “دع الوطن” الموالية للسعودية في المدينة لأول مرة منذ سيطرة الانتقالي قبل سنوات.
وأفادت مصادر في المجلس بأن السفير الاماراتي، محمد الزعابي، التقى في وقت متأخر من مساء الأربعاء، بقيادات الانتقالي أبرزهم أحمد لملس وفضل الجعدي بأحد فنادق خورمكسر، وأبلغ الزعابي قيادات الانتقالي بالخطة الجديدة.
وتتضمن الخطة الإماراتية اخلاء فصائل الانتقالي المتمركزة في جبل حديد ومعسكري النصر والصولبان إضافة إلى معسكرين في البريقة والشعب.
كما تقضي الخطة السماح لقوات “درع الوطن” بالانتشار في تلك المعسكرات التي تتمركز في المدن الرئيسية لعدن أبرزها خور مكسر وكريتر وتشمل حماية المطار والخط البحري وقصر المعاشيق وساحل عدن.
وأبلغ المسؤول الإماراتي بموافقة بلاده على قرار السعودية نفي شلال شائع وصالح السيد مقابل السماح بعودة الزبيدي. وكان المجلس الانتقالي وافق على دخول قوات “درع الوطن” القادمة من الحدود السعودية بعد أيام من التصعيد في وجهها.
ولم تتضح بعد تفاصيل الاتفاق بين الإمارات والسعودية وما اذا كانت خطة أبو ظبي ضمن استراتيجية لطرد فصائل الانتقالي تدريجيا من عدن أم ضمن خطة تقاسم مع الرياض.
يذكر أن عدن ظلت منذ أغسطس من العام 2019 تحت نفوذ الإمارات رغم سحب الأخيرة لقواتها منها، حيث سبق للسعودية التي تسلمت المدينة من ابوظبي في ترويض المدينة لها بفعل قبضة فصائل الانتقالي.