تتضاءل آمال العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض بعد مرور 4 أيام من كارثة زلزال تركيا وسوريا، التي أودت بحياة أكثر من 21 ألفا وخلّفت عشرات آلاف المصابين، وامتدت آثارها في المجمل إلى ملايين السكان في البلدين.
زلزال سوريا
وتتواصل عمليات الإغاثة في المحافظات السورية التي ضربها الزلزال، لليوم الخامس على التوالي، مع ارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من 3377، وعشرات آلاف الجرحى. وأكّدت مصادر في حلب أنّ عدد الذين تمّ إخراجهم من تحت الأنقاض وصل إلى نحو 600 شخص.
فيما قالت مصادر في اللاذقية أنّ “فرق الإنقاذ تعمل بصورة متواصلة، في الليل والنهار، على رفع الأنقاض في المدينة”، التي تسبب الزلزال بوقوع أضرار كبيرة فيها.
وأعلن مدير الدفاع المدني في اللاذقية، العميد جلال داوود، لـمراسل وكالة “سانا”، أنّ “عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين تحت الأنقاض في حي العسالية في مدينة جبلة انتهت، في حين تستمر في سائر الأحياء”.
وأوضحت مصادر أنه من المتوقع أن تنتهي عمليات البحث عن ناجين بعد نحو 40 ساعة، وذلك بعد أكثر مرور 3 أيام من وقوع الزلزال، وفي ظروف من البرد الشديد وانقطاع الكهرباء والظلام الدامس.
مساعدات روسية في اللاذقية
وأفادت وسائل إعلام سورية بوصول مساعدات إغاثية مقدَّمة من الجيش الروسي، لتوزيعها على العائلات المتضررة في مركز إيواء جامع الروضة في مدينة اللاذقية.
وسيّرت محافظة حمص اليوم قافلة الدعم من أهالي محافظة حمص وفعالياتها إلى المتضررين من الزلزال في محافظات اللاذقية وحلب وحماة، ضمت عشرات الشاحنات والسيارات المحملة بأطنان من مختلف أنواع المواد الطبية والغذائية والإغاثية.
مناشدات سورية لرفع الحصار ودعم دولي
وفي وقت سابق الخميس، ناشد مجلس الشعب السوري المجتمع الدولي “ضرورة الرفع الفوري والعاجل للحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب، والمفروضة على الشعب السوري”.
ودعا مجلس الشعب السوري “الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها والتزام مواثيق الأمم المتحدة ومبادئها، وممارسة كل أشكال الضغوط على حكومات الدول التي تساهم في فرض الحصار والإجراءات الظالمة على الشعب السوري”.
بدوره، وأبدى الدفاع المدني السوري شعوره بخيبة أمل كبيرة لعدم الحصول على أي معدات لانتشال من هم تحت أنقاض الزلزال، موكداً لا يزال الآلاف تحت الأنقاض ووصلنا إلى نقطة حرجة ونحتاج إلى دعم دولي.
ودعت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إيمان الطرابلسي، “العالم كي يُعيد مقاربته بشأن الأزمة الإنسانية في سوريا”، مشيرةً إلى “الأثر المعيق للعقوبات، وتأثيرها في المواطنين السوريين”.
وأكّدت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي أنّ السوريين “اليوم، بعد 12 عاماً من النزاع، لا يحتاجون فقط إلى أن نحضر لهم علبة غذاء أو مواد للتضميد، بل يحتاجون إلى ماء وكهرباء وإعادة تأهيل وطرقات”.
زلزال تركيا
هذا وارتفعت حصيلة الزلزال المدمّر، الذي ضرب جنوبي شرقي تركيا، إلى 17674وفيات، وفق ما أعلن نائب الرئيس التركي. يأتي هذا الارتفاع في عدد ضحايا الزلزال، في الوقت الذي تتواصل جهود فرق الإنقاذ في عملية البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وقالت وكالة “الأناضول” التركية إنّ عدد وفيات الزلزال وصل حتى الآن إلى 17406 أشخاص، بينما وصل عدد الإصابات إلى 70347 شخصاً، مشيرةً إلى إجلاء 30 ألفاً و360 شخصاً من المناطق المتضررة من الزلزال، جنوبي البلاد.
وفي وقتٍ سابق الخميس، أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أنّ هناك عشرات الآلاف من الأشخاص “يُشاركون في جهود الإغاثة، وتمّ توجيه كلّ أنواع الفِرَق والسيارات من جميع أنحاء بلادنا إلى المنطقة”. وأشار إلى محاولات لاستغلال كارثة الزلزال الذي ضرب البلاد لمصالح سياسية، لافتاً إلى أنّ الدولة التركية تعمل في الميدان “عبر جميع مؤسساتها منذ لحظة (وقوع) الزلزال”.
وصادق البرلمان التركي، الخميس، على إعلان حالة الطوارئ في 10 مناطق متضررة من جراء الزلزال المدمّر، الذي ضرب جنوبي البلاد. وذكرت قناة “تي آر تي” التركية أن “البرلمان التركي وافق على قرار إعلان حالة الطوارئ في 10 محافظات لمدة 3 أشهر”.
المشاركون في عمليات الإنقاذ يصلون إلى نحو 113 ألفاً
بدوره، أعلن فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، الخميس، أنّ 24 ألفاً و727 شخصاً من فرق البحث والإنقاذ، يواصلون أعمالهم بالفعل في المناطق المتضررة. وأوضح أنّ عدد المشاركين في العمليات، بعد إضافة المتطوعين والجنود وأفراد الأمن والصحة والموظفين المحليين وغيرهم، هو 113 ألفاً و318 شخصاً.
يأتي ذلك بعد أن أعلن إردوغان، أول أمس، حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة لمدّة 3 أشهر، كاشفاً تلقي عروض مساعدة من أكثر من 70 دولة و14 منظمة، واتصال 18 زعيم دولة للتعزية والمساندة.