ارتفع عدد وفيات الزلزال في سوريا إلى أكثر من 1700 ، فيما أُصيب ما يزيد على 3700 شخصاً، في عموم المحافظات التي ضربها الزلزال.
وأكّد مدير العمليات في مكتب أطباء بلا حدود، أحمد عبد الرحمن، أنّ أرقام ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا مرشحة للزيادة. وأشار عبد الرحمن إلى أنّ “التحديات كبيرة بفعل انقطاع الطرقات وتهدم مراكز طبية وصعوبة الظروف المناخية”، مضيفاً أنّ مكتب أطباء بلا حدود يتواصل مع السلطات السورية للوقوف على حجم الأضرار.
عمليات البحث عن ناجين في اللاذقية وحلب تتواصل
وبالتزامن، أفادت مصادر في اللاذقية إلى أنّ رئيس الحكومة حسين عرنوس “يجول على الأماكن المتضررة في اللاذقية برفقة وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية”.
وأكّدت المصادر “استمرار عمليات البحث عن ناجين تحت ركام مبنى مؤلف من 10 طوابق في اللاذقية”، مشيراً إلى “افتتاح 17 مركزاً في مناطق سورية عدة لإيواء المتضررين والمهجرين”.
وفي محافظة حلب، صرّح مدير الأمانة السورية في حلب جان مغامز، بأنّ كوادر الأمانة السورية “وضعت نفسها في تصرف السلطات السورية بالكامل”.
وقال مغامز إنّ “عدد الضحايا في ازدياد مع سقوط عدد جديد من المباني اليوم”، إذ سُجّل “انهيار 52 مبنى في حلب وحدها يوم أمس، فيما ستصدر إحصائية جديدة مساء اليوم”، وفق مغامز.
وأشار مدير الأمانة السورية في حلب إلى إطلاق حملة تبرعات داخلية حظيت باستجابة كبيرة جداً، مشدداً على أنّ “ما حصل في حلب وحدها كارثة كبيرة”، ومناشداً برفع العقوبات الدولية عن سوريا.
وفي السياق، أفاد مراسل الميادين في حلب بانهيار مبنيين سكنيّين منذ قليل في حلب”، مؤكّداً أنّ “عمليات البحث عن ناجين بين الانقاض في حلب تتواصل”. ويأتي ذلك فيما تفقّد وزير الدفاع السوري عمليات البحث والإنقاذ في المحافظة.
ولفت إلى أنّ “البحث جارٍ منذ الصباح عن شابين عالقين تحت الأنقاض تواصلا مع أقاربهما عبر الهاتف”، مفيداً بإنقاذ حياة 4 أشخاص بينهم طفل يفضل هذا الاتصال الذي أجراه الشابان العالقان تحت الركام”. وتابع أنّ “إنقاذ الطفل أعطى أملاً بإمكانية العثور على عائلة مفقودة، ما استدعى وقف العمل بالآليات الثقيلة”.
وأشارت مصادر إلى “إنشاء 20 مركز إيواء في حلب، لكنّها غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المتضررين”. وشدّدت على أنّ “الإمكانات قليلة جداً”، مضيفةً أنّ “ثمة صعوبة في رصد المباني الآيلة للسقوطـ، إذ إنّ 1500 مبنًى في حلب كان آيلاً للسقوط قبل الزلزال، والعدد اليوم بات مضاعفاً”.
وأضافت مصادر في حلب أنّ “التوتر يسود المنطقة المتضررة في المحافظة مع اقتراب ساعات الليل”، موضحاً أنّ “الوضع كارثي للغاية في مدينتي سرمدا وجنديرس، التين تشهدا غياباً للمراكز الإغاثية”. وأفادت بأنّه “يتم تداول صور لإقامة مقابر جماعية لضحايا الزلزال في مدينتيْ سرمدا وجنديرس الحدوديتين مع تركيا”.
استمرار وصول شاحنات الإغاثة إلى سوريا
وفيما يخصّ المساعدات التي وصلت حتى الآن إلى سوريا، أفادت مراسلة الميادين في دمشق بوصول طائرة إيرانية ثانية إلى مطار اللاذقية محملة بمساعدات إنسانية لمتضرري الزلزال، بعد أن وصلت مساء أمس طائرة إلى مطار دمشق محملة بالمساعدات.
كما أفادت مصادر في دمشق إلى وصول فريق من الصليب الأحمر اللبناني إلى مدينة جبلة بريف اللاذقية. وبحسب المصادر، فقد وصلت كذلك طائرة جزائرية إلى مطار حلب تحمل مواد غذائية وطبية وإغاثية للمساهمة في إغاثة أهالي المناطق المتضررة.
وأكّدت المصادر استمرار وصول شاحنات الإغاثة إلى دمشق، وآخرها طائرة من الإمارات تحمل مساعدات إغاثية للمتضررين، مشيرة إلى استعدادات لوصول طائرة من أرمينيا. وذكرت أنّ “المساعدات التي وصلت إلى دمشق ما زالت في طريقها إلى حماة واللاذقية وحلب”.
في غضون ذلك، أعلنت شركة أجنحة الشام للطيران عن مبادرتها واستعدادها التام لشحن هذه التبرعات على رحلاتها المباشرة، من قبل المتبرعين الراغبين بإرسالها إلى سورية من المحطات التالية: الشارقة، أبو ظبي، الكويت، بغداد، النجف، أربيل، طهران، مسقط، موسكو، وذلك بشكل مجاني.
وأكّدت أنّ هذه الخطوة تأتي “تضامناً مع الأهل في سوريا ومساهمةً من أجنحة الشام للطيران في سرعة إيصال المواد الإغاثية والتبرعات، ودعماً لكل من يرغب في تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين وأسر ضحايا الزلزال في المدن السّوريّة المنكوبة”.
الحكومة السورية تخصص 50 مليار ليرة لمعالجة آثار الزلزال
وبالتوازي، أعلنت الحكومة السورية، اليوم الثلاثاء، تخصيص 50 مليار ليرة كمبلغ أولي لتمويل العمليات الإسعافية المتخذة لمعالجة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء من البلاد.
وقالت الحكومة السورية، في بيان نشرته على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ “مجلس الوزراء خصص 50 مليار ليرة سورية، أي نحو 7.5 مليون دولار بحسب سعر الصرف، كمبلغ أولي لتمويل العمليات الإسعافية المتخذة لمعالجة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد”.
وذكر البيان أنّ “مجلس الوزراء اعتمد خطة عمل تنفيذية لإدارة وتنظيم عمليات الإغاثة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، وذلك في ضوء التوجيهات التي صدرت عن جلسة مجلس الوزراء المنعقدة يوم أمس برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد لمتابعة آثار الزلزال”.
وقرر المجلس، بحسب البيان، حصر توزيع المساعدات المقدمة للمناطق المنكوبة، جراء الزلزال في جهة واحدة وتوزيعها وفق احتياجات كل منها.
كما شدّد على “المتابعة المستمرة في رصد وإحصاء أعداد الضحايا والمتضررين، والإسراع في عمليات الكشف الفني على البنى التحتية والأبنية والمدارس، إضافة إلى تكليف كل وزارة بحصر الأضرار ضمن قطاعها”.
وأوضح رئيس المجلس أنّ الخطة تتضمن التقييم الأولي لتداعيات الزلزال وإعداد قواعد بيانات مبدئية حول عدد الأبنية التي سقطت والبنى التحتية المتضررة في سياق التخطيط للتعامل مع هذه الأضرار وفق الأولويات والإمكانات المتاحة”.
وقرر المجلس، بحسب البيان، “تكليف المحافظين بمتابعة عمل لجان السلامة الإنشائية وتحديد المباني الآيلة للسقوط في كل محافظة، وعدم إعادة الأهالي إلى هذه المباني قبل الكشف عليها مع تأمين مراكز الإيواء المناسبة وتقديم المساعدات اللازمة لهم، ومتابعة الملف الإغاثي، سواء على المستوى المركزي أو على مستوى اللجان الفرعية للإغاثة في المحافظات.
كما قرر إعداد تقرير يحدّث باستمرار، حول الأضرار الناجمة عن الزلزال في كل القطاعات بالمحافظات المتضررة، ومتابعة تقديم كل المستلزمات والمساعدات اللازمة للمصابين والمتضررين من الزلزال من مواد غذائية ومراكز إيواء وغيرها بالسرعة القصوى، ووفق الأولويات وبأقصى الإمكانيات المتاحة.
وشدّد على “تقديم كل التسهيلات اللازمة في المرافئ والمطارات لأي مساعدات مقدمة للمناطق المنكوبة لضمان سرعة وصول هذه المساعدات إلى المناطق المتضررة بشكل منهجي ومخطط ومدروس وحسب الحاجة في كل منطقة”.
يذكر أنّه في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة جنوب تركيا وشمال سوريا، أدّى إلى وقوع مئات الضحايا وآلاف المصابين.