بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أيام، مناورة جديدة في ملف اليمن. يتزامن ذلك مع انتقادات واسعة لدورها التخريبي للوساطة التي تقودها سلطنة عمان.
وأعلنت الخارجية الامريكية موقف جديد مما يجرى بالكواليس. وقال المستشار السابق بالوزارة ديفيد بولوك إن بلاده لم تعد تضع الملف اليمني ضمن قائمة أولوياتها محاولا تبرير ذلك بانشغالها بملفات دولية أبرزها الملفين الأوروبي والاسيوي وازماتها الداخلية.
وتأتي تصريحات بولوك بعد يوم فقط على حديث لوزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن خلال ندوة في جامعة شيكاغو أشار فيها إلى دور لبلاده في المفاوضات الجارية بين صنعاء والرياض عبر دعم الاخبرة والتواصل معها.
ولم تتضح بعد أهداف النبرة الأمريكية المتغيرة بشأن اليمن وما إذا كانت نتاج انتقادات للدور التخريبي لواشنطن أم محاولة للدفاع على تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة وتحديدا في ملف اليمن مع قرع السعودية مفاوضات مباشرة وبرعاية إقليمية مع صنعاء، لكن توقيته يشير إلى أن واشنطن ليست راضية بشأن ما يدور.
مناورة سعودية قبيل انتهاء “الهدنة” وقطر تدخل خط الوساطة
على ذات السياق، أعادت السعودية، أمس الأحد، تسويق مبادرة قديمة لها في اليمن. يتزامن ذلك مع بدء العد التنازلي لموعد نهاية مفاوضات تمديد الهدنة مع صنعاء.
ونشرت حسابات تتبع الاستخبارات السعودية تصريحات للسفير السعودي لدى اليمن، محمد ال جابر، تتضمن حديث عن صرف مرتبات المدنيين في اليمن إلى جانب فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة.
ومع أن المبادرة المتداولة قديمة وتم طرحها خلال مقابلة للسفير مع قناة “العربية” إلا أن إعادة طرحها قبل أيام على انتهاء مهلة حددتها صنعاء لمفاوضات تمديد الهدنة، بناء على طلب عماني يشير إلى محاولة الرياض المناورة خصوصا وأنها تتزامن مع أنباء عن طرق السعودية وساطة قطرية جديدة في اليمن.
وكان وزير الخارجية القطري وصل في وقت سابق إلى طهران بعد يوم على وصول امير قطر إلى الرياض بناء على دعوة من بن سلمان. وتتهم السعودية بالتهرب من استحقاقات إنسانية في اليمن والمناورة بغية كسب مزيد من الوقت.