في أقلّ من 24 ساعة، نفّذ فدائيان فلسطينيان عمليتَي إطلاق نار في القدس، ثأراً لجنين، في ردّ مُحكمٍ وموجعٍ للكيان، جاءَ أسرع وأقسى من كل التوقعات ،
مساء أمس الأول، أوقع البطل الشهيد خيري علقم 7 قتلى في صفوف الصهاينة في عملية القدس، إضافةً إلى عدد من الجرحى بعمليته التي أوجعت العدو شمالي مدينة القدس ، ولم تمرّ إلاّ ساعات قليلة، حتى نفّذ فدائي آخر عملية إطلاق نار جديدة في صباح أمس عملية أخرى ، أدّت إلى وقوع إصابتين خطيرتين، بينهما ضابط في الوحدات القتالية في جيش العدو الصهيوني.
العملية النوعية التي نفذها الشهيد البطل خيري علقم حين ترجل من سيارته حاملا بندقيته التي أفرغ مخزونها في أجساد الصهاينة وقتل منهم 7 وجرح 10 آخرين ، كان لها وقعها الكبير والموجع على العدو الصهيوني ، إضافة إلى أنها عمل بطولي متطور ونوعي أرعب العدو الصهيوني وجعلته يعيد حساباته.
وقد خرج الفلسطينيون في كل المدن ليعبروا عن فرحهم وابتهاجهم بالعمل البطولي ،
بعدما ظل العزاء مخيما حزنا على شهداء جنين الذين سقطوا في جريمة العدو الصهيوني خلال اقتحام مخيم جنين بالآليات والدبابات، منظر الشهداء الفلسطينيون في شوارع جنين كان مروعا وأدمى القلوب ، جاءت العملية البطولية في القدس لتبلسم بعض الجراح ولاقت العملية البطولية ترحيبا وتأييدا من أحرار الأمة وشعوبها الحرة ومن محور المقاومة بشكل عام.
وعلى خلاف ذلك ومثلما أوجعت العملية البطولية العدو الصهيوني ، فقد أزعجت أنظمة التطبيع العربي والخيانة بدء بتركيا والسعودية دويلة الإمارات وليس انتهاء بالأردن ومصر، وأصدرت هذه الأنظمة بيانات إدانة للعملية البطولية الفلسطينية ووصفتها بالإرهابية ، وقدمت تعازيها للصهاينة.
قبل العملية ارتكب العدو الإسرائيلي مذبحة مروعة بحق الشعب الفلسطيني في جنين ، ولاقت الجريمة تنديدا وغضبا عربيا وإسلاميا واسع ، ما عدا الدول والأنظمة التي أدانت عملية القدس واعتبرتها إرهابية صمتت صمت القبور ، فابتلع ناطقوها ومتحدثوها ألسنتهم إزاء الجريمة الصهيونية المروعة ، فيما رفعت عقائرها ضد عملية القدس البطولية ، هذه المفارقة كاشفة لحال هذه الأنظمة الخيانية التي باتت صهيونية بامتياز.
لم تتأخر دويلة الإمارات ومثلها تركيا والسعودية ولحقت مصر والأردن في إرسال تعازيها للعدو الصهيوني بقتلاه ، وهي التي بلعت ألسنتها حول جريمته بحق الشعب الفلسطيني في جنين ، وإذا لم يكن هذا الموقف هو ذات الموقف الصهيوني والأمريكي ذاته فما هو إذن!
ما تابعناه يعكس حقيقة الموقف الصريح والفاضح لهذه الدول المارقة والمرتدة عن المبادئ والقيم الإسلامية والعربية ، وولائها للصهاينة ، ومعاداتها للشعب الفلسطيني.
إن تركيا ودويلة الإمارات والسعودية ومصر والأردن قد بلغت من الخيانة مبلغا فاضحا ووقحا ، وبعدما تواطأت وتخاذلت عن القضية المركزية للمسلمين والعرب طيلة العقود الماضية وانكفأت من مواجهة العدو بالسلاح ، إلى التفاوض معه على «زعم حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة»، تظهر اليوم وبشكل واضح وفاضح تحيزها مع العدو الصهيوني وعدائها للشعب الفلسطيني. التوسع الاستيطاني الإسرائيلي ، كما ثبت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كان بإمكان هؤلاء الخونة على الأقل أن يشيروا إلى جرائم العدو الصهيوني ولو ضمنا ، لكنهم باتوا صهاينة بالشكل الواضح والمكشوف ، وقد قطعوا صلتهم بفلسطين والمقدسات وبالعروبة والإسلام ، واللافت للنظر أن هذا الانحراف الوقح من هذه الأنظمة نحو تأييد العدو الصهيوني جاء بعدما كانت خطاباتها الدعائية تقول بأنها مع فلسطين وضد الصهاينة ، وذلك يكشف الردة الوقحة لهذه الدول والأنظمة والكيانات المارقة.
حركة الجهاد الإسلامية المقاومة وصفت المواقف التي أبدتها كل من تركيا والإمارات بشكل خاص، عن عملية القدس بأنها “خيانة للشعب الفلسطيني الذي يقتل يوميا بفعل الإرهاب الصهيوني”.
مدير المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، قال إن بيانيْ الإدانة اللذين أصدرتهما الخارجيتان التركية والإماراتية، بشأن عملية القدس، يمثلان “ردة عن الموقف العربي والإسلامي والأخلاقي، وخيانة للشعب الفلسطيني الذي يقتل يوميا بفعل الإرهاب الإسرائيلي”.
وكانت الحركة أصدرت بيانا علقت فيه على المواقف الدولية التي صدرت عن سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال الناطق باسم الحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، طارق سلمي، إن “المواقف العاجلة التي صدرت عن سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن عملية القدس البطولية، تفضح مجددا ازدواجية المعايير الغربية، وتكشف وجها من أوجه سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها تلك الدول، والتي تتجاهل حجم الألم والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل الإرهاب الذي يمارسه جيش الاحتلال”، بحسب موقع RT.