لقي 7 صهاينة مصرعهم على الأقل في هجوم مسلح نفذه شاب فلسطيني في قلب حي استيطاني شمالي القدس المحتلة، ووصفته الشرطة الإسرائيلية بأنه الأعنف من نوعه منذ سنوات.
وقتلت شرطة الاحتلال منفذ الهجوم أثناء فراره من الموقع، وقال المفوض العام للشرطة إن المنفذ هو خيري علقم (21 عاما) من سكان القدس الشرقية، مشيرا إلى أن التحقيق الأولي أظهر أنه نفذ الهجوم منفردا.
وقالت وسائل الإعلام الصهيونية نقلا عن الجهات الأمنية إن المنفذ لا ينتمي لأي فصيل فلسطيني معروف، وإنما هو “ذئب منفرد”. وذكر الإعلام الصهيوني أن الشاب -الذي يحمل هوية إسرائيلية- أطلق النار من مسدس بحوزته وهو يقود سيارته قرب كنيس يقع وسط حي “نافيه يعقوف” (النبي يعقوب).
وقال مسؤول في شرطة الاحتلال إن منفذ الهجوم تمكّن بادئ الأمر من الفرار من الشرطة قبل أن تلاحقه وتقتله بالرصاص. وبعد تقارير أولية تضمنت عددا أكبر للقتلى، أعلنت الخارجية الإسرائيلية أن الهجوم أدى لمقتل 7 إسرائيليين وجرح 10 آخرين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حصيلة القتلى هذه تجعله أخطر هجوم من نوعه منذ عام 2008. وقد سارعت السلطات الإسرائيلية إلى الدفع بتعزيزات أمنية وإغلاق المنطقة، كما أغلق جيش الاحتلال الحواجز العسكرية التي تربط القدس المحتلة بشمال الضفة الغربية وجنوبها.
غالانت يقطع زيارته
في غضون ذلك، قطع وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت زيارته إلى الولايات المتحدة، وقرر العودة إلى إسرائيل، وفقا لما أورده الإعلام الإسرائيلي.
وأصدر غالانت تعليماته بالاستعداد لاحتمال حدوث تطورات ميدانية أخرى وحماية المستوطنات. كما أوعز رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي بالدفع بقوات إضافية من الجيش إلى الضفة الغربية في أعقاب الهجوم.
من جهته، قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إن حكومته قررت اتخاذ إجراءات فورية ردا على هجوم القدس، وإنها ستحدد طبيعة الإجراءات في اجتماع أمني مصغر، تقرر عقده اليوم السبت.
وقد هرع وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير وتبعه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى موقع الهجوم وسط إجراءات أمنية مشددة.
منفذ العملية
واستدعت سلطات الاحتلال والد الشاب خيري علقم منفذ العملية للتحقيق معه، وهو من منطقة الشياح في بلدة الطور بالقدس المحتلة.
ويحمل منفذ العملية اسم جده خيري علقم الذي استشهد عام 1998 طعنا على يد مستوطنين في القدس المحتلة.
الفلسطينيون يباركون
وخرجت مسيرات في شوارع مدن وبلدات فلسطينية عدة، من بينها نابلس وجنين في الضفة الغربية، ابتهاجا بالعملية. وردد المتظاهرون هتافات تندد بالاحتلال، وتبارك عملية القدس وتحيي منفذها، باعتبارها “ردا على مجازر الاحتلال”.
وكذلك شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مسيرات شعبية للاحتفاء بالعملية.
وتأتي عملية القدس بعد يوم من استشهاد 9 فلسطينيين -بينهم سيدة مسنة- وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي لدى اقتحامها مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، وهو ما أثار غضبا فلسطينيا واسعا وتحذيرات دولية من عواقب التصعيد.
وقد باركت فصائل المقاومة الفلسطينية العملية باعتبارها ردا على ما فعلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين.
وبينما أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية أن الهجوم وقع أثناء الصلوات اليهودية في “اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة (الهولوكوست)”، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم لوكالة رويترز إن العملية رد طبيعي على “الأعمال الإجرامية للاحتلال”، ولا سيما بعد ما جرى في جنين.
مشاورات بمجلس الأمن
وقال نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي روبرت وود إن واشنطن تعمل على تخفيف التوترات في الشرق الأوسط، موضحا أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيتوجه إلى المنطقة للتركيز على ذلك.
وأعرب وود -بعد انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة- عن إدانة بلاده لهجوم القدس، وعن أسفها في الوقت نفسه لمقتل مدنيين في جنين.
من جهته، قال المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة جانغ جون إن مجلس الأمن غير قادر على إيصال رسالة قوية بشأن القضية الفلسطينية، رغم مناشدات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وحتى داخل مجلس الأمن.
وقبل بدء جلسة المشاورات -التي دعت إليها الصين والإمارات وفرنسا- قال المندوب الصيني إنه يجب على إسرائيل أن تمتنع عن استخدام المزيد من العنف، وأن تحمي المدنيين وفقا للقانون الدولي. وأضاف “لست متفائلا. قد ينفجر بركان في أي وقت وقد تكون هناك عواقب أخرى. نحن بحاجة إلى التفكير بجدية فيما سيحدث”.