نشر موقع “إنتلجنس أونلاين” مقالاً، يوم الجمعة، بعنوان “رئيس الاستخبارات العماني محمد النعماني يدخل على خط الوساطة في محادثات اليمن”، يبيّن دور عمان المهم في المفاوضات ودعم الولايات المتحدة لها، وكيف أنّ هذا الدور يثير انزعاجاً كبيراً لدى السعودية.
وأوضح الموقع أن “مسقط تحاول، مع دخول الصراع في اليمن عامه الثامن، وبدعم من واشنطن، التمسك بدورها كوسيطٍ رئيسي، مما يثير انزعاج الرياض، التي ترغب في توجيه العملية”.
وبحسب الموقع، أرسل محمد النعماني، رئيس المكتب السلطاني العماني، وفداً من ضباط المخابرات إلى صنعاء للقاء مسؤولي حركة أنصار الله في 10 كانون الثاني/يناير الجاري، في مبادرة تعكس “رغبة النعماني في أن يظلّ الوسيط الرئيسي في الصراع اليمني”.
وتحدث الموقع عن دعم الإدارة الأميركية للمبادرة، لكنّه لفت إلى أنّ “تحركات مسقط أزعجت الرياض، حيث فتحت قناة اتصال مباشر مع أنصار الله بنفسها هذا الشهر”.
وعلى الرغم من أن عُمان والسعودية، وفق الموقع، أصبحتا أقرب منذ أن أصبح هيثم بن طارق سلطاناً، إلا أنّ الدبلوماسيين السعوديين المسؤولين عن ملف اليمن يشكون من أنّ عمان تدعم أنصار الله بشكل غير رسمي، بدلاً من التوسط، بحسب الموقع.
اليمن يثمّن جهود مسقط لإنهاء الحرب
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، قد أكّد منذ أسبوعين أنّ بلاده “تثمّن دور سلطنة عمان وحرصها على الدفع بعملية السلام في اليمن”.
وخلال لقاء جمعه مع نائبه، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام صادق أبو راس، بحث الطرفان مستجدات المشاورات التي جرت في صنعاء برعاية عمانية، وشكرا سلطنة عمان وقيادتها على جهودهم في وقف الحرب في اليمن.
كما أكّد وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ اليمنية ضيف الله الشامي، في الـ15 كانون الثاني/يناير أن الوفد العماني لديه تفاؤل بتقدم وساطته، ويسعى بكل جد وإخلاص لحل الأزمة لكن القرار بيد الطرف الآخر، مشيراً في حديث للميادين إلى أنّ “الوضع الإنساني في اليمن هو الأولوية”.
وأكد الشامي أنّ “بلاده لا تريد مساعدةً من أحد، وأن ثروتها الوطنية كفيلة بعملية البناء”، لافتاً إلى أنّ هناك “أطرافاً دولية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا لا تريد أن يستقر الوضع في اليمن”.
وغادر الوفد العُماني العاصمة اليمنية مع رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، بعد زيارة استمرت 4 أيام، من دون الإعلان عن أي نتيجة.
وتعدّ هذهِ الزيارة الثانية للوفد العماني إلى صنعاء منذ انتهاء الهدنة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكانت الزيارة السابقة للوفد العماني قد استكملت النقاشات حول السبل الكفيلة بإنهاء الحرب والحصار السعوديين على اليمن، ووصف رئيس وفد صنعاء المفاوض اللقاءات حينها بأنها “مثمرة”، مشيراً إلى أنها قدّمت تصورات للأفكار المطروحة في المفاوضات.
ويذكر أنّ صنعاء أعلنت، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وصول مفاوضات تمديد الهدنة الأممية في اليمن إلى طريق مسدود، بعد رفض السعودية دفع رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات اليمنية، ووقف الحرب ورفع الحصار عن البلاد.