أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، بارتقاء 9 مواطنين فلسطينيين على الأقل بينهم سيدة مسنة، وإصابة عدد كبير من الإصابات، جرّاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين، في حصيلةٍ غير نهائية.
وأشارت الوزارة إلى وجود 16 إصابة بينها 4 بحالة خطيرة، مشيرةً إلى أنّ شهداء قسم الطوارئ هم المواطنة ماجدة عبيد، وعبد الله مروان الغول، ومحمد صادق جرار. ولفتت الوزارة إلى أنّه باستشهاد شهداء جنين اليوم، يرتفع عدد شهداء المخيم منذ بداية العام الحالي إلى 19 شهيداً.
واستشهد الشاب الفلسطيني عز صلاحات برصاص الاحتلال في مخيم جنين، في إثر العدوان على المخيم، بالتوزاي مع منع الاحتلال أطقم الإسعاف من الدخول إليه. كما أفادت وزراة الصحة الفلسطينية باستشهاد الشاب صائب عصام محمود ازريقي (24 سنة)، فيما أصيب 6 آخرين بينها إصابتين خطيرتين بالصدر والفخذ.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى وصول إصابة بالرصاص الحي في الشريان الرئيسي بالفخذ إلى مستشفى ابن سينا في جنين، مضيفةً أنّ وضعها حرج للغاية. كما تحدثت الوزارة عن إصابات بالاختناق في صفوف المرضى بينهم أطفال داخل مستشفى جنين الحكومي نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز في تجاه المستشفى.
كذلك، استهدفت قوات الاحتلال سيارة إسعاف بشكل مباشر في مخيم جنين. وانتشرت مشاهد فيديو تظهر جرافات الاحتلال وهي تعبث بالمخيم وتحطّم سيارات المواطنين وتدمر أي عائق أمام الآليات العسكرية خلال اقتحامها للمخيم.
عدوان كبير وغير مسبوق على جنين
وشدّدت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، أنّ “الوضع في مخيم جنين حرج”، مشيرةً إلى أنّ “الاحتلال يمنع إسعاف المصابين”.
وأضافت الكيلة أنّ الوزارة تبلغت من الهلال الأحمر بوجود إصابات عديدة يصعب إنقاذها وإخلاؤها حتى الآن، مؤكّدةً أنّ “قوات الاحتلال يمنع دخول مركبات الإسعاف إلى داخل مخيم جنين”. وأفادت بأنّ “قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على مشفى جنين وأطلقت قنابل غاز في اتجاه المرضى”.
وفي السياق، قالت مصادر إنّ “جيش الاحتلال يستعد لتشكيل القبة الحديدية خوفاً من رد فعل من غزة في أعقاب العملية غير العادية في جنين”. ووصفت العدوان الإسرائيلي بالـ”عدوان الكبير غير المسبوق منذ سنوات لقوات الاحتلال الإسرائيلي على المخيم”.
وتابعت المصادر أنّ “العدوان الاسرائيلي على مخيم جنين غير مسبوق منذ سنوات، وهو جريمة منظمة”، مشدداً على أنّ “معظم الإصابات هي في الأطراف العلوية”.
بدورها، ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أنّ “العملية العسكرية في جنين انطلقت بعد معلومات استخبارية من جهاز الشاباك حول نية حركة الجهاد الإسلامي تنفيذ عملية كبيرة ضد أهداف إسرائيلية، وكان الهدف من العملية اعتقال عضو بارز في الحركة”.
حملة اعتقالات في الضفة الغربية
في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم الخميس، 3 مواطنين من الضفة الغربية.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى، بأنّ قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر أحمد خليل أبو لطيفة بعد مداهمة أحد المحال التجارية خلال اقتحامها لمدينة رام الله. كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عيسى المعطي بعد مداهمة منزله في مخيم الدهيشة في بيت لحم.
وأضاف مكتب إعلام الأسرى أنّ قوات الاحتلال اعتقلت الطالب في الثانوية العامة، أحمد محمد أبو نفيسة، بعد مداهمة منزله في بلدة طمون جنوب طوباس.
جهوزية فصائل المقاومة
أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية ما يجري وتشدد على أنّ “العدو الإسرائيلي سيدفع ثمن جرائمه”. وقال المتحدث باسم حركة “حماس” عبد اللطيف القانوع إنّ “اشتباكات جنين المستمرة وتصدي المقاومين للقوات الخاصة فيها ومواجهات أمس في سلوان والطور دليل على تصاعد ثورة الشعب الفلسطيني التي لن تتوقف إلا بردع الاحتلال ووقف جرائمه وكنسه على أرض فلسطين”.
وأضاف أنّ “كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي قتل الروح المعنوية لدى شعبنا وكسر إرادته بممارسة سياسة القتل والهدم والاعتقال لن تنجح ولن تحقق أمناً لجيشه ومستوطنيه”. وأشار إلى أنّ “سلوك حكومة الاحتلال المتطرفة وتصاعد جرائمها وتغولها على شعبنا وأقصانا وأسرانا سيقودنا لا محالة لمعركة سيف القدس 2 للدفاع عن أرضنا وأسرانا ومقدساتنا”.
ووفق الحركة فإنّ “ما يجري في جنين هو جزء من حسم المعركة مع الاحتلال”. ولفت إلى أنّ “فصائل المقاومة تقوم بدورها الريادي في مواجهة الاحتلال”.
جرائم الاحتلال لن تمر بدون عقاب
من جهتها، شددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على ضرورة ألا تمر جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بدون عقاب. ودعت جميع القوى وأذرعها العسكرية إلى مقاومة الاحتلال وضرب مواقعه وثكناته، وتبني خيار المواجهة العسكرية والسياسية الشاملة لدحره عن الأرض الفلسطينية ووقف عدوانه المتواصل.
المقاومة مستعدة للمواجهة المقبلة
أما حركة الجهاد الإسلامي فأكدت أنّ “صمود وبسالة المقاومة في مخيم جنين دلالة واضحة على التمسك بالحق والدفاع عنه مهما بلغت التضحيات”. ولفتت إلى أنّ “المقاومة في كل مكان وجاهزة ومستعدة للمواجهة القادمة في حال استمرت الحكومة الفاشية وجيشها المجرم في العدوان على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.
كما شددت الحركة على أنّها لن تدخر جهداً في إسناد جنين، وكل الشعب الفلسطيني اليوم كالجسد الواحد في معركة الصمود التي تتصدرها جنين وكتيبتها الباسلة ومقاومتها الشجاعة.
المقاومة هي الخيار الوحيد
من جانبها، قالت حركة الأحرار “ما شاهدناه من اشتباك بطولي بين المقاومة والقوة الخاصة التي دخلت جنين والتصدي لها ببسالة وشجاعة يؤكد يقظة أبناء شعبنا ومقاومتنا التي لن تتوقف عن واجبها ومهامها في التصدي للاحتلال وإفشال مخططاته وحماية كوادرها ورموزها”.
وأضافت أنّ “الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني تعكس حجم الإرهاب والإجرام الممنهج الذي يمارسه الاحتلال”. وشددت على أنّ “المقاومة هي الخيار الوحيد القادر على لجم عدوانه ووقف جرائمه”.
العدو الإسرائيلي سيدفع ثمن جرائمه
وفي السياق نفسه، أكدت لجان المقاومة في فلسطين أنّ “دماء الشهداء لن تذهب سدى وستبقى أمانة في أعناق كل مقاومي شعبنا وثواره الأبطال على طريق تحرير القدس والمسجد الأقصى ودحر المحتلين الغاصبين”.
وأضافت أنّ “مخيم جنين سيبقى كابوساً يلاحق الأعداء الصهاينة وأيقونة للثورة المتصاعدة في وجه العدو الصهيوني وحكومته الفاشية المتطرفة”. وشددت على أن “العدو الإسرائيلي سيدفع ثمن جرائمه ودماء أبناء شعبنا ليست رخيصة و وهذه المجازر التي يرتكبها العدو سترتد ناراً وغضباً وثورة في قلب كيانه المزعوم”.