بعد الهزيمة.. السعودية تهرول مرغمةً نحو التسوية باليمن

191
"ذا كريدل" الأمريكية: القدرات العسكرية اليمنية تقلق إسرائيل
العرض العسكري "وعد الآخرة" وانتقال اليمن إلى موقع جيوسياسي في مواجهة كيان العدو الإسرائيلي

بعد سنوات من الحرب العبثية والعدوان الظالم على اليمن جاءت النتيجة صفرًا لكل الأهداف التي أعلنتها السعودية عقب عاصفتها على اليمن.

اليوم بات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقلب كفّيه على ما أنفق في سبيل تحقيق تلك الأهداف الوهمية، بعدما باتت بلاده في مرمى صواريخ جماعة “أنصار الله” الذين جعلهم العدوان أقوى بدلًا من أن يُضعفهم، وأصبحوا يضربون السعودية في عُمقها. وبدلًا من أن يقوّي ابن سلمان موقعه بات أكثر ضعفًا، بعد أن حرمته جماعة “أنصار الله” من مجرّد انسحابٍ على شكل انتصارٍ وهمي يحفظ ماء وجهه.

الموقف السعودي جنح مرغمًا الى التفاوض وجهًا لوجه مع “أنصار الله” وبات يُسارع لعقد تسوية للتخلص من أعباء الحرب ببعض الكرامة، بسبب فشل العدوان، وتصاعد أعداد الخسائر في صفوف القوات السعودية، سواء على الحدود اليمنية، أو في ميادين القتال داخل اليمن، إلى جانب تصاعد الانتقادات للغارات السعودية في اليمن، والحصار الموازي لها في أوساط الدول الغربية، واتهام البرلمان الأوروبي للمملكة بارتكاب جرائم حرب، وتصاعد حالة التململ في الجزيرة العربية جراء إطالة أمد الحرب في اليمن، وتحوّلها الى حرب استنزاف عسكري ومالي وبشري، إلى جانب النفقات المالية الهائلة على هذه الحرب، والتي تقدّرها بعض الأوساط بمليارات الدولارات شهريًا.

وفي موقف يعكس الخضوع، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن الحرب في اليمن لن تنتهي إلّا بتسوية سياسية.

جاء ذلك في تصريحات له على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2023، في مدينة “دافوس” السويسرية. قال ابن فرحان: “نحتاج لإيجاد سبيل لإعادة الهدنة في اليمن، والعمل على تحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار”.

وشدد على أن “الحرب في اليمن يجب أن تنتهي عن طريق التفاوض”، وأضاف: “كانت الهدنة المعمول بها في اليمن تقدمًا حقيقيًا ولكننا بحاجة إلى العمل على نقل تلك الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار”.

وتابع: “هناك عقبات كبيرة في الطريق ولكن إذا استطعنا إقناع أنصار الله والحكومة اليمنية بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فمن الواضح أن التحالف العربي (بقيادة السعودية) سيدعم ذلك تمامًا ويمكن أن يفتح الطريق للتقدم السياسي”.

في غضون ذلك، التقى فيصل بن فرحان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن “هانس غروندبرغ”.

يأتي ذلك عقب إعلان رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبد السلام أن “زيارة الوفد العماني (الأسبوع الماضي) إلى صنعاء، تأتي استكمالا للقاءات الأخيرة بعد نقلنا الكثير من الرسائل”.

وأشار إلى وجود “أخذ ورد مع الأطراف الأخرى (تحالف العدوان)، وسيتم إطلاع القيادة ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، على وجهات النظر الأخرى”.

وشدد عبد السلام على أن “الزيارات المكثفة بين صنعاء ومسقط تعكس جديّتنا في الوصول إلى خطوات ملموسة، والمسألة تعود لمدى جدية الطرف الآخر”.

وتابع “سلطنة عمان تبذل جهودا مشكورة مع الأطراف الدولية لتحقيق السلام في اليمن”، مفيدًا أن الصوت الشعبي له تأثير كبير جدا على مجريات الوضع السياسي ومآل المفاوضات، فيما الوضع الإنساني بات يتصدر الملف السياسي والتفاوضي”.

مصدرموقع العهد الاخباري

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا