أكّد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، الأربعاء، أن الحرب في اليمن يجب أن تنتهي عن طريق التفاوض، وأنّ بلاده تحتاج إلى إيجاد سبيل لإعادة الهدنة في اليمن، والعمل على تحويلها إلى وقفٍ دائم لإطلاق النار.
وقال بن فرحان في اجتماعٍ مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ في مدينة دافوس السويسرية: “نُحقق تقدماً في اليمن، لكن ما زال هناك ما يجب فعله”.
وأضاف أن هناك المزيد ينبغي فعله بما في ذلك إعادة العمل بالهدنة وتحويلها إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. وأن الصراع المستمر منذ ثمانية أعوام لن يحل إلا من خلال تسوية سياسية.
خطوات كبيرة تم اتخاذها
بدوره، أعرب مكتب المبعوث الأممي عن تقديره لدور السعودية في دعم الجهود المبذولة حالياً والرامية إلى تخفيض التصعيد، والعمل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية يمنية – يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
مضيفا أن انعدام الثقة ما زال قائماً لكن خطوات كبيرة تم اتخاذها في الآونة الأخيرة. وما شهدناه في آخر 9 أشهر يمثل تطوراً كبيراً في الاتجاه الصحيح.
وأكد غروندبرج احراز تقدما إيجابيا في مفاوضات وقف إطلاق النار في اليمن، والسير في الطريق الصحيح، وما شهدناه في آخر 9 أشهر يمثل تطوراً كبيراً في الاتجاه الصحيح. وتابع: نهدف إلى مسار سياسي شامل لحل الصراع في اليمن.
المشاورات تنحصر بتجديد الهدنة الملفات الإنسانية
هذا وكشفت صنعاء، أنّ التفاهمات مع السعودية تنحصر في تجديد الهدنة وتوسيع الملفات الإنسانية”. موضحة أن اتفاقاً منجزاً لناحية تمديد الهدنة وتوسيعها في اليمن، مضيفةً أنّ “المباحثات جارية ومستمرة”.
وقالت مصادر أنّ “هناك تقدماً في المحادثات والرسائل المتبادلة عبر الوسيط العماني، وفي حال التوصل إلى اتفاق، ستعلن نتائجه رسمياً”. ولفتت إلى أنّ “مقترحات كثيرة طُرحت على الطاولة، ولكنّها مقترحات ونقاط للأخذ والرد، ولا بدّ من الانتظار لإنجازها والاتفاق بشأنها”.
وأشارت إلى أنّ ” المقترحات المطروحة للنقاش كلها تتعلق بالملف الإنساني وتجديد الهدنة”، مردفاً أنّ “قنوات التواصل والتفاهم مع السعودية قائمة ومستمرة منذ فترة”.
وكان رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أعلن الأحد اجراء نقاشات جادة وإيجابية مع الوفد العُماني حول الترتيبات الإنسانية التي تحقق لليمن الاستقرار وتمهد للسلام الشامل والعادل وإنهاء الحرب والحصار.
يُذكَر أن صنعاء أعلنت، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وصول مفاوضات تمديد الهدنة الأممية في اليمن إلى طريق مسدود، بعد رفض السعودية دفع رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات اليمنية، ووقف الحرب ورفع الحصار عن البلاد.
وكان تقرير حقوقي قد صدر أواخر الشهر الماضي ووثّق “جرائم العدوان الأميركي السعودي خلال عام 2022″، وبيّن أنّ عدد الضحايا بلغ 3083 شهيداً وجريحاً من المدنيين (643 شهيداً و2440 جريحاً).